يعتبر الفن زاده وأنسه، وتعلق به منذ السنوات الأولى من عمره، فأخلص له ووهبه الحب والتعلم، فأخذ الشهرة واحترام المنطقة لإنجازاته الفنية، كما قدم مجموعة متميزة من الألحان.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 أيلول 2014، زارت الفنان الشاب "فادي سيمون" في مدينته بـ"القامشلي" لتتعرف على مشواره الفني المميز على مستوى المنطقة، وذلك من البدايات، فقال "سيمون" عنها: «كان عمري 11 سنة عندما وجدتُ نفسي قريباً من الفن والعزف، والفضل الكبير يعود إلى والدي ففي تلك الفترة قام بشراء "أورك" لي ولأخي، ومع نهاية الأسبوع فقط كان يمنحنا ساعة واحدة للعزف عليه لا غير، وظل الحال على هذا الشكل وحصة البقاء مع تلك الآلة التي أحببتها كثيراً ساعة واحدة فقط، وبعد عدّة سنوات هجرها أخي، وبقيتُ أنا معها دائماً أجد الفرح وأشعر بالسعادة والمتعة عندما أعزف عليها، ومع مرور الزمن والسنوات كان يمدد الوالد فترة البقاء مع "الأورك"، حتّى وصلت إلى فترة كان يتركها معي دائماً، وكان هناك تفاعل وتطور ذاتي بيني وبين الآلة حتّى إنني كنتُ أريد تنفيذ ما كنتُ أحب أن أسمعه من خلال آلتي الموسيقية الرائعة، وبما أنني في السنوات الأولى من عمري كنتُ في "دير الزور" فقد انضممت إلى مدرسة الرواد الخاصة بها».

من الشباب الموهوبين والمبدعين بالعزف والغناء، وحقق رصيداً فنياً كبيراً في المدينة من خلال فرقته الفنية المبدعة التي لا تكل ولا تمل للبحث عن كل ما هو جديد ومهم ومن خلال الفن والعزف فقط، وهو بدوره يسعى لنقل تجربته الرائعة في العزف للأجيال الحالية ويسعى لتعليمهم

ويتابع الشاب "فادي" عن مشواره الفني: «وحصلت على المركز الثاني بين المتسابقين على مستوى مدينة "دير الزور" في المرحلة الابتدائية بالعزف على "الأورك"، ونافست على مستوى القطر أيضاً، وفي كل عام كنتُ أقوم بشراء آلة إيقاعية جديدة وأتعلم عليها بشكل ذاتي فتعلمت العزف على "الطبل، العود، القيثار، البيانو"، ومن خلال تلك الآلات السابقة كنتُ أشارك في العديد من الحفلات والمناسبات التي كانت تقام عندنا، وكثيرة هي الحفلات التي أحييتها في الأخويات والكنائس والمراكز الثقافية من خلال الآلات الموسيقية، وبعد فترة النضج بالعزف على جميع الآلات التي كانت تستهويني اتجهت إلى التوزيع الموسيقي، فقمتُ بتأليف 8 أغنيات خاصة بي، ونال عملي الرضا والإعجاب من خلال انتقاء الآلة مع اللحن المناسب لها وتوزيعها ضمن برامج موسيقيّة».

من حفلات فرقة "رؤيا" بالقامشلي

وأشار "فادي" إلى وجود عدد من نقاط التميز في فرقته الفنية "رؤيا" التي بادر بتأسيسها في مدينة "القامشلي"، وذلك من خلال حديثه التالي: «كان قرارنا منذ ثلاث سنوات بعد أن اتجهت إلى المدينة المذكورة أن نقوم بإنجاز شيء فني يخدم وطننا وننثر عبر فننا كل ما هو خيّر وجميل "لسورية"؛ فكان القرار بولادة "رؤيا" وهو العنوان الذي يخاطب الأهل في وطني بأن رؤيانا لمستقبل وطننا هو السلام وإعادة الأمان والتعايش إذا أخلصنا لتلك الرسائل، ولكن نحن نقدمها من خلال الفن، ومن يمثل الفرقة ستة شباب فقط، ويرفضون الاستعانة وقبول الدعم المادي من أي شخص حتّى لو كان مقرباً، فالدعم ذاتي والتعاون مثالي والنتائج رائعة، وفرضنا أنفسنا من خلال عطائنا ونهجنا الفني، فشاركنا في أكثر من فعالية في المدينة، وأهم ما قدمناه حفلة فنية خصصت للأطفال لإبعادهم عن العنف والمناظر غير المستحسنة، وحققنا رصيداً اجتماعياً كبيراً ونلنا دعماً شعبياً هائلاً، علماً أن جلّ أغانينا موجهة لنخبة الشباب، وكل يوم نجتمع نحن أعضاء الفرقة للبحث في كل ما هو جديد فنياً ويخدم المصلحة العامة، ومُؤخّراً أنجزنا أغنية ترفض الهجرة، وحقق الفيديو صدى هائلاً خاصة عند المغتربين في أوروبا، وأغنية أخرى بعنوان "لي وطن" وتتحدّث عن واجب الوفاء للوطن وكل ما فيه من نعيم وجمال وحب».

الفنان "سليم حنّا" من فناني مدينة "القامشلي"، تحدّث عن زميله قائلاً: «من الشباب الموهوبين والمبدعين بالعزف والغناء، وحقق رصيداً فنياً كبيراً في المدينة من خلال فرقته الفنية المبدعة التي لا تكل ولا تمل للبحث عن كل ما هو جديد ومهم ومن خلال الفن والعزف فقط، وهو بدوره يسعى لنقل تجربته الرائعة في العزف للأجيال الحالية ويسعى لتعليمهم».

فادي مع شباب الفن