أهمية منطقة "الجولان" العربي السوري المحتل وآثارها المميزة، جعلت كثيراً من المؤرخين والجغرافيين والآثاريين يتحدثون عنها، ومن خلال التنقيبات الأثرية التي جرت ظهرت روائع الآثار الزجاجية والمعدنية المكتشفة في منطقة "الجولان" و"القنيطرة".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيلول 2020 حصلت على بعض المراجع المعتمدة والتي تتحدث عن الآثار الزجاجية والمعدنية المكتشفة في "الجولان" إذ يتحدث الباحث الراحل "بشير زهدي" الذي تولى مهمة الأمين الرئيس للمتحف الوطني في "دمشق" في محاضرة بعنوان "آثار الجولان" في عام 1987: «يعدُّ "الجولان" أغنى مناطق سورية بالزجاج والروائع الزجاجية وكثيراً ما كان المواطنون يعثرون صدفة على آثار زجاجية في مدفن قديم ويحرصون على حفظها في المتاحف، ولا سيّما المتحف الوطني في "دمشق" والذي يضم أكبر وأهم مجموعة من الزجاج الجولاني معروفة في العالم، ما يدل على مدى ازدهار هذه الصناعة الفنية في "الجولان" مثل "خسفين"، "جيبين"، "العال"، "الزوية"، "فيق"، "زاكية"، و"كفر الما" في عصر كانت فيه روائع الزجاج موضوع تفاخر أصحابها وأجمل الهدايا المقدمة تعبيراً عن الود والمودة.

أهم المكتشفات الأثرية في تل كروم "مسحرة" الأثري كأس زجاجي جميل تم اكتشافه في أحد القبور البيزنطية خلال أعمال التنقيب للمواسم 1994-1996، وقارورة زجاجية تم الكشف عنها في أحد القبور في تل "كروم مسحرة" عام 2004 تؤرخ للعصر الروماني، وآنية زجاجية عثر عليها في أحد قبور التل بالعام نفسه تؤرخ للعصر الروماني المتأخر

التنقيبات الأثرية التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف في بلدة "خسفين" أظهرت روائع الآثار الزجاجية ولا سيما الحليبية اللون التي تدل على مهارة يدوية وخبرة مهنية وذوق فني وحس جمالي، إضافة إلى هذه الآثار الزجاجية هناك الحرزات الزجاجية وأهميتها كحرز وتمائم ورمز للخصب والكثرة والبركة، والأساور الزجاجية والخواتم الزجاجية والوزنات الزجاجية والميداليات الزجاجية وغيرها، وتجدر الإشارة إلى قدح وصحن من زجاج ملفيوري أكتشفا في بلدة "خسفين"».

قارورة زجاجية

ويضيف: «عثر في أراضي "الجولان" على تماثيل وآثار معدنية هامة تدل على مدى رقي هذه الصناعة الفنية ولعل ميدالية التمثال النصفي لأميرة "بانياس" بالحجم الطبيعي تقريباً تدل على مدى رقي الفن والثقافة الفنية الجمالية في "الجولان" في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، التأمل في تفاصيل هذا التمثال النصفي البرونزي يزودنا بمعلومات عديدة متعلقة بفن تصفيف الشعر وخياطة الملابس أضف إلى ذلك الحلي الذهبية.

وهناك تمثال ربة الجمال "فينوس أفروديت" المكتشف في "خسفين"، وتمثال طفل من البرونز يبدو رافعاً يديه بحركة تعبر عن الحيوية والنشاط وتثير الفرح وهو من المكتشفات الأثرية في "الزوية"، وتماثيل برونزية هامة تمثل حيوانات مثل فيل برونزي مكتشف في "خسفين" ودواة الحبر البرونزية لها شكل حسناء أفريقية جالسة القرفصاء اكتشفت في "الزوية" ودواة الحبر البرونزية لها شكل تمثال نصفي لشاب أفريقي، بالإضافة إلى سروج برونزية أهمها سراج برونزي له مقبض بشكل رأس حصان، وسراج برونزي له مقبض بشكل ورقة نباتية اكتشف في "العال"، وهناك الأدوات الجراحية الطبية البرونزية التي تدل على أهمية الطب والجراحة في "الجولان" في القرون الأولى الميلادية، وهناك الأواني البرونزية المزينة عروقها برأس "ميدوز" اكتشف أحدها في "الزوية"، وهناك المرايا البرونزية المصقولة والأسلحة المعدنية والحلي البرونزية والفضية والأساور والخواتم والمشابك».

آنية زجاجية

الباحث الراحل "جورج عيسى" تحدث في دراسته الآثار والمواقع الأثرية في محافظة "القنيطرة" المنشورة في مجلة "دراسات اشتراكية" عام 2000 عدد خاص "بالجولان": «نتيجة للمسوحات التي جرت في موقع قرية "خسفين" وجدت لقى أكثرها من الزجاج تبين أنها ترجع إلى العصر الروماني المتأخر أو الفترة البيزنطية المبكرة، أما اللقى المكتشفة وهي موجودة في المتحف الوطني في "دمشق" فهي تتألف من الأواني والأدوات الزجاجية والفضية والذهبية وتغلب بين التقدمات الزجاجية الصحاف الصغير والكؤوس والأباريق الصغيرة وهناك بشكل متفرق نموذج قارورة صغيرة ذات زخرفة خيطية بشكل متعرج واسع الانتشار.

بالإضافة إلى قدح من الزجاج الملفيوري بلون أخضر وبنفسجي ارتفاعه 3.5 سم وقطره 18 سم مزخرف بألوان صفر وحمر وخضر، وقدح صغير من الزجاج الحليبي اللون ارتفاعه 5.5 سم وقطره 10.6 سم، وإناء زجاج مغزلي الشكل بلون أصفر ارتفاعه 31 سم وقطره 6 سم، وزجاج أخضر اللون له عروتان ارتفاعه 42 سم وقطره 10.5 سم، بالإضافة إلى صحون من الزجاج الملفيوري بألوان مختلفة وطاسة من الزجاج الحليبي اللون لها مقبضان.

التمثال النصفي لأميرة "بانياس"

وقد عثر في مدينة "فيق" على عدد كبير من الأواني والمصنوعات الزجاجية، ومن هذه الآثار الخرزات الزجاجية التي كانت تستخدم لأغراض معينة إلى جانب الأساور، الخواتم، الوزنات، والميداليات الزجاجية، ومن مكتشفات مدينة "فيق" الزجاجية المعروضة في قسم العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية في المتحف الوطني في "دمشق" قمقم من الزجاج الأزرق المعتم ارتفاعه 92 سم تزينه خطوط متموجة من المينا الصفراء».

"هناء هاني قويدر" مدير دائرة آثار "القنيطرة" سابقاً، ذكرت في كتابها دليل المواقع الأثرية في "الجولان":«أهم المكتشفات الأثرية في تل كروم "مسحرة" الأثري كأس زجاجي جميل تم اكتشافه في أحد القبور البيزنطية خلال أعمال التنقيب للمواسم 1994-1996، وقارورة زجاجية تم الكشف عنها في أحد القبور في تل "كروم مسحرة" عام 2004 تؤرخ للعصر الروماني، وآنية زجاجية عثر عليها في أحد قبور التل بالعام نفسه تؤرخ للعصر الروماني المتأخر».