في خطوة تعدّ محدثة في الوسط الغنائي السوري، قام مجموعة من العازفين والمغنين بتكوين فرقة "الجاز"؛ الهدف منها إعادة إحياء هذا النمط الموسيقي بعد تفكك أوركسترا "الجاز" السورية قبل أعوام.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 تشرين الأول 2018، قائد فرقة "دمشق" لموسيقا الجاز "دلامة شهاب"، ليحدثنا حول الفرقة بالقول: «حضرنا قبل شهرين لإعداد فرقة "جاز"، والعازفون من طلاب وخريجي المعهد العالي للموسيقا، ومنهم أفراد من الفرقة السيمفونية الوطنية، ففي السابق كان هناك أوركسترا "الجاز" السورية التي توقفت عن نشاطها في عام 2011، فسعينا إلى إعادة إحياء "الجاز" من خلال فرقة له في "سورية"، ولم يبقَ أحد من أعضاء الفرقة السابقة، فعملنا على تجميع أعضاء جدد ومن بقي في "سورية" من الفرقة السابقة، وقمنا بأول حفل في مسرح "دمر" المكشوف، وهي فكرة جديدة من نوعها في الوقت الحالي؛ فمنذ سنوات لم نسمع عن حفلات "جاز"، والتجديد كان أن الفرقة أدّت أغاني "روك"، بعضهم استنكروا الفكرة، وأساسها يتمحور حول تأدية الأغاني العربية أو "روك" أو "بوب" في قالب "الجاز"؛ من خلال آلات متعددة، كآلات النفخ، والإيقاع، والغيتار، والبيانو، وموسيقا الجاز لها متلطبات معينة، كعازفين يؤدون "الصولو جاز"، كما تتطلب شريحة ممن يستمعون إلى هذا النمط من الموسيقا، فلاحظنا أن أكثر أنواع الموسيقا التي لها شريحة واسعة من المستمعين هو "الروك"، فنستقطب بذلك شريحة أوسع من المستمعين، وكان الحضور لافتاً في الحفل؛ وهو ما أثبت وجود جمهور للروك والجاز في "سورية"، ونعمل أيضاً على خلق هوية لهذا النمط الموسيقي ليصبح أكثر استماعاً كحال الأغاني الشرقية والشعبية، وتمّ في السابق تأدية حفل حضرته شرائح عمرية مختلفة، وكان مشجعاً للاستمرار على هذا النحو».

قدمت الفرقة أغنياتها بروح موسيقية واحدة؛ وهو ما جعلنا كجمهور نتفاعل مع كل الأغنيات، ونستمع إلى أغاني لطالما أحببناها بموسيقا "الروك" بقالبها الجديد في "الجاز"؛ وهذا جعلني كمستمعة لا أقع في فخ النمطية أو التقليد الغربي

ويكمل: «أبرز الصعوبات التي تواجه مشروعنا، استقطاب شريحة واسعة للمواظبة على سماع نمط موسيقي غربي، والبحث عمن يؤمن بفكرة أننا نمتلك القدرة على صناعة موسيقا غربية في الشرق كما يجب، ودمج "الجاز" مع "الروك" جرت في عام 2011، وهناك فرق غربية قامت بهذه الفكرة، لكن هذه التشكيلة الكبيرة من العازفين والمغنين كانت العنصر اللافت، ونسعى إلى أن تستمع إلى موسيقانا كل الفئات، وألا تبقى حكراً على فئة معينة، وخطة دار الأوبرا لدعم الشباب أدت إلى الخروج عن النمطية، وأصبحت الحفلات متنوعة لا رتابة فيها».

قائد الفرقة "دلامة شهاب"

المغني "علاء خشي" وهو أحد أفراد الفرقة، بدوره قال: «الفكرة الأساسية هي فرقة جاز، لكن الأغاني كانت أغاني "روك"، ومشاركتي كانت بأغانٍ فردية وأغاني الكورال مع الفرقة، وهذا النمط من الموسيقا موجه إلى جميع الفئات العمرية من الشباب وغيرهم، وتجارب الجاز من عام 2010 حتى اليوم لافتة، واستخدام أغاني "الروك" بتوزيع "جاز" تسمع بطريقة مختلفة، وهي طرح للأغنية بروح جديدة، والكثير من الفرق العالمية وزعت أغانيها على أوركسترا ونجحت في ذلك، خاصة أن من يقوم بهذه الخطوة لدينا اليوم من أصحاب الخبرة والتجارب السابقة عربياً وعالمياً، والعنصر الأساسي الذي نعمل عليه هو تحريك فضول المستمع ليكتشف الأغاني التي أحبها، لكن بقالب جديد».

"لجين حرب" وهي من محبي موسيقا "الجاز"، حضرت حفل الفرقة في مسرح "دمر" المكشوف، بدورها تقول: «قدمت الفرقة أغنياتها بروح موسيقية واحدة؛ وهو ما جعلنا كجمهور نتفاعل مع كل الأغنيات، ونستمع إلى أغاني لطالما أحببناها بموسيقا "الروك" بقالبها الجديد في "الجاز"؛ وهذا جعلني كمستمعة لا أقع في فخ النمطية أو التقليد الغربي».

حفلة الفرقة في مسرح "دمر" المكشوف

يذكر أن الفرقة تتألف من عدد كبير من العازفين على مختلف الآلات الموسيقية، كـ"الساكسفون، والكلارينيت، والغيتار، والترومبيت" وغيرها، ومجموعة من المغنين، منهم: المخرج "سيف الدين سبيعي"، "سوزانا الوز"، "علاء خشي"، "لين البطل"، و"مصطفى الشهابي".

المغني "علاء خشي"