برز تفوقه منذ انضمامه إلى نادي "الشباب" لممارسة كرة السلة، حيث امتلك المهارات الفنية التي كانت تؤهله لاختراق دفاعات الفرق المنافسة، وتسجيل النقاط من مختلف الاتجاهات، وكان له دور بارز في منافسة ناديه على التأهل إلى الدرجة الأولى لعدة مواسم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 24 آب 2020 التقت الكابتن "محمود الجدوع" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية الطويلة حيث قال: «منذ طفولتي المبكرة ولدي عشق كبير لممارسة الرياضة، وربما كان لوجود منزلنا بالقرب من ملاعب نادي "الشباب" دور في مدى تعزيز تعلقي بالرياضة، وقضاء معظم الوقت في الملاعب كي أمارس عدة ألعاب منها كرة اليد، الطاولة، الريشة الطائرة، وكرة السلة التي استهوتني وشدتني إلى الانخراط في التدريب مع فريق مدرسة "عائشة" بإشراف مدرس الرياضة "خالد المعيدي" الذي شجعني على متابعة اللعب، وعندما شاهدني الراحل "عبد الإله العجيلي" أحد أبناء اللعبة القدامى، وجهني للالتحاق بالتدريب مع فريق المركز التدريبي الذي كان يشرف على تدريبه المدرب "محمد نور الخطاب" الذي ضمني للفريق وكان له دور كبير في تطوير مستواي الفني، بعدها انتسبت إلى نادي "الشباب" عام 1989، وتدرجت باللعب في جميع الفئات، ونظراً لالتزامي بالتدريب المستمر تطور مستواي بشكل ملحوظ ما دفع أنظار المدربين لترشيحي لمنتخب ناشئي "سورية"، ودعيت إلى معسكر المنتخب الوطني؛ لكن وقتها لم أستطع الالتحاق نتيجة ظروفي الدراسية».

مثلت فرق نادي "الشباب" بكافة الفئات، كما شاركت مع منتخبات "الرقة" الأهلية والمدرسية بكافة المراحل، وفي عام 2008 تمت إعارتي لنادي "الجزيرة"، ولعبت معه موسماً واحداً، كذلك لعبت مع نادي "الفتوة" أيضا لمدة موسم واحد، وخلال دراستي في المعهد الرياضي شاركت ببطولة معاهد وجامعات "سورية"، وأحرزنا المركز الثاني بعد منافسة من عدة فرق، وشاركت مع منتخب معلمي "الرقة"، وأحرز فريقنا المركز الأول على مستوى القطر عام 2009

ويضيف بالقول: «رغم سفر مدربنا "محمد نور الخطاب" الذي كان المشرف على تدريبنا إلى خارج القطر لم تتوقف تدريباتنا بعد أن تولى المهمة بعده المدربان "فهد الحسين"، و"عبد الكريم الجوهر"، واستمر استعدادنا لخوض مباريات الدوري العام للدرجة الثانية لفترة من الوقت بوجود مجموعة متميزة من اللاعبين، وقد حققنا من خلال هذا الفريق نتائج رائعة رغم الظروف الصعبة من شح الإمكانيات المادية، وغياب الاهتمام من الإدارات المتعاقبة، حيث تصدرنا دوري الدرجة الثانية أكثر من مرة، وفي عام 1997 تأهلنا للمباراة النهائية ضد نادي "حطين"، لكن لم يحالفنا الحظ للوصول إلى دوري الدرجة الأولى، كذلك كانت لنا تجربة مميزة عام 1999 عندما تقابلنا مع نادي "الطليعة"، وكانت مباراة رائعة قدمنا خلالها مستوى متميزاً، وكدنا نتأهل لدوري الدرجة الأولى لو أن الرمية التي تم تسديدها في الثواني الأخيرة دخلت بعد أن دارت الكرة حول حلقة السلة دورة كاملة دون أن تدخل، وبذلك حرمنا الحظ مرة أخرى من الفوز والصعود للدرجة الأولى».

