على مبدأ البيوت البلاستيكية التي أوجدت الزراعات المحمية تم ابتكار طرق جديدة للزراعة المحمية لكن هذه المرة على شكل أهرامات، ليكون مقرها الأولي بقرية "حوط" في "السويداء"، والتي تحولت إلى بستان زراعي أخضر ولكنه بشكل مصغر، لتدخل فكرة هذه المزارع ضمن منظومة الزراعة الحديثة التي حققت نجاحاً كبيراً في الإنتاج وإدخال أصناف زراعية جديدة.

مزارع هرمية

حول طبيعة هذه المزرعة واستثمارها وفكرتها بين الصخور البازلتية التقت مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 آذار 2022 مع الدكتور "سامر مزيد علوان" رئيس مجلس إدارة شركة "الكوكب الأزرق" للطاقة المتجددة الذي يقول: «جرى إحداث هذه المزرعة التي أخذت شكلاً هرمياً مصغراً، مستفيداً من الشكل المخروطي للهرم الحامل للطاقة المتجددة، وهذا ما أثبته العلم على مر العصور، حيث عرفت الأهرامات منذ القدم بأنها أحد أسرار الطاقة المتجددة، لذلك أحدثت هذه التجربة ومنها تم توليد الطاقة الكهروضوئية وفق معايير الطاقة المطلوبة، مستفيداً من هذه الطاقة التي تم توفيرها داخل الأشكال الهرمية لزراعة النباتات الطبية والأشجار المثمرة ذات الأنواع النادرة، فكانت الطاقة التي تم توفيرها هي الشمس والهواء والماء، وكانت النتائج جيدة جداً وهذا النوع من المزارع يستخدم لأول مرة في "سورية"».

ان فكرة إنشاء هذه المحطة لم تكن فريدة ولكنها كانت الأكثر تطبيقاً للتطبيقات العلمية ونتائج البحوث العلمية الحديثة المتعلقة بمثل هذه المحطات والمزارع المنشأة حولها

ويضيف "علوان": هذا النوع من المزارع هو على غرار البيوت البلاستيكية مع اختلاف أن درجة الحرارة داخل المزرعة الهرمية معتدلة صيفاً وشتاءً، ولعل هذا السر في نجاح المزروعات وعدم تأثرها بالعوامل الطبيعية، والمسألة الأهم هو نجاح زراعة بعض الأنواع من الأشجار داخل حرم هذه الأهرامات، رغم أنه من الصعب تأقلمها مع طبيعة مناطقنا، ويعد نجاح هذا النوع من المزارع مفيداً لتعميمه على باقي مناطق المحافظة، ما يفيد في إدخال أنواع جديدة من المنتجات الزراعية إلى السوق المحلية».

المحطة التي أطلق عليها صاحبها تسمية "العجماء" جرى استثمارها كما يقول "علوان"، لتوليد طاقة كهربائية كافية لزراعة النباتات الطبية، كما تم العمل على تجارب لأصناف نباتية تتلاءم وطبيعة المكان وفق نظام البيوت البلاستيكية بعد معرفة قوة وسرعة الرياح لتوليد الطاقة الريحية، ناهيك بالمنظر الجمالي إذ ان المنظر الجمالي للمكان يضفي رؤية خاصة من خلال وجودها بين الصخور البازلتية.

تعميم مستقبلي

المهندسة "إيناس شقير" المدير التنفيذية للشركة أوضحت: «ان فكرة إنشاء هذه المحطة لم تكن فريدة ولكنها كانت الأكثر تطبيقاً للتطبيقات العلمية ونتائج البحوث العلمية الحديثة المتعلقة بمثل هذه المحطات والمزارع المنشأة حولها».

ومن أهالي قرية "حوط" أوضح "محمد متعب العبد الله": «أن بداية العمل كانت صعبة، فكيف لأرض صخرية جرداء أن تصبح ارضا استثمارية وتقام عليها مشاريع مولدة للطاقة، وأرض قريتنا الصخرية البازلتية الحاملة لتاريخ الأهل والأجداد صنع منها الأبطال والثوار موقفهم النضالي ومقاومتهم للطبيعة والحياة والاستعمار معاً، ولكن الأهم اليوم توليد الطاقة التي باتت تغطي جزءا من الاحتياجات الخدمية وخاصة في الزراعات المحمية، عدا الإطلالة التي تراها متشابهة بين الاثنين، اي بين الأهرامات المصرية التي تدخل إليها عبر طريق سياحي تطل عليك تدريجياً لتشعر بأهميتها التاريخية ومنظرها الجمالي، وبين الأهرامات في قريتنا التي تطل عليك لتتأكد من انتقال سرها من خلال الطاقة والأمل الإيجابي المولود بالإنتاج والاستثمار والعمل المتعدد العائد على المجتمع بالفائدة والتنمية والإنتاج».