يعدُّ لاعب كرة نادي الأهلي الحلبي والدولي السابق "بكري طراب"، واحداً من أهم اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب الكرة الحلبية خلال العقدين الماضيين بشهادة كل من عرفه، فقد لفت اللاعب منذ صغره أنظار مدربيه الذين توقعوا له مستقبلاً رياضياً مشرقاً، لعب لكل مراحل الفئات العمرية بالنادي، وبرز كنجم صاعد، وقد واصل مسيرته الكروية ولعب لفريق رجال ناديه، وأحرز معه الكثير من الانتصارات والبطولات، كما لعب للمنتخبات الوطنية في فئات (الشباب، الأولمبي، والرجال)، وله تجارب احترافية خارجية ناجحة، كما امتلك الكثير من المهارات والمزايا الكروية التي جعلت منه نجماً.
نجومية مبكرة
موقع مدوّنة وطن "esyria" التقى الكابتن "بكري طراب" وحاوره واستمع منه لشريط ذكرياته فوق البساط الأخضر، كلاعب ونجم متألق لعب وسجل أهدافاً حاسمة ومؤثرة، وهو الذي توجه بعد اعتزاله اللعب نحو ميادين التدريب مانحاً خبرته التي اكتسبها طوال سنواته الطويلة للأجيال والمواهب الصاعدة.
يقول الكابتن "بكري طراب": <<عشقت لعب الكرة مبكراً في حيّنا "الجميلية" الملاصق لنادي "الأهلي" تماماً "الاتحاد" سابقاً، وكنت مع أبناء حارتي نستغل فترة الظهيرة وفراغ ملعب النادي للعب الكرة وكنت أشعر بالمتعة والسعادة وأنا ألعب في صرح نادي كبير اسمه "الاتحاد" إلى جانب نجومه الكبار الكباتن أمثال "محمد عفش وعمار ريحاوي".
أحلام تحققت
النقلة المهمة كما وصفها الكابتن "طراب" المفعمة بالحماسة والجرأة، كانت من خلال طرق أبواب نادي "الأهلي" وحيداً دون سند أو دعم، واقترابه من مدرب الأهلي "جمال حفار" عارضاً نفسه للتجريب والانخراط للعب بفريق الصغار، وكانت المفاجأة السارة من المدرب الذي أعجب بمهارته كثيراً طالباً منه الالتزام والمواظبة وعدم الانقطاع.
ويتابع "الطراب" مشواره الكروي بالنادي على أيدي المدربين "جهاد أشرفي وجمال هدلة وعمار أيوبي ومحمد جقلان"، منتقلاً إلى فئة دوري الشباب ونيل البطولة لمدة ثلاثة مواسم، والأجمل كانت دعوته لمنتخب شباب "سورية" موسم ألفين وأربعة مع المدربين "كيفورك مرديكيان ومحمود فيوض"، حيث لعب تصفيات كأس آسيا كظهير وجناح أيمن ولم يكن يتجاوز عمره التسعة عشر عاماً.
ولأنه مميز انضم فوراً للعب بفريق رجال ناديه وساهم بنيل لقب الدوري والكأس موسم 2005/2006، وكان له حضوره المميز مع زملائه في فريق الأهلي بنيل لقب كأس الجمهورية أمام فريق "تشرين" بالفوز ثلاثة دون مقابل، وكان نصيب "الطراب" تسجيل هدفين هما الأغلى في مسيرته الكروية كما يقول.
مع المنتخب
تلقى "الطراب" عام 2006 الدعوة للعب بصفوف منتخب "سورية" للرجال، وشارك بتصفيات كأس العالم وكأس آسيا مرتين، برز وبرع بمركزه كظهير وجناح سريع في أرض الملعب، وكان حاضراً ولاعباً فعالاً بتحقيق فوز المنتخب السوري على الصيني في تصفيات كأس "آسيا" عام 2009، ونال لقب أفضل لاعب دولي بمباراة "سورية" مع "اوزبكستان"، وذات اللقب ناله في دورة "نهرو بالهند" وبدورة "تشرين" بمدينة "اللاذقية" ولقب أفضل ظهير أيمن موسم 2007.
