صنعت اسمها الفني مبكراً، وثابرت على طموحها بالعلم والموهبة حتى تمكّنت من نيل ثقة أساتذتها في المعهد العالي للموسيقا، ما جعل حضورها الفني مؤثراً في محبّي الغناء الشرقي الأصيل.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الفنانة "لبنى نفاع" بتاريخ 29 نيسان 2020 وتحدثت عن أسباب اهتمامها بالغناء الشرقي على مدى سنوات، فقالت: «بدأت الغناء بعمر العاشرة، وكنت من الأوائل الذين فازوا بمسابقة "رواد الطلائع" في مجال الغناء على مستوى القطر لثلاث سنين متتالية بميداليات فضية، ثم شاركت مع منظمة "شبيبة الثورة" في كل الفعاليات الفنية بأكثر من محافظة سورية، أحببت آلة الكمان فيما بعد، وتدربت عليها لمدة 5 سنوات أكاديمياً، وأثناء هذه الفترة كنت أقدم حفلات موسيقية في الصالونات الأدبية، لكن ضمن نطاق محدود، وقبل الانتساب إلى المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق" كان جُل اهتمامي منصبّاً على المغنى والعزف معاً على يدّ "باسل صالح"، ثم انتقلت تحضيراتي إلى مجال الموسيقا اختصاص الغناء الشرقي على يدّ الفنانة "ليندا بيطار" وذلك عام 2017.
تتميز بأنها فنانة تعمل على صقل ما بداخلها من فن، وتسمع جيداً بكل دقة لكل لحن بهدف إغناء مخزونها الموسيقي، نعمل معاً على بعض التفاصيل في أدواتنا لتطوير إخراج الصوت، وهي من الطالبات التي تملك مساحة شرقية مميزة بصوتها
الذي شجعني على دخول الفن الموهبة أولاً، ولأنني من عائلة موسيقية درست الموسيقا بشكل أكاديمي ثانياً، إضافة إلى ذلك فإنّ أجدادي شعراء وكتاب معروفون منهم "سليمان نفاع"، "فيصل نفاع"، ومنذ زمن كنا نجتمع ضمن جلسات موسيقية عائلية، وكان لها دور هام في تشجيعي أكثر على دخول عالم الغناء وما زال إلى الآن هذا التأثير يحيط بي، لكنني أخذت طريقاً خاصاً وأعمل عليه تدريجياً، وبالتأكيد جهد مدرّسي المعهد معي ومتابعتهم وتوجيهاتهم لي ساعدتني على أن أصنع بداية صحيحة في مجال الموسيقا العربية».
وعن الفعاليات التي قدّمتها "نفاع" على المستويين المحلي والخارجي، قالت: «سافرت إلى عدة أماكن ومحافظات بين الريف والمدينة، وقدمت فعاليات غنائية في عدد من المراكز الثقافية سابقاً، وأثناء دراستي الأكاديمية قدمت أوبريت "النصر ساعة صبر" مع الموسيقار "طاهر مامللي" في محافظتي "اللاذقية"، و"درعا"، وعملت أيضاً معه في مجال الكورال، وسجلنا عدة مقطوعات موسيقية أهمها موسيقا "الواق واق" مع الفنان "كاظم الساهر"، ثم شاركت مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية ضمن أمسية بمدينة "سوتشي" في "روسيا" عام 2018، محلياً كنت موجودة في كل الحفلات التي تحييها الفرقة في كل المحافظات.
بالنسبة لغناء الصولو كانت أول مشاركة لي مع "ليندا بيطار" عام 2017 في دار "الأوبرا" برفقة زميلاتي "سارة درويش"، و"هبة فاهمة"، ومن بعدها قدمت حفلة صولو لأغنية "من غير حب الدنيا" بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا في دار "الأوبرا" أيضاً، وكان عندي مشاركات في حفلات صف الغناء الشرقي وهي من الحفلات الأساسية التي تقام كل سنة في القسم، أما بالنسبة للحفلات الخاصة فقدمت أمسية غنائية في مدينة "حماة" عام 2019 بالتعاون مع الفنانين "محمد زغلول"، و"بلال الجندي"، وهناك أكثر من مشاركة مع الفنانة "عبير نعمة" في كل حفلاتها التي قدمتها مؤخراً في "سورية"، وفي حفلة واحدة مع الفنانة القديرة "ميادة بسيليس"».
الفنانة "ليندا بيطار" المحاضرة في المعهد العالي للموسيقا تحدثت عن تميز "لبنى نفاع" من ناحية أدائها الأكاديمي والموسيقي والسمعي بالقول: «تتميز بأنها فنانة تعمل على صقل ما بداخلها من فن، وتسمع جيداً بكل دقة لكل لحن بهدف إغناء مخزونها الموسيقي، نعمل معاً على بعض التفاصيل في أدواتنا لتطوير إخراج الصوت، وهي من الطالبات التي تملك مساحة شرقية مميزة بصوتها».
"سارة درويش" اختصاص غناء شرقي تحدثت عن العلاقة الفنية التي تجمعها مع الفنانة "لبنى" بالمعهد العالي حيث قالت: «لها بصمة خاصة بها، وتفرض ذاتها بالفن بكل ثقة، متعاونة مع كل من حولها من زملاء ومحاضرين ودكاترة، ويمكن الاعتماد عليها في كل ما يخص الموسيقا والغناء الشرقي، لا يوجد بيننا جو تنافس بقدر ما يوجد فرص نتقاسمها لنطور أدواتنا في الأداء والصوت في جميع المناسبات، وكانت لنا مشاركات غنائية في ذات البرنامج الذي عرض على قناة "لنا" بعنوان "أوتار"، والذي كان من التجارب الجميلة التي قدمناها معاً».
يذكر أنّ الفنانة "لبنى نفاع" من مواليد محافظة "السويداء" عام 1997، طالبة جيولوجيا قسم الأحياء الدقيقة "جامعة دمشق"، وتقيم في "دمشق".