كان له الدور الأكبر في تطوير الحركة الثقافية بمختلف ميادينها، فقد أسهم في تأسيس بعض فرق الفنون الشعبية وتطوير الفكر المسرحي، بالإضافة إلى تأسيس قاعدة بيانات خاصة بـ"الجولان" السوري بشطريه المحرر والمحتل، ونشر ثقافة "الجولان" عموماً.

شغل ولمدة 22 عاماً متصلة منصب مدير ثقافة محافظة "القنيطرة". فترة قضاها في تأسيس المشهد الثقافي في المحافظة كل مكوناته. وفي حديثه لمدونة وطن "eSyria" يروي "عد الكريم أحمد العمر" بعضاً من المحطات المهمة في رحلته فيقول: «في العام 1981 تم تكليفي مديراً للمركز الثقافي العربي في محافظة "القنيطرة" ومن أهم ما قمت به خلال هذه الفترة متابعة التحضيرات لولادة فرع "القنيطرة" للفنانين التشكيليين حتى إحداث الفرع رسمياً بحضور نخبة من فناني القطر، وكانت أعمال فناني "القنيطرة" التشكيليين مفاجأة المعرض الفني الذي أقيم في المركز بمناسبة الذكرى العاشرة للحركة التصحيحية بمشاركة النقابة المركزية للفنون وكذلك "الاتحاد الوطني لطلبة "سورية" تحت عنوان "الفنانون التشكيليون يشهدون العدوان"، كما قمت بتشكيل وتفعيل فرقة للمسرح الجوال في ريف المحافظة بإشراف الفنان "حاتم علي" ضمن مجال عمل مديرية الثقافة، وكنت المسؤول عن التحضيرات لولادة فرع "القنيطرة" لاتحاد الكتاب العرب، كما تابعت لدى مجلس محافظة "القنيطرة" قرار إحداث واعتماد فرقة "القنيطرة" للفنون الشعبية التي تألقت في "تونس" عام 2010 كما تألقت في العديد من العروض التلفزيونية، إضافة إلى إحداث جائزة "الجولان" للإبداع الأدبي وهي جائزة سنوية دائمة لتشجيع التأليف والكتابة والشعر والقصة والمسرح تم إطلاقها عام 2000 وما زالت مستمرة، وأفرح كثيراً عندما أشاهد الكتب المؤلفة من قبل أبناء المحافظة بعد عشرين عاماً على انطلاق الجائزة وازدياد أعداد المبدعين في المحافظة والمتسابقين من محافظات القطر في موسم جولاني سنوي. كما تم تكليفي بعضوية مجلس إدارة جريدة "الجولان" وكنت صاحب مقترح إحداثها بقرار المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة عام 2006 ومدير تحريرها السياسي، كما كلفت رئيساً لتحرير جريدة "الجولان" الناطقة باسم محافظة "القنيطرة"، وعضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة "القنيطرة" وذلك بعد انتخابات حزيران 2003 مشرفاً على قطاع التربية والثقافة والسياحة والآثار والرياضة والشباب».

" أنا أعدّه مؤسس الثقافة في المحافظة، وأذكر أنه في العام 1965 كان رئيساً لتحرير مجلة "نافذة على التربية" الجدارية في دار المعلمين بـ"درعا" ومنذ ذلك الحين وهو يرتقي في درجات العلم والثقافة ومن نجاح إلى نجاح

إضافة إلى ما سبق، قام "العمر" بتأليف وإخراج وطبع ما يزيد على 10 مطبوعات تعريفية بـ"الجولان" كقضية ومحافظة كان أبرزها "الجولان الثقافي" عام 1986 وهو ملف عن الأدباء والفنانين في "الجولان" والحركة الثقافية الصاعدة في المحافظة بعد حرب "تشرين" وتحرير مدينة "القنيطرة"، كما كُلف باستقبال العديد من الوفود الزائرة لمدينة "القنيطرة" المحررة المحلية والعربية والأجنبية، بالإضافة إلى تنسيق وتنظيم احتفالات المحافظة المركزية في مواقع متعددة ولا سيما في موقع "عين التينة" مقابل قرية "مجدل شمس" المحتلة في "الجولان"، والعمل في التسجيل والبث مباشر للعديد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحفية بشكل مباشر، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات حول "الجولان" وموروثه ونضال أبنائه مع التطرق لشؤون الحركة الثقافية في "الجولان" و"القنيطرة".

"عبد الكريم العمر" في إحدى المحاضرات

الكاتب والشاعر "فيصل المفلح" ابن قرية "سكوفيا" الجولانية تحدث عن "عبد الكريم العمر" فقال : «" أنا أعدّه مؤسس الثقافة في المحافظة، وأذكر أنه في العام 1965 كان رئيساً لتحرير مجلة "نافذة على التربية" الجدارية في دار المعلمين بـ"درعا" ومنذ ذلك الحين وهو يرتقي في درجات العلم والثقافة ومن نجاح إلى نجاح».

أما القاص والروائي "علي المزعل" ابن قرية "كفر حارب" الجولانية فقال إن لـ"عبد الكريم العمر" دوراً مهماً في تأسيس الحركة الثقافية في محافظة "القنيطرة" متجاوزاً كل الصعوبات التي رافقت إعادة بناء المحافظة تلك الأيام؛ أي بعد "حرب تشرين" التحريرية عام 1973، وهو يمتلك الحس الثقافي المرهف وروح الصبر والمثابرة والإيثار والإصرار وله الفضل في تشجيع الكثير من الأقلام الواعدة والناشئة آنذاك.

بعض المطبوعات التي أشرف على إعدادها ومتابعتها

الجدير ذكره أن "عبد الكريم العمر" حصل على العديد من الثناءات المسجلة وشهادات التقدير والتكريم أثناء العمل وبعد إحالته على التقاعد عام 2006، ومن أبرز ما ناله من جوائز ما قدم له في مكتبة "الأسد" الوطنية، وأخيراً من قبل السيد وزير الثقافة في دار الأوبرا "بدمشق" عام 2020.

أجريت اللقاءات بتاريخ 20 تشرين الثاني 2020.

"عبد الكريم العمر" مكرماً في العام 2020