احتراف خارجي
لعب الكابتن "طراب" للعديد من الفرق المحلية بدءاً من ناديه "الأهلي" حيث لعب معه في بطولة الأندية الآسيوية وكأس الاتحاد، ثم انتقل للعب مع نادي "الطليعة" وبعدها "للوحدة" و"الشرطة"، الذي نال معه لقب الدوري مرتين، وخارجياً لعب بالدوري العراقي مع أندية "السليمانية والنجف والكرخ ومصافي الوسط"
في سجله 56 مباراة دولية و21 هدفاً.
رفاق الدرب
لعب وعاصر الكابتن "طراب" عدداً كبيراً من نجوم الكرة الدوليين ومن أهمهم الكابتن "محمد عفش" قائد فريق "الأهلي" سابقاً الذي وصفه بأنه أفضل ظهير أيمن في "سورية"، وكذلك الكباتن" ريحاوي" و"عيان" و"صابوني" و"عبادة" و"الرافع" و"الصاري" و"دياب" و"شحرور" و"فارس" و"حبال" و"شعبو" و"البوشي" و"خالد حاج عثمان" و"كركر" و"الحسن" و"عزيزة" و"دكة" و"حاج محمد" غيرهم كثر.
اعتزال وتدريب
أعلن اعتزاله وترجله عن اللعب نهائياً موسم 2017 واتباعه عدة دورات تدريبية متلاحقة، ليكلف بعدها بتدريب صغار وأشبال وناشئي نادي "الأهلي"، وكانت المرحلة الأهم تكليفه كمساعد مدرب أول لفريق الرجال مع الكابتن "ماهر بحري" ثم توليه حالياً مهام المدرب الأول لرجال لكرة "عفرين".
ويختم الكابتن "بكري" حديثه للمدونة بشكره العميق لجماهير ناديه "الأهلي" التي شجعته طوال مسيرته في الملاعب الخضراء وكذلك لكل مدربيه الذين تعاقبوا على تدريبه وصنعوا منه لاعباً مثّل المنتخب الوطني ومحترفاً خارجياً.
شهادات كروية
يقول المدرب الوطني "جمال هدلة" :<<تعرفت على الكابتن "بكري" وهو بعمر الثلاثة عشر عاماً عندما كان يلعب بفئة الناشئين "بالجميلية"، لفت نظري بمستواه وتميزه وأخلاقه، ودربته عندما ترفع لفئة الشباب وازداد نضجاً وتوهجاً، تابع مشواره الناجح في الملاعب وتوقعت من وقتها أن يكون له مستقبل باهر، وبالفعل سار بخطوات موفقة جعلت منه نجماً في صفوف ناديه والمنتخب الوطني كظهير أيمن مميز>>.
الصحفي الرياضي "محمد هاشم إيزا" يقول: <<يعدُّ الكابتن "بكري طراب" واحداً من اللاعبين المتألقين الذين لعبوا في صفوف ناديه والمنتخب الوطني، له أهداف مؤثرة وحاسمة وخاصة بنهائي كأس الجمهورية أمام فريق "تشرين" وبالمجمل هو لاعب فرض نفسه بين الكبار ويتابع مشواره الكروي بعد الاعتزال بالانخراط في ميادين التدريب>>.
اللاعب الدولي السابق "صلاح شحرور" قال: <<الكابتن "بكري" أكبر مني بقليل لعبنا معاً مواسم عديدة في صفوف النادي وأحرزنا معاً بطولة الدوري لموسم 2006، وكذلك نلنا لقب كأس الجمهورية أمام فريق "تشرين"، نحمل مع بعض أجمل ذكريات الملاعب والانتصارات، أتمنى له كل التوفيق والنجاح في مسيرته القادمة كمدرب مجتهد>>.
تم إجراء اللقاء والتصوير داخل ملعب السابع بمدينة "حلب" بتاريخ التاسع من شهر أيلول لعام 2022.