تشرب «وائل علي» حبه لمدينة دمشق, من السنوات الطوال التي قضاها في طفولته هناك, أحبها وأحب أهلها وشعرائها, فما كان منه إلا أن قرر العودة إليها للدراسة, ومن ثم لخدمة العلم, وبعد كل تلك السنين الطوال مازال يخدم العلم خدمة طوعية هذه المرة, بكلمته النابضة المفعمة بالعشق والهيام,

«وائل علي» شاعر من مواليد اللاذقية (1974), يعمل كمحامي في المدينة, نشر قصائده في عدد من الصحف السورية كصحيفة البعث, وتشرين, والوحدة, وفي بعض المواقع الالكترونية المختصة, حائز على الجائزة الثانية في مسابقة الشيخ صالح العلي الأدبية, من إدارة المركز الثقافي في الشيخ بدر في طرطوس, والجائزة الأولى من مهرجان القنيطرة الأدبي بدمشق.

يعرف الشاعر عن نفسه باسمه الجديد (دوموزو), وهو اسم مأخوذ من الحضارة السورية القديمة.

eLatakiaالتقت الشاعر «دوموزو» في حديث حول توجهه الأدبي, ومشروعه الشعري فكان الحوار الآتي:

  • أنت من الشباب الذين يكتبون بعشق لمدينة دمشق, فهلا حدثتنا عن دوافعك؟
  • -"نعم أنا كثير التعلق بدمشق وهي بالنسبة لي أكثر من مكان، قضيت في دمشق نصف سنين عمري, بل هي رمز للوطن بأكمله للعروبة والانتماء، وإن كان علي أن أكتب بنكهة سورية فأظن أن البهارات الدمشقية ستكون العامل الأساسي في بنية هذه الكتابة, وأنا أذكر دمشق في قصائدي كثيراً وهذا ليس أمراً إرادياً بالنسبة لي, إنه خارج عن وعيي, مع أني لا أنكر أن وعي الشعري, كان هنا في مدينة اللاذقية, وكل ترتيبات بداية الشعر في حياتي, كانت تجهيز للمرحلة التي أعيشها الآن, وهكذا أستطيع أن أقول أنه كان لدمشق دور كبير في بلورة زرقة البحر, وخضرة الزيتون في مخيلتي".

  • في شعرك غضب, وانفعال, وعاطفة شديدة, فهل هذا هو المطلوب؟
  • "أنا أعتبر أن أهم ما يحمله الشعر في نواته, هو الروح الثورية, حتى عندما يتحدث عن المرأة, فإنه في حقيقة الموضوع, في ثورة تدفعه للتواصل مع ذلك الانجذاب, الذي يخضع له والثورة توقع الشاعر غالباً في حالة تصادم, مع أعراف وتقاليد المجتمع, وهذه برأيي من أجمل صفات الشعر. أنا أميل إلى ذلك الشعر الذي يخرج من صدر الشاعر بشكل متأزم, ويدخل إلى عالم المتلقي أيضاً بشكل متأزم, ولا أميل إلى القصيدة الناعمة, ذات الأظافر المقلمة, القصيدة التي تخرج مثل شعلة النار من صدر الشاعر, هي القصيدة الأكثر أثراً, وهي القصيدة التي تؤدي الحاجة المطلوبة منها, بوجود جميع صفاتها الأخرى, أكانت بدائية, أو ربما شديدة الأناقة, أو شديدة الغرور, وهذه الصفات بنظري ليست مشكلة في القصيدة, بل ربما تكون مطلوبة فيها, حتى القصيدة التي وصفتها بالناعمة, أعتقد أنها تخبئ الكثير من المعاني الهامة الثورية خلف كلماتها".

    «دوموزو» لا يهتم كثيراً بالظهور على منبر الشعر, بعكس نهمه الكبير إلى كتابته, ونشره في الصحف, والدوريات, وعن ذلك يقول:

    "أعتبر أن الإلقاء, لا يرتبط بالكتابة بل يرتبط بفن الخطابة, وأقدر أن هنالك شعراء امتازوا بقدرتهم على امتلاك كلا الملكتين, على أية حال, تلعب طريقة الإلقاء وأسلوبه دوراً كبيراً في تغيير قيمة المادة الشعرية, سواء سلباً أو إيجاباً, في حين أني أفضل أن أصل إلى المتلقي, بالكلمة التي أكتبها, وليس بأية مواهب أخرى, وهنا أود التذكير, بالشعراء الكبار, الذين كانوا يبتعدون عن الجمهور، وبالمقابل يكتبون شعراً خالداً".

    (مئة غرزة في الوجه) هو عنوان المجموعة الشعرية التي يطمح (دوموزو) لنشرها في السوق, حصلت eLatakiaعلى بعض من قصيدة منه يقول فيها: "فوق أوراقي يا دمشق أوامُُ .. هل سيروي تراب شوقي الكلام..

    صار عمري فوق الثلاثين عاماً.. وعن العشيق لا يحين فطام..

    أين منديلك الموشى بحزني... بلّ الدمع أحرفي و الفَمام..

    صهل البحر في دروب حياتي أويقوى على الرمال لجام.!..

    شرب النخل من مياه دموعي.. وغذى الكرم مرقدي و العظام..

    عنب اللاذقية اجتث قلبي..ولذا في شعري تبوح المدام..

    عزفتني الجبال فجراً..فنامت فوق كوز الصنوبر الانعام.."