لم تتعرف الفنانة "نجوى الحجار" على كلية الفنون الجميلة إلا بعد نيل الشهادة الثانوية، لتفضلها على عدة فروع علمية، متكئة على موهبة وارتباط وثيق بالفن.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 أيلول 2014، التقت الفنانة خلال ملتقى التصوير الزيتي في "السويداء" الأخير؛ لتتحدث عن تجربتها الفنية ورؤيتها لحضور المرأة في العمل الفني من خلال الحوار التالي:

تابعنا نتاج الفنانة "نجوى" بالغرافيك، وكانت لها لمسات فنية مميزة ارتبطت بتجربة واقعية واضحة خلال ملتقى التصوير الزيتي الأخير، عرضت نتاج تجربة جديدة لكونها اعتمدت على الألوان الزيتية واختبرت اللوحة النافرة، لتضيف إلى منتجها السابق ملمحاً جديداً يتحدث عن هذه الفنانة المرهفة الحس، المتمكنة من التجربة والقادرة على تبني أسلوبها الخاص الذي تقر أنه وليد التجربة والاهتمام بالفن كطاقة منتجة للحياة

  • من قرية جنوبية بعيدة قدمت بعشق كبير للفن، حدثينا عن توجهك للفن؟
  • الفنانة نجوى الحجار

    ** كنت متفوقة في دراستي وما أتذكره أن دفتر الرسم رافقني لسنوات طويلة، وكان وسيلتي للتعبير بالخطوط واللون وفق المرحلة العمرية التي عشتها، وعندما حصلت على الشهادة الثانوية وبمعدل جيد جداً اخترت كلية الفنون التي تعرفت عليها في تلك المرحلة، ولم تكن لدي معلومات عن هذا الفرع قبل تلك الفترة، رغم التحاقي بدورات الرسم والاهتمام الكبير بالفن ليكون للكلية حظوة وحضور في حياتي، وأشق من خلالها طريقي للحياة العملية، والالتجاء للفن القائم على مرتكزات أكاديمية وعلمية تطور موهبتي وعشقي للرسم كوسيلة للتعبير وحالة جميلة أتنقل معها في فضاءات واسعة.

  • يطبع الفن بصماته على روح الفنان، كيف انتقلت مع هذا العبير الجميل للتخصص؟
  • من أعمالها خلال الملتقى

    ** بقيت متمسكة بخيار الدراسة وشعرت بأنني محظوظة لدرجة ما في الانتماء لأكاديمية فنية طورت شخصيتي وأدخلتني في تفاصيل جديدة، تعلمت معها حالات لونية وفنية كان لها بصمات واضحة على روحي، وأخذت منها وأعطتني دفعاً جديداً بما لدي من طاقة وموهبة كانت طفولية فطرية، وأخذت ترتقي وفق مراحل مدروسة سرت ما بين خطوطها، ونهلت من كل تجربة فكرة جديدة اغتنت معها الحالة البصرية، وكانت تجاربي الأولى في الحفر لكوني تخصصت به فرصة كبيرة لعمل جديد، وحالة غنية باللون تمعنت بها، وكانت نتيجتها رصيداً جيداً من الأعمال بقي شاهداً على رؤية واقعية لمرحلة أدارت دفة الحياة باتجاه جعلني ملتصقة بالفن وخياراته.

