"الحرمل" نبات عشبي طبي، ينتمي نبات الحرمل (Rhazya stricta Decne) إلى العائلة الرطراطية ( Apocynacaea)، ينمــو في البيئات الجافة والبوادي والسهول وفي المنــاطق المعتدلة والدافئة وفي الأراضي الجبلية موطنه الصحاري العربية والمراعي.

إذ تستعمــل أوراق وجـذور نباتات (الحرمل) لأغراض طبية عديدة، لذا اكتسبت هذه النباتات سمعة طيبة خلال العقود الأخيرة كمصدر هام للأدوية، وبدأ ذلك واضحاً عندما قامت منظمة الصحة العالمية بدور تشجيعي للعلاج بالأعشاب ومحاولة تنسيقها واستيعابها في نظام الصحة الأولية في دول مختلفة إلى جانب تطبيق خبرة الطب الحديث، ويجب ألا ننس التنويه إلى أنه منذ القدم استخدم في الطب العربي، ويشيع استخدامه في الريف السوري.

وله نوعان: أبيض وهو العربي، وأحمر وهو العامي المعروف ويسمى بالفارسية (إسفند)، وهو نبات يرتفع ثلث ذراع ويفرع كثيرا، وله ورق كورق الصفصاف، ومنه مستدير وزهره أبيض يخلف ظروفا مستديرة مثلثة، في داخلها بزر أسود كالخردل سريع التفرك ثقيل الرائحة. يحتوي الحرمل على أربعة قلويدات هي الهارمين (Harmine) والهارمالين (Harmaline) والهارمان (Harmane) والبيغانين (Peganin) ويفيد هذا النبات في علاج الصداع والفالج والخدر وعرق النسا والصرع واليرقان والاستسقاء والنسيان .

نبتة الحرمل

وعن المكونات الكيميائية للحرمل ذكر الدكتور (بدر الدين حامد) في دراسة له قائلاً: "تم عمل أبحاث مكثفة لدراسة المكونات الكيميائية لأوراق وجذور نبات الحرمل خاصة في الباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث قام العلماء في هذه الأقطار وغيرها بعزل ووصف العديد من المواد الكيميائية الهامة، والتي تشمل مختلف أنواع أشباه القلويات، والتي يزيد تعدادها عن العشرة، وكذلك فقد وجدت أنواع مختلفة من أشـباه فلافينيودات (Flavoinids) والجلايكوســيدات (Glycosides) والتانين(Tannins)، وثبت في العديد من الدراسات أن النشاط البيولوجي لنبات الحرمل يعتمد على أفعال هذه المكونات الكيميائية المختلفة. ولعل مرارة طعم أوراق الحرمل يأتي كنتيجة لوجود الكثير من أشباه القلويات مما يجعلها غيرمستساغة للبهائم في المرعى.

استخدامات الحرمل:

يستخدم الحرمل منذ القدم وله تأريخ طويل من الاستعمالات في الطبّ العربي التقليدي، وهو يستخدم بشكل واضح وجلي في الريف السوري وبالأخص ريف حلب، فيكثر استخدامه للبخور في المنازل، وهناك عدة استخدامات طبية له منها:

عقد من حب الحرمل بعد تيبيسه

خارجيا: مغلي ومنقوع العشب بشكل غرغرة في حالات التهاب الحلق والحنجرة.

داخليا: يستعمل المستحضر الهارمين في داء باركنسون وفي حاله الشلل الاهتزازي والتهاب الدمــاغ، ويستخدم مسحوق البذور مع بذور الخردل في علاج الديدان الشريطية، ويستخدم مغلي ورق الحرمل على نطاق واسع لعلاج السكري.

أما معجون الحرمل فيكون على الطريقة الآتية: يدق الحرمل ويطبخ في الزيت يشفى من الأمراض التالية : (وجع الركبة والساقين ـ وجع اليدين والرجلين - وجع البواسير - نفخ البطن) ولعلاج الدمامل تعجن بذور الحرمل مع خل التفاح المركز الطبيعي توضع كمرهم ويستخدم لعلاج الصداع كالتالي: "يطبخ المريض مقدار أوقيتين من الحرمل في لتر من الماء، ثم يتناول المصاب ماءه بمقدار ملعقة في الصباح وثانية في الغداء وثالثه في العشاء لمدة أسبوع، ليزول صداع الرأس المزمن بإذن الله تعالى".

ولمرض الصرع أيضا وصفة: (يطبخ الحرمل مقدار ربع كيلو في لتر ونصف من الماء، ويطبخ جيدا حتى يبقى لتر ماء تقريبا، يفطر به المصاب بالصرع مدة ثلاثين يوما مقدار ملعقتين كبيرتين في ملعقة عسل كبيرة).

نخلص من هذا العرض السريع إلى أن نبات الحرمل من أكثر النباتات الطبية شيوعاً في الاستعمال الطبي الشعبي، ومن أكثرها جذباً لاهتمام العلماء ويعتبر من النباتات الواعدة جداً في مجال التصنيع الدوائي بعد أن تتم المزيد من الدراسات المعمقة في الآثار الدوائية والسمية للعديد من مستخلصات ومكونات هذا النبات.