أحب الغناء منذ صغره، فكان "فادي العلي" يستمع إلى عمّه وهو يغني، وحاول تقليده في محاولة إلى الوصول لذات الحالة التي كان يشعر بها وهو يستمع إليه.

لم يدرس الموسيقا أكاديمياً، إلا أنه يمتلك موهبة غنائية وشغفاً موسيقياً دفعه إلى التعرف على كل ما يخص الموسيقا، فتدرب ذاتياً وعمل بإصرار حتى أصبحت بينه وبين آلة العود علاقة متينة، وشارك مع أكثر من فرقة غنائية، وحاول التلحين والكتابة ليعبر عن ذاته ويصل إلى حلمه.

وطالما استمر في هذه النفسية الجميلة سيصبح له شأن على الصعيد الموسيقي والغنائي، فهو موهبة عالية المستوى، أتمنى له التطور الدائم والمثابرة

يقول "فادي" لمدوّنة وطن "eSyria" إنه اشترى أول عود ملكه عندما كان عمره 18 عاماً، وبدأ بتعلم العزف وحده دون أستاذ، ساعدته في ذلك المعلومات التي كان يحصل عليها من الموسيقيين خلال اختلاطه بهم في الحفلات كونه يغني فيها، ومن خلال ذلك تكونت لديه القليل من الثقافة الموسيقية.

مشاركته في حفل

وفي عام 2015، تعرف "فادي" على فرقة "نبض" التي يقودها المايسترو "نزيه أسعد"، وانضم إليها، وكان انتقالاً لمستوى صعب بسبب التعامل مع خبير موسيقا كالمايسترو "نزيه" الذي أضاف إليه الكثير من المعلومات، ومن ثم تعرف على الموسيقي "فراس القاضي" قائد فرقة "واموسيقاه" حيث كانت الفرقة حديثة التأسيس، فانضم إليها أيضاً.

ويضيف: «شاركت بالعديد من الحفلات في دار "الأوبرا" ومسرح "الحمرا" ومسرح "الزهراء"، وقدمت حفلات في جميع المحافظات السورية، وقبلت في برامج مواهب عديدة منها "the voice" وغيرها، وشاركت كمغني كورال وراء الكثير من الفنانين، شغفي وهدفي أن أتعلم اللون الطربي الثقيل، حاولت أن أصنع شيئاً خاصاً بي ولم تسمح الظروف، لكنني لم أستسلم، وسأجعل لنفسي مكانة فنية مميزة».

مع فرقة نبض

"فراس القاضي" قائد فرقة "واموسيقاه" يرى أن "فادي" يملك خامة صوتية ممتازة وصاحب صوت مطواع، أي إنه يستطيع التحكم بصوته وتلوينه باللون الذي يريده، يغني عدة لهجات بإتقان، وعنه يقول: «أكثر ما يميزه هو أنه يسعى لتطوير نفسه بشكل دائم، والدليل أنه طور نفسه بالعزف على العود خلال فترة قياسية بالنسبة لشخص لديه مبادئ العزف فقط، وأصبح يعزف بشكل جميل، أما على المستوى الشخصي، فهو مؤدب وخلوق ويستمع إلى النصيحة ويأخذ بها ويطبقها، لذلك هو في تطور دائم، وأتوقع له مستقبلاً كبيراً عندما يضع قدمه في أول الطريق الصحيح».

أما المايسترو "نزيه أسعد" فقال عنه: «عندما تعرفت على "فادي" في فرقة "نبض" للغناء الجماعي كان لديه شغف وحب للاطلاع، ليس فقط على صعيد الغناء، بل بكل ما تحتوي الموسيقا من مقامات ومعلومات موسيقية بشكل عام، فكان يتابع كل ما هو جديد ويسألني أسئلة كثيرة ومتنوعة حول الموسيقا والأداء، وهذه الحالة غير موجودة عند كثير من الموسيقيين»، بالإضافة لما لديه من حب واضح للتطور، حيث حاول التلحين والكتابة بأسلوبه الخاص.

أما صفاته الشخصية كما يراها "أسعد" فهو إنسان محب لأصدقائه، يتعامل بأخلاق عالية وتواضع، يلبي أساتذته في أي عمل يطلب منه، وفيّ، «وطالما استمر في هذه النفسية الجميلة سيصبح له شأن على الصعيد الموسيقي والغنائي، فهو موهبة عالية المستوى، أتمنى له التطور الدائم والمثابرة».

يذكر أنّ "فادي العلي" من مواليد "دمشق" عام 1993.

أجري اللقاء معه بتاريخ 3 تشرين الثاني 2020.