"إيزلا".. الناقل الرسمي للرياضيين والمتفوقين "مجاناً"

تحدّت ظروف الحرب وصمدت في وجهها، وتجاوزتها، فاستمرت في تقديم خدمة نقل المسافرين بين المحافظات السوريّة، وتقديم عروض مجانية لنقل البعثات الرياضيّة والطلاب المتفوقين، إضافة الى عروض رمزية للموظفين والمرضى وذوي الإعاقة، فما هي قصة شركة "إيزلا" للنقل في "الحسكة".

حصة الرياضيين

كانت حصّة الرياضيين والأندية الرياضيّة في محافظة "الحسكة" بالتنقل عبر شركة "إيزلا" بالسعر الرمزي وأحياناً المجاني، دعماً للنشاط الرياضي ورياضيي المحافظة، وساهمت بشكل كبير بتخفيف معاناة الأندية مادياً.

وصلت قبل ساعات بعثة نادي "الجهاد" إلى مدينة "القامشلي" قادمة من "دمشق" بإنجاز مشاركتها في مسابقة الدوري السوري بكرة القدم، تنقّلت البعثة عبر شركة "إيزلا" ذهاباً وإيّاباً، وفّرت على النادي مبلغاً مالياً مهماً حسب ما يقول رئيس نادي "الجهاد" الدكتور "ريبر مسوّر".

نقل نادي الجهاد الرياضي مجاناً

"مسوّر" أشاد بمواقف الشركة، ومساندتها لناديه وعديد الأندية الأخرى في المحافظة: «شركة تستحق الإشادة والإشارة، تنقل بعثات نادينا بسعر زهيد لا يتجاوز ثمن المحروقات فقط للمسافة المقطوعة بين مدينتنا والعاصمة، وأحياناً تكون الرحلة بشكل مجاني.. إدارة الشركة متعاونة جداً، لا تتردد في مساعدة كافة أبناء المحافظة كما تستجيب بشكل سريع في الحالات الطارئة عند إقامة النشاطات والبطولات الرياضية المقامة في العاصمة».

تحفيز المتفوقين

إحدى أهم أولويات الشركة أن يكون للطالب الدراسي المتفوّق حصّة من خدمات الشركة، وخصصت خلال الفترة القليلة الماضية رحلة خاصة وبأحدث بولماناتها لطلاب مدارس "الحسكة" الخاصة بالمتفوقين، ونقلهم إلى "دمشق"، وبشكل مجاني بناء على كلام السيدة "إلهام صورخان" مديرة تربية "الحسكة" والتي قدّرت اهتمام شركة النقل "إيزلا" بالطلاب المتفوقين، معتبرة خطوتهم حافزاً إيجابياً وموقفاً يستحق الثناء وتضيف: «تمّ تخصيص حافلة كاملة لنقل الطلاب مع الأطر الإدارية والتدريسية المعنية للتكريم في العاصمة، مع توفير كل أشكال الراحة والهدوء خلال الرحلة الطويلة، من دون أي مقابل مادي، وتجدر الإشارة إلى توجيه ومتابعة السيد محافظ "الحسكة" بهذا الأمر، نجد هذا الحشد المعنوي الكبير لدعم المتفوقين أكبر مُحفز لطلابنا، نعتز بهذا الشركات الوطنيّة، التي أثبتت مواقفاً عظيمة خاص خلال سنوات الحرب على بلدنا».

اهتمام واضح بالطلاب المتفوقين

موقف ثابت

لم ترضخ الشركة للتهديدات، وبعض حالات الاعتداء على حافلاتها خلال سنوات الحرب، فاستمرت بعملها، لأنها مؤمنة بأن الوطن وخدمة المواطن يحتاج للصمود والتحدي كلّ من موقعه، هذا ما قاله "كابي عزيز صومي" مدير عام شركة "إيزلا".

ويضيف: «تأسست الشركة عام 1991، كانت عبارة عن شركة صغيرة، ومع مرور الوقت، اكتسبت الثقة، وحظيت بشعبية كبيرة، وتطوّرت كثيراً خلال فترة قصيرة، وبين عامي 2006 و2010 وصلت لشركتنا أحدث البولمانات "اليابانيّة"، رسالتنا الأساسية من الشركة، خدمة المحافظة في مجال قطاع النقل، والشركة من يوم تأسيسها لم تقصر تجاه الفعاليات الرياضية والدينية والاجتماعية، تهدف لتقديم كافة التسهيلات لجميع الحالات الإنسانية والصحية، بما في ذلك قطاعي التربية والتعليم، دائماً ما تكون لهم بطاقات مجانيّة أو حسم وتخفيض، وتجلى ذلك مع كارثة الزلزال الأخير الذي ضرب بلدنا، حيث توجهت حافلاتنا لنقل الطلاب والراغبين بالعودة من باقي المحافظات إلى محافظتهم، وبذلت كوادرنا جهوداً كبيرة، في سبيل تخفيف التوتر والوجع على الطلاب وأهلهم، مع التبرع بمبالغ ماديّة خلال حالات الكوارث أيضاً، أمّا لمرضى الطب النووي وذوي الإعاقة، فالحسومات باقية والدعم مستمر».

رحلة التحدي

مرت الشركة بظروف قاسية جداً خلال السنوات الماضية المتزامنة مع الحرب على بلدنا، يتحدث عنها مدير الشركة: «في عام 2015 تمّ خطف ثلاثة سائقين مع المرافقين وحتّى تاريخه، والسبب بأنّ شركتنا وطنية وتعمل انطلاقاً من الولاء والوفاء للثوابت الوطنية، وإلى جانب الخطف قامت الجماعات المسلحة بحرق البولمانات الثلاثة وسيارة مغلقة شاحنة للشركة، فتم إيقاف الرحلات لفترة من الزمن، لكنها عادت للعمل والنقل، بالتزامن مع عودة الحياة تدريجياً».

ويتابع حديثه بالقول: «الشركة تأثرت كما تأثر البلد بالحصار الظالم ولأن حافلاتنا يابانية، فقد توقف استيراد القطع التبديلية وكانت الاستعانة بالخبرات الوطنيّة المحلية، والتي بذلت جهداً مميزاً وحصدنا نتائج جيدة بإنجاز بدائل محلية الصنع لتصليح وصيانة آلياتنا، وجدير بالذكر أن هناك أكثر من 150 أسرة تعتمد على مورد رزقها من العمل بالشركة، والشركة حاصلة على عديد بطاقات الشكر والثناء من المرجعيات السياسية والمنظمات الشعبية والمؤسسات الرسمية».

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 20 آذار 2023 زارت شركة "إيزلا" وأجرت اللقاءات السابقة.