قدم من "المالكية" في الجزيرة السورية، واستقر في "حلب" معقل الفن والطرب حيث نشأ وتربى، وبخطوات جريئة ومدروسة خاض غمار الفن ولاقى انتشاراً جماهيرياً عكس جهده الذي قدمه في هذا المجال.

مدونة وطن eSyria التقت الفنان "سامر" بتاريخ 12/4/2013 وعن بداياته قال: «أحببت الغناء منذ صغري ما أثار انتباه أساتذتي في المدرسة وساعدوني لتوظيف هذه الموهبة وتنميتها ضمن منظمة الطلائع، فبدأت بحضور كافة الأنشطة التي تقام في المنظمة إلى أن أتيحت لي فرصة المشاركة في أحد المهرجانات، وكانت المرة الأولى التي وقفت فيها على المسرح وأمام الجمهور. ثم تابعت نشاطاتي على هذا النحو متجاهلاً فكرة العمل الاحترافي في الفن لما نعلمه من وعورة في طريقه إلى أن دخلت الجامعة وبدأت بدراسة اللغة العربية ووصلت فيها إلى السنة الثالثة وأثناء وجودي في الجامعة كانت لي أيضاً مشاركات عدة ما شجعني على التفكير بالاحتراف، وبدأت تعرض علي الحفلات الخاصة وتحديداً الأعراس. حينذاك أدركت جدية مشروعي وأحببت العمل فعلاً ولم أعد أجد نفسي في مجال دراستي التي ستقودني للعمل في مجال التدريس، ذاك المجال الذي يحتاج شخصية جدية وصبورة الأمر الذي لا أطيق تحمله فأنا بطبعي أحب الدعابة والحيوية، فقررت التوجه للعمل الفني مبتعداً بذلك عن الجامعة واضعاً أولى خطواتي على طريق الفن».

أراه اليوم خير من يمثل الأغنية السورية الصرفة، لديه موهبة لا يستهان بها قاربت حدود الانتشار العربي، يكللها عمل وتعب لا ينتهيان لكنهما يعرفان هدفهما في دفع عجلة الأغنية السورية إلى الأمام، خاصة أنه يكتب ويلحن بنفسه، أتمنى أن أرى له انتشاراً عربياً أوسع في السنوات القادمة

وحول المراحل العملية التي مر بها يتابع سامر حديثه قائلاً: «كانت البداية بالطبع من الحفلات المحلية وحفلات الأعراس إلى أن صنعت اسماً على الساحة وبدأت ألمس على أرض الواقع نتائج عملي، فقررت البدء بصناعة شخصية تميزني فأحببت أن أجدد في بعض الأغاني القديمة المنسية وأضع فيها بصمة جديدة من التوزيع، الأمر الذي كان جديداً على الساحة الفنية السورية لكنه لاقى رواجاً جيداً جداً بتقديري وأصدرت على ذلك أول ألبوم يتضمن أغاني تراثية من الفلكلور السوري وبعض الأغاني لمطربين سوريين كالفنان "عيسى مسوح" والفنان "مروان أدهم" وأصدرت كل مجموعة منها بألبوم مستقل، ثم أصدرت أول أغنية خاصة بعنوان "من سورية نحنا يا عالم" وهي من كلمات الشاعر "عيسى أيوب" وألحان الأستاذ الموسيقار "نوري اسكندر" الذي كنت أشاركه آنذاك العمل في كورال الأغنية السريانية. وشاركت بتلك الأغنية في مهرجان الأغنية السورية الثالث، وفي هذه المرحلة كان اسمي قد بدأ يأخذ مكانه على الساحة وأصبحت أسمع صوتي في الإذاعات وبعض القنوات التلفزيونية ما دعا إحدى الجهات في لبنان لطلبي للعمل هناك، فسافرت وبدأت مرحلة جديدة مختلفة فالإعلام هناك له سطوته على الفن كما على مختلف مناحي الحياة وفرص العمل والانتشار أكبر مما كان لدينا آنذاك في سورية حيث لم تكن أنشئت بعد الإذاعات الخاصة ولم يكن إلا التلفزيون السوري الرسمي وإذاعة دمشق بينما كانت الحركة الإعلامية في بيروت هي الملاذ المناسب لتلك المرحلة. وهناك أصدرت أغنيتي "تقيلة شوي" وهي من كلماتي وألحان "طارق أبو جودة" ثم تتالت الأغاني بعد ذلك ومنها :"مشتاق"، "برد وشتوية وغربة"، "الله على حبك"، "لا لا يا عيوني لا لا" وبقيت في لبنان إلى أن أصدرت الألبوم الخاص الأول الذي سبقه ألبوم للأغاني المجددة، ثم أصدرت ألبوماً آخر أثناء وجودي في سورية بعنوان "وينو البيحبك" يحوي مع الأغاني العاطفية بعض الأغاني الوطنية مثل "تحيا المرأة السورية"، "بعشق أرضك سورية". والآن أنا بصدد التجهيز لألبوم آخر أتمنى أن يكون مفاجأة لجمهوري».

