جاءت فكرةُ مبادرة "الصيدلية المركزية المجتمعية" مع ظهور أزمة انقطاع الدواء وإغلاق بعض الصيدليات، حيث قام فريق "عمرها" التطوعي بإنشاء مجموعة خاصة على موقع "فيس بوك" لتكون صلة وصل بين المحتاجين للدواء والمتبرعين به.

مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت مع "ليال حجاز" بتاريخ 14 أيار 2020 متطوعة في الفريق وأحد المشرفين على المجموعة على "فيس بوك"، وهي طالبة في كلية الصيدلة بجامعة "دمشق" تقول: «ظهرت فكرة المبادرة لدى الفريق نتيجة ظروف اقتصادية معينة، وأهمها الأزمة الحالية التي كان من أضرارها انقطاع أصناف مهمة جداً من الأدوية، وارتفاع أسعار بعضها إلى حد كبير، وهي عبارة عن منصة تواصل اجتماعي تقوم بدور صلة الوصل بين أناس محتاجين للأدوية، وأطباء وصيادلة، أو متبرعين».

قمت بإيصال الأدوية للمستفيدين مباشرةً مجاناً على أرض الواقع لعدة مرات، كما استطاع العديد من الأشخاص التواصل مع بعضهم عبر المجموعة بهدف الحصول على الدواء، ويتوزع نشاط المجموعة في كل المحافظات السورية

وتتابع: «الهدف منها هو تأمين الدواء المقطوع وخاصةً أدوية الأمراض المزمنة مثل أدوية الغدة، الضغط، وغيرها، وهي أكثر الأدوية التي يتم طلبها عبر المجموعة، وغير موجودة في الصيدليات، وأعتقد أن الاستفادة تحققت بنسبة جيدة ونلاحظ ذلك من خلال تفاعل المتبرعين الذين قدموا الأدوية غير المحتاجين لها، أو الأطباء والصيادلة المتبرعين بها.

"ليال حجاز"

شخصياً أشعر بالرضا عن المجموعة التي تساهم بحل جزء من المشكلة، ووصل عدد متابعيها إلى 25 ألفاً تقريباً، وليس لدينا إحصائية عن المستفيدين، لكننا نتابع الردود على المجموعة أو بالرسائل الواردة، وهي تدل على تعاون الناس مع بعضها بعضاً، ونحن واجبنا كشباب مساعدة أبناء بلدنا على حل مشكلاتهم».

بدوره "أسعد محمد عللوة" متطوع في المبادرة يقول: «قمت بإيصال الأدوية للمستفيدين مباشرةً مجاناً على أرض الواقع لعدة مرات، كما استطاع العديد من الأشخاص التواصل مع بعضهم عبر المجموعة بهدف الحصول على الدواء، ويتوزع نشاط المجموعة في كل المحافظات السورية».

"أسعد عللوة"

"مروة السوسو" من المستفيدين تقول: «استطعت بفضل الله والمجموعة تأمين دواء والدتي عن طريق شابة من "التل"، كما اقترح العديد من الأشخاص على المجموعة عناوين صيدليات يمكن أن تتوفر لديها الأدوية التي أحتاجها، وعلى الرغم من أنني لم أجدها لكنهم حاولوا مساعدتي».

من جهته "محمد عبد الله الجدوع" المنسق العام لفريق "عمرها" التطوعي وأحد مؤسسي المبادرة يقول: «أسسنا هذه المبادرة ضمن نشاطات الفريق وهي عبارة عن صلة وصل بين الأشخاص الضائعين بسبب بحثهم عن الدواء وآخرين متبرعين به، وفكرتها مفيدة للمجتمع بسبب انقطاع الدواء بشكل كبير، وعندما قمنا بنشر هذه المبادرة قام الأشخاص الذين لديهم فائض من الأدوية بتوزيعها لمحتاجيها، والمميز هو الدواء المجاني الذي يتم تقديمه من خلالها، وكان هناك متطوعون يقومون بتوزيع الأدوية أحياناً بعد تنسيق المحتاج للدواء مع الشخص المتبرع، حيث يتم إيصاله له عند إرسال رسالة على الصفحة إذا كان غير قادر على إحضاره بنفسه من المتبرع، وعدد المستفيدين من المجموعة كبير، ومعظم الأدوية المقدمة هي ضغط، سكري، غدة، وغيرها، والكثير من الناس تقوم بتقديم المساعدة مجاناً».

"محمد الجدوع"

يذكر أنّ مبادرة "الصيدلية المركزية المجتمعية" تأسست في الثالث من حزيران 2020.