64 عاماً مرت على تأسيس أول نادٍ رياضي رسمي في "سلمية" كان ذلك عام 1975 لتتوالى بعده سنوات الحصاد الرياضي، وليشكل النادي رافداً مهماً للساحة الرياضية على المستوى الوطني ومن شتى الألعاب.

ويمكن القول: إن النشاط الزراعي القائم على القوة البدنية والعمل الجماعي وعشق المنافسة الشريفة والتباري في إنجاز الأعمال، كل ذلك ساهم إلى حد كبير في دفع المشوار الرياضي في "سلمية" قدماً كما كانت المنافسة حاضرة في المصارعة في الحارات ليكون فتوة الحارة المدافع عنها من أي خطر محتمل أو مواجهة وحوش الصحراء التي قامت مدينة "سلمية" على بوابتها، والأقوى في رفع الأشياء أو تحطيمها أمثال الراحل "هاشم عطفة" الذي أصبح مضرب مثل على مرّ الزمن، بالإضافة للحضور الشعبي في ساحة المدينة لتشجيع أسرع فارس في سباق الخيول سنوياً، كما كانت لعبة المنقلة لكبار السن تسلية المساءات فيها.

أول الطريق

<<إن طريقة حياة المجتمع هي جملة من الرياضات والمبارزات والتنافس الفطري>> يقول المربي ولاعب كرة السلة "علي قنوع" (77 عاماً) لمدوّنة وطن، ويضيف:<<إن أول نادٍ تأسس في سلمية كان عام 1957 باسم الشهيد "عدنان المالكي" وكان رئيس النادي حينها "الدكتور "نايف عجوب"، وفي عام 1971 تم دمج الأندية وسمي نادي سلمية الرياضي بناء على المرسوم الجمهوري 38 الناظم للحركة الرياضية، وكانت بدايته بلعبتي كرة السلة والطائرة تحت إشراف المدربين الراحلين "إبراهيم حسينو" و"فايز ناصر"، وقد حقق فريق كرة الطائرة كأس الجمهورية 1975 بفوزه على النهضة اللاذقاني (تشرين حالياً)، وفي عام 1976 استضافت "سلمية" ولأول مرة فريق "خاس كوف" البلغاري وفاز فريق "سلمية” بـ3 مقابل 1، حيث حضر سكان "سلمية" عن بكرة أبيهم تشجيعاً لفريقهم، وحقق المدرب الراحل "أكرم الملا" مع فريقه بطولة الدوري العام للشباب لثلاثة أعوام 1983و1984و1985 فكان رافداً للمنتخب الوطني باللاعبين أمثال " كريم اليازجي" و"عزام العرنجي" و"علي الجرف" و"أكرم الصهيوني" وما تزال هذه اللعبة في الصدارة حتى الآن، حيث فاز فريق الناشئات بالمركز الأول في سورية 2019، 2020، وفريق الناشئين بالمركز الرابع، والسيدات والرجال تأهلوا إلى المربع الذهبي، ولكن توقف النشاط بسبب "كورونا".

مدربة كرة الطاولة جميلة الشعار

حبّاً بالرياضة

الحمكم الدولي علي الخطيب في صالة التدريب

شغفها بالرياضة، جعل "ميادة حيدر" تحصل على شهادة الدكتوراه في التربية الرياضية عام 2021 وهي لاعبة سيدات المنتخب الوطني لكرة الطائرة،

وحسب ما يشير المدرب والحكم الدولي في الشطرنج "علي الخطيب" فإن الشطرنج في "سلمية" لعبة شعبية كانت دارجة إلى حد كبير في البيوت، وبدأت في اتحاد اللعبة عام 1983 بأربعة مؤسسين هم الشاعر الراحل "منذر الشيحاوي" و"حاتم رستم" و"نبيل فهد" و"محمد الشيحاوي"، وشارك المنتخب الوطني الذي قوامه خمس لاعبات منهن "ربا الضمان" وأختها "ريم" في أولمبياد 1986 "دبي"، وفي عام 1987 مثل "سورية" اللاعب "عزام زينو" في بطولة أشبال العرب بـ"قطر"، وفي عام 1988 في بغداد" شارك "فراس الضمان" في بطولة الشباب العرب، كما مثلت بطلات الجمهورية "وسيلة الشيخ خضر" وأفاميا المير" سورية في الأولمبياد العالمي حيث حصلت "أفاميا" على بطولة العرب 1994 في "الأردن" وحصلت اللاعبة "وسيلة" على بطولة "اليمن" ونالت فضية العرب 1996.

مدرب الجمباز علي الحلاق في صالة التدريب

وصولاً لكرة السلة، يمكن أن نذكر على سبيل العد مدرب فريق الناشئات والسيدات الكابتن "هايل عابدين" والذي وصل بفريق الناشئات إلى الدرجة الأولى 2019، 2020 وتأهل الفريق إلى نهائيات "سورية" ، وهو من أفضل ثمانية فرق بعد تصدرهن ذهاباً وإياباً المنطقة الوسطى والساحلية، والسيدات درجة ثانية، بالإضافة إلى خمس لاعبات محترفات في ناديي قاسيون والحرية وهن "فرح أسد" و"روان الجرف" و"بتول السيد" و"ابتسام الزير" بنادي قاسيون وهن لاعبات في منتخب "سورية" للسيدات و"عليا شحود" بنادي الحرية.

