تبعد قرية "عقارب" عن مدينة "سلمية" سبعة وستين كيلو متراً تقريباً، تأسست مدرستها الريفية عام 1951 على نفقة الإمام "آغا خان"، وقد ساهمت في تخريج أجيال ساهموا في بناء المجتمع المحلي والسوري وماتزال مستمرة في نهجها ومسيرتها المعطاءة.
المجمّع المدرسيّ
يقول المدرس والمدير السابق وأمين سر المدرسة "إسماعيل سعد": «بنيت المدرسة عام 1951 مساحتها أكثر من 25 دونماً، والبناء وحده يبلغ 400 متر مربع، فيها 6 غرف صفية مع صالون كبير وقسم داخلي لإقامة المدرسين القادمين إليها، كانت مدرسة ابتدائية من الأول إلى الخامس (سرتفيكا)، وبعدها أصبحت من الأول إلى السادس ابتدائي، وفيها حقل مزروع بألف شجرة من التوت والصنوبر واللوز والكينا والفستق الحلبي وفيها بئر ماء، وكان فيها منحلة ومفقس للصيصان».
تمت إضافة مادة التربية الزراعية إلى منهاج المدرسة دوناً عن بقية المدارس وكانت دروسه نظرية وعملية، وأهم المزروعات في الحقل المدرسي منذ تأسيسها مواسم صيفية وشتوية كالفول والخضروات بأنواعها، ولكن توقفت الزراعة منذ عام 2000 بعد شح المياه وزرع الزيتون بدل الخضروات بسبب جفاف البئر، ولكن بالعمل الشعبي أعيد حفره حتى بلغ 200 متر وعادت إليه المياه
ويضيف: «تمت إضافة مادة التربية الزراعية إلى منهاج المدرسة دوناً عن بقية المدارس وكانت دروسه نظرية وعملية، وأهم المزروعات في الحقل المدرسي منذ تأسيسها مواسم صيفية وشتوية كالفول والخضروات بأنواعها، ولكن توقفت الزراعة منذ عام 2000 بعد شح المياه وزرع الزيتون بدل الخضروات بسبب جفاف البئر، ولكن بالعمل الشعبي أعيد حفره حتى بلغ 200 متر وعادت إليه المياه».
أسماء وأعلام
يتابع "سعد" حديثه بالإشارة إلى أول مدير للمدرسة وكان الأستاذ "أحمد عزيز الشيخ أحمد" وعقبه الأستاذ "محمد سيفو"، ومن المعلمين الأوائل "محمد عابدين" و"حمدو نيوف" و"بسيمة فخور" و"محمد دياب حسن"، وكان للأستاذ "فايز شيخ الزور" من "حماة" و"راتب عجمية" من "المفكر" و"إبراهيم ديوب" من "الكافات" و"محمود مني" من "تل الدره" و"خديجة الشعار" من "بري الشرقي" دور كبير في زراعة المدرسة بالأشجار.
وختم الأستاذ "إسماعيل" حديثه بالقول: «أذكر من أبناء المدرسة اللواء "محمد نصر" و"خضر ديب" نقيب المحامين في محافظة الحسكة، والصحفي "أحمد عزيز" واللواء "حكمت المشرقي" والعميد "مصطفى سيفو" والعميد "علي سعد"، ومن المعلمين "سلوى زريق" و"سهيرة نيوف" و"سهيل الحلو" و"حمدو نيوف" و"ياسر الحسين" و"رابعة غيبور" و"فاطمة غيبور".
الطّالبة والمعلّمة
"فاطمة غيبور" وهي معلمة في مدرسة "عقارب" الريفية، وشاعرة اعتمدت وزارة التربية قصائد من أشعارها في مناهج الدراسة للأطفال، وهي عضو في لجنة تحكيم رواد الطلائع في الشعر منذ عشرين عاماً، وشاركت في مئات الأمسيات الشعرية والمهرجانات ونجحت عربياً ومحلياً.
