"ملاك عساف" فتاة لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، أطلقت العنان لريشتها، لترسم وبمهارة رسوماً أدهشت كل من رآها، محاولة ترجمة الواقع من حولها إلى لوحات ظلية وأخرى زيتية في ثلاثة معارض فردية رغم صغر عمرها.

موقع eHasakeh بتاريخ 14/2/2011 التقى الفنانة "ملاك عساف" لتتحدث عن بداياتها قائلة: «بدأت بالرسم عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي، وأول لوحة لي كانت "تشي غيفارا" عندما كنت في الصف الخامس، وبعد أن اكتشف والدي موهبتي في الرسم، اخذ لوحاتي إلى مدرستي وهي "الحسن بن الهيثم"، وعرضها على إدارة المدرسة التي لم تبخل في عرضها بأول معرض فردي لي آنذاك، وضم المعرض 20 لوحة أغلبها كانت مرسومة بقلم الرصاص والتضليل، وبدأت أتردد منذ ذلك الوقت إلى مرسم عمي "حسن حمدان" وله الفضل الكبير في تعليمي أساسيات وقواعد الرسم، وبإقامة معرضي الأول أيضاً، وكان يزودني بكتب عن فنانين عالميين أقرؤها ثم أعيدها له، وفي الصف السابع أقمت المعرض الفردي الثاني في مدرستي أيضاً، وضم هذا المعرض 32 لوحة وحاولت فيها رسم الواقع المحيط بي، ولوحاتي كانت متنوعة ما بين الزيتي والتضليل والرصاص، وفي بداية السنة الجديدة أقمت معرضاً فردياً آخر في المركز الثقافي بالحسكة ضم 42 لوحة متنوعة».

اهتمامي بالرسم بقلم الرصاص والتضليل تأتي لبداياتي في الرسم به، ولأنه يعتبر أساس أي فنان يبدأ بالرسم، بالإضافة إلى عدم قدرتي الكبيرة على تشكيل لوحة زيتية بالمعنى الفني

عن سبب اهتمامها الرسم بالرصاص تقول "ملاك": «اهتمامي بالرسم بقلم الرصاص والتضليل تأتي لبداياتي في الرسم به، ولأنه يعتبر أساس أي فنان يبدأ بالرسم، بالإضافة إلى عدم قدرتي الكبيرة على تشكيل لوحة زيتية بالمعنى الفني».

إحدى الأعمال الزيتية لملاك

تتابع "ملاك" حديثها عن تنظيم وقتها ما بين الرسم والدراسة قائلة: «الرسم دون خلفية ثقافية وعلمية لا يساوي شيئاً بالنسبة لي، لذلك أحاول في أوقات فراغي أن أرسم، وأغلب الأحيان أخصص هذا الوقت في القراءة عن أعمال الفنانين، أمثال "أنجلو وبيكاسو ودافينشي" وما كتب عنهم، وقد أعجبت بدافينشي لأنه لم يبدع في المجال الفني فقط، بل كان له إبداعات أخرى في الهندسة والطب والرياضيات.

عن أمنيتها في المستقبل أضافت "ملاك": «في المستقبل الذي هو غامض لي، أحب أن أكون طبيبة نفسانية، حتى استطيع أن أتمكن من رسم كل ما هو بداخل الإنسان، لأنه بالنهاية الفنان هو من يدخل في تلك النفوس ويرسمها، وفي لوحاتي أعالج القضايا والمشاكل الاجتماعية، واللون الأسود الذي أحس هو الأقرب مني، لكوني أجد أن اللوحة أخذت انطباعية كبيرة لها في هذا اللون، حيث تميزت أعمالي في المعرض الأخير برسم الوجوه وشخصيات متحركة طغى عليها اللون الأسود».

من أعمال ملاك بقلم الرصاص

الأستاذ "عيد عساف" والد "ملاك" أضاف: «العائلة ترتكز على عمودين من الفن، الأول والرئيسي هو خالها البروفيسور الفنان المرحوم "فهد الكبيسي" الذي يعتبر من الفنانين العالميين، أما العمود الثاني فهو عمها الفنان "حسن حمدان عساف"، وهذان العمودان أعتقد أنهما من المرتكزات الوراثية بالنسبة لملاك مع تشجيع مني ومن والدتها، كما هناك عامل أعتقد أنه لعب دوراً كبيراً في تشجيعها للعمل وهو الصحافة المحلية التي عملت على نشر أعمالها وكان هذا حافزاً كبيراً لها».

التشكيلي "خضر عبد الكريم" قال عن "ملاك": «المرء الذي يدخل إلى أي معرض للأطفال ويقف أمام لوحاته فإنه يجد نفسه أمام روح صادقة غير متكلفة في الخيال، لأن هذا الطفل يطلق العنان لدواخله دون الرجوع إلى القواعد، ولذلك نرى أن فضاءات اللوحة عند "ملاك" مملوءة بالحنان والعطف على واقع تراه كل يوم، ولا تخضع لوحاتها للمحاكمات العقلية بل تكون اللوحة تلبية لحاجاتها وتطلعاتها ومكنوناتها، فهي أقبلت على اللعب باللون والظل والشكل حسب رؤيتها».

يذكر أن "ملاك عيد عساف" مواليد عام 1998 طالبة في الصف الثامن في مدرسة "الحسن بن الهيثم" للتعليم الأساسي بالحسكة.