وفق برامج مدروسة وخطط تنموية تسعى جمعية "أطفال المحبة" في "طرطوس"، إلى تأهيل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة سلوكياً ومعرفياً وأكاديمياً وإدراكياً وتواصلاً اجتماعياً، بهدف مساعدتهم ليكتسبوا مهنة وجعلهم فاعلين ومنتجين في المجتمع بطريقة إيجابية، ومؤخراً أطلقت الجمعية مبادرة إنسانية لمساعدة متضرري الزلازل.

برنامج العمل

الناشطة في المجال الإنساني والمدربة بالتنمية البشرية المحامية "ريم أحمد عثمان" رئيسة مجلس إدارة جمعية "أطفال المحبة" أكدت في حديثها لـ"مدونة وطن eSyria" أن الجمعية كانت فرعاً لجمعية "الرجاء" بـ"دمشق"، وعملاً بتعميم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل 9/ 2019 بتصحيح أوضاع الجمعيات الفروع، تم إشهار جمعية "أطفال المحبة "بالقرار رقم 3129 تاريخ 11/ 3/ 2020.

تستقبل الجمعية كل أنواع الإعاقات الحركية والسمعية والذهنية، وتعمل على تدريب الأطفال على أعمال يدوية متنوعة من خلال ورشة تدريب متكاملة، إضافة إلى إطلاق دورات مهنية كالخياطة لتأهيلهم عملياً وتجعل الطفل يكتسب مهنة ويجعله إنساناً منتجاً وفعالاً في المجتمع ويؤمن فرص عمل له في المستقبل

وتقول "عثمان": «تعمل الجمعية على تأهيل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من عمر سنتين وحتى 18، حيث يتم تأهيلهم سلوكياً ومعرفياً وأكاديمياً وإدراكياً وتواصلاً اجتماعياً وفق مقاييس وخطط فردية لكل طفل حسب احتياجاته، إضافة إلى التمكين المهني بعد سن 18، حيث تخضع الكوادر لدورات تدريبية ويتم إعدادهم لممارسة الأنشطة التربوية الخاصة والحركية بإشراف خبراء ومدربين مختصين في الجمعية وخارجها، بالتنسيق مع مديريات التربية والصحة والشؤون الاجتماعية في "طرطوس"».

من حملات الإغاثة لمتضرري الزلازل

وتضيف "عثمان": «تستقبل الجمعية كل أنواع الإعاقات الحركية والسمعية والذهنية، وتعمل على تدريب الأطفال على أعمال يدوية متنوعة من خلال ورشة تدريب متكاملة، إضافة إلى إطلاق دورات مهنية كالخياطة لتأهيلهم عملياً وتجعل الطفل يكتسب مهنة ويجعله إنساناً منتجاً وفعالاً في المجتمع ويؤمن فرص عمل له في المستقبل».

تنمية المهارات

وتعدد الخدمات التي تقدمها الجمعية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم حسب الفئات العمرية، فمن عمر السنة لأربع سنوات يتم التدخل المبكر بتأهيلهم من خلال التركيز على تدريب الأم كيفية التعامل مع طفلها، ومن عمر (5 إلى 12 سنة) تتبع الجمعية التربية الخاصة التي تشمل مهارات الحياة اليومية كاللغة والتواصل والنمو الحركي والرياضة والأنشطة المتعددة كالرسم والموسيقا، ومن عمر (12 حتى 18 سنة) وهي مرحلة ما قبل التأهيل المهني، تسعى الجمعية إلى تنمية المهارات اليدوية واستمرار التعليم الأكاديمي حسب قدراتهم العقلية والجسدية، وهناك أيضاً خدمات مساندة تضم معالجة فيزيائية وجلسات فردية للنطق ومعالجة سلوك ومعالجة نفسية وحركية، بالإضافة إلى خدمات استشارية مقدمة للأهل عبر مرشدة نفسية للتعامل مع أطفالهم بالطريقة التي تناسب حالتهم الإعاقية».

من نشاطات الجمعية

أنشطة متنوعة

من ورشة الخياطة

تهدف جمعية "أطفال المحبة" من خلال نشاطاتها التي تقيمها إلى دمج ذوي الاحتياجات في المجتمع واستثمار طاقاتهم ومواهبهم لتأهيلهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع، هذا ما أشارت إليه المشرفة الإدارية في الجمعية "فاتن عثمان"، حيث تقول: «شاركت الجمعية بالعديد من المهرجانات الثقافية كمهرجان الأصالة ومهرجان الحكاية الشعبية الأول، بالإضافة إلى المشاركة بأولمبياد واحتفاليات عديدة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وأقمنا معرض "لست وحدك" بعام 2022، بالإضافة إلى الدورات المجانية بالخياطة وإعادة التدوير والمنظفات والتجميل والنطق والتواصل ومحاضرات توعوية لأهالي ذوي الاحتياجات والمهتمين والعاملين بهذا المجال من مختصين في كافة المجالات».

وفي حديث مع "روان الجندي" إحدى المتطوعات بجمعية "أطفال المحبة" تقول: «بدأتُ كمتطوعة بالجمعية منذ عام تقريباً لتعليم أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الموسيقا، فكان من بين الطلاب مكفوفون وحالات متلازمة داون وتوحّد وتخلف عقلي، ونماذج كانت بمثابة تحد لي لإنجاز عمل إنساني تجاه هذه الفئات التي تحتاج منّا المساعدة في تنمية مواهبهم واحتياجاتهم، والجمعية قدمت الكثير لذوي الاحتياجات الخاصة من ورشات عمل وخياطة ودورات بمجالات عدة، وقد استطاعت رئيسة الجمعية بجهودها مع الأعضاء والمتطوعين من تقديم الدعم الكبير لهذه الفئة من الأطفال بهدف دمجهم بالمجتمع وتقديم يد العون لهم من خلال هذه البرامج التنموية والثقافية وورشات العمل والتدريب بمجالات عدة».

صعوبات

تحدث عدد من أهالي الأطفال المستهدفين في الجمعية عن وجود صعوبات اقتصادية أثقلت كاهلهم بشكل عام وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، أبرزها صعوبة تأمين وسائل نقل للأطفال وأهاليهم إلى مقر الجمعية "بطرطوس"، بالإضافة إلى قلة الوسائل التعليمية الخاصة بهم في وغلاء ثمنها.

وتشير "سوزان يوسف" والدة الطفلة الكفيفة "جنى" عن دور الجمعية بتقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة رغم الصعوبات التي تعترض عملها، ومنهم طفلتها التي شاركت بالعديد من البرامج والدورات التي أقامتها جمعية "أطفال المحبة" كمتابعتها لتعلم العزف على آلة العود بالإضافة إلى تعلم الغزل على النول وصناعة أشكال ومجسمات بورق الإيفا بشكل مجاني، كما شاركت بنشاطات الجمعية الترفيهية والرياضية والموسيقية التي أقيمت خلال فترة الصيف الماضي.

يذكر أن جمعية "أطفال المحبة " لذوي الاحتياجات الخاصة سارعت كغيرها من الجمعيات لمؤازرة متضرري الزلازل بالمناطق المنكوبة، حيث قدمت مساعدات متنوعة شملت الألبسة والغذائيات والحفاضات ومواد التنظيف، وما تزال الجمعية مستمرة بتقديم العون لهم وتجهيز مساعدات متتالية.

أجريت اللقاءات بتاريخ 10 آذار 2023