كان طالباً في المرحلة الإعدادية عندما انضم إلى عالم الرياضة وميادين الألعاب الفردية، لكن سرعان ما حقق حضوراً لافتاً على المستوى المحلي والعربي من خلال الإنجازات والبطولات التي حققها والتي كانت سبباً مباشراً في تعيينه مدرساً لمادة التربية الرياضية منذ العام 2007.

بدأ اللاعب "ثامر العبد الله" مسيرته مع ألعاب القوى في عام 1999، كانت البداية جيدة بتحقيقه المراكز الأولى في المسابقات التي شارك بها، وهذا ما أكسبه جرعة كبيرة من الثقة والحماسة للمضي قدماً في مشواره ليحصد ألقاباً هامة على المستوى العربي.

يمتاز بالانضباط والالتزام بالتمارين والجدية فيها وفي المباريات، متقيداً بكل ما يقدمه له المدرب، وهي أبرز سمات نجاح لاعب الألعاب الفردية، ما حققه لم يأت من فراغ، بل نتيجة طموح وإصرار وعزيمة، حتّى اليوم يدين بالشكر والامتنان لمن كان له الفضل في تدريبه ونجاحه

أول مشاركة له كانت وهو لا يزال طالباً في المرحلة الإعدادية في مدينة "القامشلي"، وعن تلك المشاركة بدأ "العبد الله" حديثه لمدونة وطن فقال: «شاركتُ ببطولة المدارس على مستوى المدينة وبسباقات متنوعة، وقد أحرزت فيها المراكز الأولى بجميع السباقات التي نافستُ فيها، ومن بينها كان سباق المسافات القصيرة والطويلة والوثب، ليتم اختياري من قبل اللجنة المشرفة والمنظمة للبطولة الرياضية المدرسية للمشاركة في بطولة المدارس على مستوى المحافظة، باختصاص السرعات والوثب الطويل».

الكابتن يوسف هارون

وقد أثمرت التجربة الأولى في أول مشاركة على مستوى المحافظة، بتحقيق النتائج التالية، حسب كلام "ثامر": «أحرزت المركز الأول في سباق 100 متر +200 متر، وبعد فترة بسيطة من تجربتي القصيرة على ملاعب محافظة "الحسكة"، تم انتقائي للالتحاق بمنتخب المحافظة، وفي أول مشاركة لي في بطولة على مستوى القطر بالعام 2000 أحرزت المركز الثاني على مستوى مدارس الجمهورية، شاركتُ عدة سنوات باسم المحافظة في بطولات محلية كلاعب ناشئ، حتّى تم ترفيعي لفئة الشباب، وكلاعب ناشئ أو ضمن المنتخب بفئة الشباب في كل مشاركة كان لي نصيب في المركز الأول أو الثاني».

خلال سرده لحديثه عن مشاركاته وبطولاته، والأيام الجميلة التي توّج فيها مراراً ولعدة سنوات بأجمل الألقاب تذكر "العبد الله" الصعوبات والتحديات التي واجهها من أهله، ومن والده بالذات، الذي كان يعارضه في مهنته التي تتطلب منه قطع مسافات طويلة ومواجهة ظروف جوية صعبة، وكل ذلك بحسب قناعته على حساب دراسته، لكن الفتى صمد وصبر وجنى ثمار ذلك رياضياً ودراسياً، كما يقول.

الحنين إلى الماضي

التحق بالمنتخب الوطني للشباب، مشاركاً وإياه في بطولة العرب التي أقيمت في "دمشق" عام 2003، حيث أحرز معه المركز الثالث بسباق التتابع 4×100، وهو من أبرز الإنجازات التي حققها، والذي أتاح له لاحقاً الانتساب للمعهد الرياضي في العام نفسه ليتخرج منه بعد عامين 2005، وخلال خدمته الإلزامية مثّل نادي "الجيش" في عدد من البطولات بلعبته الرياضية. ويشير في هذا السياق : «بدءاً من عام 2005 حتّى عام 2014 شاركت مع نادي "الجيش" في البطولات والمسابقات المحلية، وكنت في كل بطولة أحرز المركز الأول أو الثاني، ورغم انتهاء خدمتي الإلزامية إلا أنني استمريت مع نادي "الجيش"، وذلك بالتزامن مع وجودي في صفوف المنتخب الوطني حتّى نهاية عام 2014، وقد اكتسبت خبرة كبيرة خلال وجودي مع المنتخب، سواء من حيث الاستفادة من خبرة المدرب الأجنبي أو من المعسكرات التي شاركت بها في دول عربية وأجنبية، وفي النهاية أجبرتني الإصابة على الاعتزال، إذ لم يكن هناك أمل بالشفاء منها».

ونظراً لتفوقه الرياضي فقد عين مدرساً لمادة التربية الرياضية منذ عام 2007.

الكابتن "يوسف هارون" يرى في "العبد الله" الأنموذج الرياضي فهو كما قال: «يمتاز بالانضباط والالتزام بالتمارين والجدية فيها وفي المباريات، متقيداً بكل ما يقدمه له المدرب، وهي أبرز سمات نجاح لاعب الألعاب الفردية، ما حققه لم يأت من فراغ، بل نتيجة طموح وإصرار وعزيمة، حتّى اليوم يدين بالشكر والامتنان لمن كان له الفضل في تدريبه ونجاحه».

"ثامر حسين العبد الله" مواليد القامشلي 1985، وقد أجري اللقاء معه بتاريخ 27 نيسان 2021.