العودة من جديد

يقول "علي المير أحمد" -وهو مدرّب سابق- عن كرة القدم في حديثه لمدوّنة وطن:<<إنّ المربي المدرب "صائب رستم" هو أول من أسس لبناء كرة القدم عام 1977 وبعد انتساب نادي "سلمية" الرياضي لاتحاد كرة القدم، وفي أول مشاركة له في بطولة القطر لأندية الدرجة الثالثة 1978 وبمشاركة 60 فريقاً فاز ببطولة فئتي الرجال والشباب وصعد إلى الدرجة الثانية في عام 1979، وكان يقف خلفهم رابطة مشجعين يصل عددها إلى 3000 شخص كانت ترافقهم في كل المباريات توفر لهم دعماً معنوياً ومادياً ومنهم المختار الراحل "مصطفى كردية"، والمربي "حسين خدوج"، و"عصام البطل"، و"شمس الدين فرحة" وآخرون، وبقي النادي في مصافي الدرجة الثانية حتى هبط للدرجة الثالثة 1984 وبقي 32 عاماً حتى عام 2016 وبجهود المدرب "محمود محفوض" ومساعده "ماهر شمة"، تم تشكيل فريق من الموهوبين الشباب مع بعض لاعبي الخبرة، وإشراف لجنة دعم كرة القدم وبفضل المحبين من أبناء هذه المدينة والتبرعات التي قدموها؛ صعد هذا الفريق للدرجة الثانية ثم للدرجة الأولى، كما أسهم المدرب "نزية العلي" بجهوده بمتابعة الفريق والبقاء في الدرجة الأولى لثلاثة أعوام>>.

ويضيف "المير": بالرغم من عمر كرة القدم في "سلمية" إلا أن ملعبها ترابي حتى الآن؛ يعج بالغبار صيفاً وبالوحل شتاءً، وهو عائق أمام إنجاح تطوير كرة القدم وسيبقى الأمل الوحيد في تعشيب هذا الملعب وبناء ملحقاته الخدمية وتوفير مستلزمات التدريب الأساسية، خصوصاً بعد أن تم نقل الملكية العقارية لهذا الملعب لمصلحة النادي وأصبح صالحاً للاستثمار، فيما يوضح الحكم الدولي لكرة السلة ومدير النادي "صفوان سيفو" : "الصالة الرياضية خارج الخدمة منذ عام 2013 بسبب التفجيرات التي طالت "سلمية" مما يكلف النادي أعباء النقل لصالة "حماة" وبذلك يغيب الجمهور عن مؤازرة فريق كرة الطائرة ولا سيما أن ستة لاعبين في الفريق الوطني للرجال هم من "سلمية".

نتائج طيبة

ولم تدخل كرة الطاولة "سلمية" حتى عام 1960، وحققت نتائج طيبة عام 1972 في الدورة المدرسية التي أقيمت في "بيروت" ومن لاعباتها "هالة تامر" ورباب ميرزا" و"ختام أبو إسماعيل" و"سهام سكاف" والراحلة "مديحة الماغوط"، ثم "مها النظامي" 1980، ثم سناء العامود"، وأصول أبو قاسم" وعبير قداح و"سها هابيل" وعزة برازي" وهؤلاء مثلن "سورية" في دورة المتوسط 1987 وبرز اللاعب "مازن طنجور" عام 2016 مع المدربة "جميلة الشعار" وبرزت اللاعبات "دلع أسد" و"أنانا كردية" بطلات الجمهورية.

وبدأت كرة اليد الأنثوية تأسيسها عام 1970، وماتت بعد تحرير كشوف اللاعبات عام 2000 بعد أن حققت مع المدرب "سالم شحود" المركز الأول على مستوى الجمهورية و لثلاث سنوات متتالية. وشاركت في بطولات عربية أهمها مباراة مع "السعودية".

مشوار الدراجات

مشوار لعبة الدراجات بدأ مع المدرب "مصطفى المير" وذلك في عام 1982، وقد شارك الفريق في بطولة الجمهورية وتميز لاعبان على مستوى الجمهورية "علي الأحمد" وحقق المركز الثالث عام 1986 واللاعب "حسين المواس" الذي احتل المركز التاسع مع فريق "حماة"، وفي عام 1990 حصل فريق السيدات على الدرجة الأولى وتميز الفريق بـ6 لاعبات هن: "علا شاهين" و"زينب محفوض" و"جينا المير" و "تهاما المير" و"فيروز زينو" و"ديما القصير" وقد شاركن عام 1994 في بطولة الجمهورية، ونلن المركز الأول وكان الفريق كله من "سلمية"، علماً أنّ "علا شاهين" حصلت بنتائج الفردي على المركز الثاني، و"زينب" الثالث، و"فيروز" الرابع، و"راما المير" الخامس، و"جينا المير" السادس، وفي أعوام 96 ، 97 ،98 حقق الفريق المركز الأول للإناث في بطولة الجمهورية، وبالنسبة لفريق الرجال فقد حقق المركز الثاني في بطولة الجمهورية أعوام سنة 98، 99 ،2000.

في ألعاب القوى

أما في الجمباز، فقد بدأ التدريب في الصالة التي تأسست في العام 1990 مع المدرب "علي الحلاق" الذي وصل بالفريق إلى بطولة الجمهورية عام 2011 مع اللاعبات "رفيف الخطيب" و"رندة الخطيب" و"مايا رزوق"، وفي عام 2014 حقق الفريق المركز الأول لمدة خمس سنوات متتالية فيما ستشارك اللاعبة "رزان رزوق" في بطولة العرب في "الجزائر".

وفي منتصف الستينيات 1965 دخلت ألعاب القوى بواسطة "علي فاضل" الذي درس كلية رياضة في "مصر" عام 1960، ثم الدكتور "سمير فاضل" الذي وصل لبطولة الجمهورية منذ 1970 وحتى الـ2000، وللاعب "أيمن القطريب" دور كبير في تخريج أبطال وبطلات كاللاعبة "غفران الشمق" 2001 و"سلام سعيد".