أثناء إجراء الحوار

ولدى سؤاله عن دور الاعلام السوري في إنتاج أغنية سورية أجاب: «إن من يستطيع قراءة الواقع اليوم يدرك ببساطة لماذا غابت الأغنية السورية عن الساحة الفنية العربية، ففي الوقت الذي ظهرت السينما والمسرح والإعلام التلفزيوني كأداة لإثبات الوجود في الوطن العربي كان الوضع السياسي ومن ثم الفني في سورية كما نعلمه جميعاً وكانت سورية لا تملك سوى التلفزيون الرسمي وإذاعة دمشق، وترافق ذلك مع ظهور نجوم سورية لامعة على مستوى الوطن العربي والعالم أمثال الفنانة الكبيرة "ميادة الحناوي" التي يخلو رصيدها من أغنية سورية واحدة، والفنانين "فريد الأطرش"، "أسمهان"، "نجاة الصغيرة"، "سعاد حسني"، واليوم نرى الفنانين "جورج وسوف"، "أصالة نصري" والقائمة تطول. وتكمن المشكلة في أن الدولة التي تقدم لك الظهور الإعلامي وتؤمن لك الانتشار ستفرض عليك مقابل ذلك لهجتها وستحمّل أفكار مجتمعاتها عبر فنك. وهذا باختصار ما أوصل الأغنية السورية إلى ما هي عليه اليوم. وأنا في كلامي هذا لا ألوم أحداً لكني أتكلم بموضوعية يثبتها التاريخ ويبكيها الواقع، فعلى سبيل المثال لنسأل أنفسنا: ماذا قدم مهرجان الأغنية السورية للفن السوري؟ ولنقارن نتائجه بنتائج افتراضية لقناة سورية فضائية تحاكي بأسلوب عملها القنوات العربية المعروفة، علماً أن التكلفة المادية للمهرجان تكفي وحدها لإنشاء القناة، بالنتيجة علينا أن نؤمن بأن النجاح في أي مجال أصبح اليوم مقترناً بالإعلام وتطوره (فنياً وسياسياً واجتماعياً وسياحياً). وقد أنتج ذلك الغياب لوسائل الإعلام غياباً لشركات الإنتاج وللمهرجانات الدولية وأنا كمثال لم أتعاون حتى اليوم مع شركة إنتاج لمعرفتي المسبقة بأن شروطها التجارية لن تتوافق مع اتجاهاتي فأنا أنتج أغانيّ بمفردي لكني راضٍ جداً عن انتشاري مقارنة بما أبذله- وبجهد شخصي- للوصول إلى الجمهور العربي».

الموزع الموسيقي "شيرو منان" قال عن "سامر": «أراه اليوم خير من يمثل الأغنية السورية الصرفة، لديه موهبة لا يستهان بها قاربت حدود الانتشار العربي، يكللها عمل وتعب لا ينتهيان لكنهما يعرفان هدفهما في دفع عجلة الأغنية السورية إلى الأمام، خاصة أنه يكتب ويلحن بنفسه، أتمنى أن أرى له انتشاراً عربياً أوسع في السنوات القادمة».

في إحدى الحفلات الجماهيرية الوطنية

الجدير بالذكر أن الفنان "سامر كابرو" يكتب ويلحن معظم أغانيه وفي رصيده اليوم ما يقارب العشرين أغنية. وهو يغني بلغات عدة كالإنكليزية والتركية والأرمينية واليونانية، وقد سبق له أن غنى في مهرجان "جرش" في الأردن ولبى دعوة الجاليات السورية في كل من ألمانيا والسويد وهولندا لتقديم حفلات هناك. ويقول إنه لا يسعى لتقليد أحد حتى على الساحة العربية ويبحث عن انتشار عربي.

الفنان "سامر كابرو"