  • تقرين بالتجربة بطلاً لأعمالك في حالة متدفقة تحاكي فكراً ورؤية، حدثينا عن ذلك؟
  • ** بين وجودي كامرأة وما يعتمل في المحيط من مؤثرات تنحت في المرأة مستخرجة المعدن النفيس القابع في ثنايا الروح، رصدت حالة الجمال؛ جمال المعاناة والحياة المتفاعلة، وكانت التجربة وسيلتي لتطبيق ما لدي من أفكار تمتد للأساليب والطرائق الفنية انتقالاً من الحفر الواقعي لأساليب تعبيرية جديدة وخوض تجربة الزيتي، بالتالي بقدر ما كان الموضوع حميمياً وداخلياً بقدر انعتاقي لتجارب متكررة حملت في طياتها تجسيد المرأة واختلفت عن البداية، حيث كانت الأم التي تعتني بطفلها ومن بعدها كانت التجربة أكثر خصوصية، وهي نتاج رائع للمرأة ككائن إنساني، والوجع المرافق لحياتها الذي يحركنا تجاه تشكيل لوني معين يعبر بصدق عن تقاطعات بين المرأة والرجل، المرأة والطفل، المرأة والعمل والفن في حالة حقيقة تعني لي الكثير.

  • تجربة تعتبرينها قيمة خلال ملتقى التصوير الزيتي، هل حققت طموحك؟
  • ** في هذا الملتقى عبرت لمرحلة جديدة سبقتها فترة من الانقطاع عن المشاركات، وكانت خطوة أعتبرها جيدة في مجال التعامل مع الزيتي وتجارب اللوحة النافرة، وسماكات اللون؛ حيث أعتبرها أسلوباً جديداً، حاولت العمل وفقه بعد مراحل. وكان الغرافيك عنواناً تتبعه مرحلة من المزج بين التصوير والغرافيك، والميزان هنا هو احتياجات التعبير وضرورات طرح الفكرة، ولن أقول إنني حققت طموحي بل هي تجربة جديدة أضيفها لما سبق، ومراحل تلتحق بها أجسدها في مرسمي مع أساليب جديدة، لكن الفرق بينها وبين ما قدمت خلال الملتقى هو تعابير الزملاء المشاركين والحوار حول العمل وتفاصيله، واعتمدت سماكات على مساحة اللوحة وليس الخيار جمالياً بل تعبيرياً، هنا أنا لا أزين أو أجمل بل هو تكنيك لمصلحة التعبير وتوازن العمل.

  • إنتاج العمل يحتل موقع الأهمية لديك عن حالة العرض، كيف ذلك؟
  • ** لا شك أن عرض العمل الفني ضرورة، ولا بد من تقديمه لعين المتلقي، لكن بالنسبة لي رغم أنني مقلة بالأعمال لكن شعوري بأن الفنان عندما يتمكن من إنتاج عمل ما يثبت وجوده، فالمهم إنتاج العمل الفني والحالة الصحية الفكرية والفنية التي تكون خلف إنتاج هذا العمل، ليكون العرض مرحلة لاحقة لها تفاصيلها وأثرها الواضح في تطوير تجربة الفنان؛ لكونه متقبلاً لرؤى المتلقي وشعوره تجاه العمل، وما حاول الفنان تقديمه وفق حالة لونية تنسجم مع روحه وأفكاره.

    تجربة جيدة بعد انقطاع مثلتها في ملتقى التصوير الزيتي هذا العام في "السويداء"، حدثنا عنها الفنان "نضال خويص"، وقال: «تابعنا نتاج الفنانة "نجوى" بالغرافيك، وكانت لها لمسات فنية مميزة ارتبطت بتجربة واقعية واضحة خلال ملتقى التصوير الزيتي الأخير، عرضت نتاج تجربة جديدة لكونها اعتمدت على الألوان الزيتية واختبرت اللوحة النافرة، لتضيف إلى منتجها السابق ملمحاً جديداً يتحدث عن هذه الفنانة المرهفة الحس، المتمكنة من التجربة والقادرة على تبني أسلوبها الخاص الذي تقر أنه وليد التجربة والاهتمام بالفن كطاقة منتجة للحياة».

    الجدير بالذكر أن الفنانة "نجوى الحجار" أستاذة محاضرة في كلية الفنون الجميلة، ومدرسة في معهد التربية الفنية في "السويداء"، تدير مرسمها الخاص في مدينة "صلخد" وتتابع دراساتها العليا.