من الفرق التي دربها (صورة أرشيفية)

ويتابع حديثه بالقول: «ساهمت هذه الإخفاقات في حل الفريق وابتعاد أغلب اللاعبين المميزين، ما أدى إلى هبوط النادي للدرجة الثالثة، لكن رغم هذه الأجواء الصعبة التي مرت بها اللعبة عدنا من جديد بعد أن تم ترتيب أوضاع الفريق بعد تولي الكابتن "أحمد الحسن" مسؤولية الإشراف على اللعبة والتدريب، فاستعدينا بشكل مكثف لمباريات الدوري، واستطعنا الفوز بالمركز الأول في تجمع المنطقة الشرقية، وبذلك عدنا للدرجة الثانية، لكن مسيرة اللعبة لم تستمر بعد توقف النشاط الرياضي في محافظة "الرقة" نتيجة أحداث الحرب بداية عام 2013».

وعن الفرق التي لعب معها يقول: «مثلت فرق نادي "الشباب" بكافة الفئات، كما شاركت مع منتخبات "الرقة" الأهلية والمدرسية بكافة المراحل، وفي عام 2008 تمت إعارتي لنادي "الجزيرة"، ولعبت معه موسماً واحداً، كذلك لعبت مع نادي "الفتوة" أيضا لمدة موسم واحد، وخلال دراستي في المعهد الرياضي شاركت ببطولة معاهد وجامعات "سورية"، وأحرزنا المركز الثاني بعد منافسة من عدة فرق، وشاركت مع منتخب معلمي "الرقة"، وأحرز فريقنا المركز الأول على مستوى القطر عام 2009».

أحمد الحسن عضو إدارة نادي الشباب

وعن عمله في ميدان التدريب يقول: «كانت البداية عام 2013 بعد أن اعتزلت اللعب بشكل نهائي، رغم أنه كانت لدي تجربة قبل تلك الفترة عندما كنت أقوم بتدريب منتخب مدرسة "الحسن ابن الهيثم" التي تصدرت بطولة مدارس "الرقة" لمدة 6 سنوات متتالية، وفي تلك الفترة شاركت بأكثر من دورة تدريبية لصقل معلوماتي، وتم تكليفي مدرباً لمنتخب مدارس "الرقة" للإناث للتعليم الأساسي حيث شاركنا في عدد من البطولات المركزية وأحرزنا مراكز متقدمة خلال عدة سنوات. وإضافة إلى عملي بالتدريب حصلت على شهادة تحكيم من اتحاد كرة السلة، وتم تكليفي بقيادة العديد من المباريات خلال الكثير من البطولات المدرسية المركزية».

"أحمد الحسن" عضو إدارة نادي "الشباب" عنه يقول: «"محمود الجدوع" كان من اللاعبين المميزين ومن الذين قدموا تضحيات كثيرة على مدار مرحلة طويلة، حيث عرف عنه عمق محبته للنادي وللعبته، فهو من أكثر اللاعبين التزاماً بالتدريب أثناء الاستعداد للمشاركة بالدوريات، وكان له دور كبير في حسم نتائج بعض المباريات من خلال حماسه ونشاطه بالملعب، كذلك نجح كمدرب في تأسيس قاعدة للعبة واستقطب أعداداً كثيرة من اللاعبين واللاعبات، وحقق مع الفرق المدرسية التي كان يدربها نتائج رائعة في البطولات المدرسية المركزية».

"غسان غضبان" لاعب نادي "الشباب" السابق بكرة السلة عنه يقول: «كنت من الجيل الذي سبقه باللعب، لكني تابعته منذ صغره، ولفت انتباهي بسرعته الواضحة ومهاراته المتميزة، إضافة إلى حماسه وشجاعته في اختراق دفاع الخصوم، وكان أيضاً هدافاً بارعاً في تسجيل النقاط خلال المباريات، وخاصة من خارج القوس، ورغم صغر سنه تم ترقيته للعب مع فرق الرجال، ونجح بإثبات وجوده من خلال التزامه وحيويته باللعب، كما كان يشكّل وجوده بالفريق دعماً واضحاً لزملائه في إحراز الانتصارات وتحقيق الفوز في كثير من اللقاءات».

يشار إلى الكابتن "محمود الجدوع" من مواليد "الرقة" 1976.