تتحدث "غيبور" عن ذكرياتها في مدرسة "عقارب" الريفية قائلةً: «لعل أهم ما يميز هذه المدرسة هي حصص تعليم الزراعة من قمح وخضار وشعير وبعض النباتات الأخرى، حيث يتعلم الطلاب طريقة الزراعة الصحيحة ويعملون على رعايتها بالسقاية والحراثة، ولكن للأسف بسبب انقطاع الماء والعطش الذي تفاقم توقفت هذه الدروس.. عدت للمدرسة معلمة وبقيت فيها حتى التقاعد، كانت مدرسة نشيطة، تخرج منها الممثل والطبيب والشاعر ومدراء دوائر في الدولة ورؤساء شركات، درست فيها فترة القلّ والجفاف وأمضيت أكثر من عشر سنوات في مكتبتها حتى تقاعدت منذ ثلاث سنوات في 2019».
وتستذكر "غيبور" أسماء معلمي ومعلمات ذلك الزمان ومنهم "أماثل دندي" و"محاسن المشرقي"، وأستاذ اللغة العربية الشهير "عبد المجيد عفوف" الذي درس في المدرسة وعاد خريجاً من الجامع الأزهر يدرس طلاب القرية، و"أحمد الشيخ عزيز أحمد" الذي كان له باع طويل في تأسيس المدرسة وتشجيع الزراعة والنشاط فيها، و"أحمد المعمار و"أحمد فهد حسن".
ومن أبرز طلابها: المهندس "سليم غيبور" مدير معمل الزجاج في "دمشق"، والمهندس "أحمد نصر" مدير شركة دهانات أمية، والممثل ومدير الإنتاج "أشرف غيبور"، والدكتور الجراح "عبد العزيز غيبور" وشقيقه طبيب القلبية "أحمد غيبور"، ومن الضباط "محمد مفضي سيفو" "هزاع غيبور" و"علي درويش" واللواء "حكمت المشرقي"، والطياران "مازن وسامر غيبور"، وأستاذ الجامعة "أنور المعمار" و"إسماعيل المشرقي"، وأهم المدرسين "سهيل الحلو" و"نصر الشاطر" "حيدر نيوف" و"سهيرة نيوف" والراحلة "سلوى زريق" و"هدى حسن" و"ختام ريشة".
ذكريات
وعن ذكرياته في المدرسة يقول "نبيل غيبور" وهو فنان وشاعر شارك في مهرجانات بعدة مراكز ثقافية حائز جائزة النيل الأدبية وجائزة الحزب القومي المصري والمركز السابع على مستوى الوطن العربي في الخط العربي، وأعطى دروساً مجانية على مدار عامين في "سلمية" والريف ورثى آلاف الشهداء من كل المحافظات وهو مدير منتدى "سلمية" الثقافي: «قضيت المرحلة الابتدائية في مدرسة "عقارب" الريفية من 1970 حتى عام 1976، وقد ساهمت المدرسة في تخريج نخبة ممن خدموا الوطن، منهم المربية "لودي غيبور" والعميد "أحمد إبراهيم" وهو رئيس المجلس البلدي والموجهة التربوية "عائدة وطفة"، والدكتور الراحل "محمد الحرك" و"صلاح شاهين" و"سلطان غيبور" و"علي حيدر الشيخ إبراهيم" و"هيثم ومحمد صيوم"، و"يحيى درويش" والعميد الركن "علي حمو" والعميد "هزاع غيبور" والطبيبان "أحمد وعبد العزيز غيبور" والمحامي "أحمد عروس" والأستاذ "إسماعيل عروس" ومن المعلمين القدماء الراحل "عبد المجيد عفوف" و"غصون سيفو" والراحل "حمدو نيوف" و"هيفاء عروس".
أجريت اللقاءات في 5 كانون الأول 2022.