لأنّنا في زمن كثافة المعلومات وتوافرها بشكل كبير، لم يعد نقل الخبر كافياً لإشباع حاجة المتلقي، فأصبح من واجب الصحفي تحليل ومعالجة الأحداث لصناعة أخبار جديدة تحمل قيماً مضافةً وجديدةً لم تُطرح من قبل، ويمكن ذلك اعتماداً على صحافة البيانات.

كأوّل وسيلةٍ إعلاميةٍ تدرّب العاملين فيها على صحافة البيانات أقام موقع "مدوّنة وطن" "eSyria" دورةً تدريبيةً لمراسليه في جميع المحافظات "أونلاين" عبر منصة التعلم عن بعد التابعة للجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية"، وذلك في الفترة الواقعة بين 30 حزيران حتى 14 تموز 2020، وكانت هذه الدورة بمنزلة المستوى الأوّل لدوراتٍ تدريبيةٍ لاحقةٍ تتقدم فيها مستويات التدريب على تطبيق صحافة البيانات.

حوالي 30 متدرباً تعلموا ما هي البيانات التي تغني موادهم التدوينية وطرق الحصول عليها ومصادرها، وما هي الدوافع التي تجعلنا نفكر في رصد البيانات في ظل تدفق المعلومات الكبير الذي نعيشه في المجتمع الشبكي وكيف نعمل على هيكلة هذا التدفق، والبحث عن القيمة المضافة التي تهم المتلقي لتكون هي الركيزة الأساسية للعمل بشكله الجديد من خلال استثمار القيمة الإعلامية المضافة، كما تم تسليط الضوء على مسؤولية صحفي البيانات وكيف يتعامل مع مصادر معلوماته وكيف يقدم المعلومات للمتلقي، بالإضافة إلى المعالجة التدوينية للبيانات من خلال كيفية توظيف توليد معلومات جديدة من البيانات المتوافرة لجعل موادهم الصحفية فريدة ونوعية، وأخيراً كان الحديث عن مشروع مدوّنة البيانات الذي يسعى مشروع المحتوى الرقمي في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" لتأسيسه ليكون تجربةً رائدةً على الصعيد الوطني في عالم البيانات المفتوحة.

خلال إحدى الجلسات

تطبيقاتٌ عمليةٌ قريبةٌ من الاحترافية عديدة قام بها المتدربون خلال فترة الدورة التدريبية، كانت دليلاً على قدرتهم على الانخراط في هذا العمل الجديد، رغم صعوبته وحاجته إلى الكثير من الجهد والوقت، والحماس الذي أبدوه ما هو إلا بشرة خيرٍ لتغيير نمط العمل التقليدي والانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل اعتماداً على البحث والاكتشاف والتحليل والتفاعل والتشارك والعمل الجماعي.