يعدُّ من المناطق الأثرية المميّزة في منطقة "عين ديوار"، تروي أحجاره القديمة قصة قرية سكنية لم يبق منها إلا بعض الرموز التاريخيّة، وبئر مياهه المحافظة على عطائها وتدفقها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 17 أيار 2020 خلال جولتها إلى منطقة "المالكية"، المُتميّزة بطبيعتها الخلابة، خاصة في منطقة "عين ديوار" وما يتبع لها من آثار ونقاط سياحيّة، كـ"تل مشكا"، التقت "رضوان محمد سعيد خلف" أحد كبار سن المنطقة، فقال: «جمال تلك المنطقة، وطبيعتها يبعثان الراحة والسرور في النفس، وشّجعانا على التوجّه بشكل دائم إليها لقضاء وقت ممتع في ربوعها مع أفراد الأسرة، خاصة عندما يكون لدينا ضيوف من خارج المنطقة، كل شخص زار النقطة، يتعلق فيها وبكل تفاصيلها، ويكرر الزيارة إليها، تحديداً أيام الربيع الجميلة، انتقلت فكرة جمال "تل مشكا" من شخص لآخر، حتى تحولت إلى حديث الكثير من أهالي محافظة "الحسكة"».

هناك أيضاً بئر ماء، مياهها عذبة، تمّ ترميمها عدّة مرات، والبئر ما تزال مملوءةً بالمياه العذبة تستخدم لسقي الخضروات وبعض المحاصيل الأخرى، خاصة وأن المنطقة مشهورة بزراعة مختلف أنواع المحاصيل الشتوية والصيفيّة، وكذلك الأمر بالنسبة لزراعة مختلف أنواع الخضار، كل ما ذكرناه عن التل، كان سبباً ليكون نقطة لاستقطاب الأهالي من شتى المناطق

"خليل فارس علي" من أهالي ريف منطقة "عين ديوار" يتحدث عن أهمية وقيمة "تل مشكا" بالنسبة له وللكثير من مزارعي الخضار: «هناك بئر للمياه، تمكننا من سقاية مساحات كبيرة من مزروعاتنا، تلك السقاية تعطي نتائج مهمة أثناء الحصاد، طبعاً تساهم البئر بمنح المكان برودة شبه دائمة، وهي ضرورية للمحاصيل كافة مهما يكن نوع المحصول، وتساهم بسقاية المحاصيل الصيفيّة والشتويّة، أحياناً نقضي ساعات طويلة في المكان من بداية النهار حتى نهايته، دون أدنى شعور بالملل أو الإرهاق، فالمنطقة تعطي طاقة إيجابية، وقد باتت بالنسبة لي، وأغلبية المزارعين وأبناء المنطقة نقطة للاستجمام والترفيه، وهناك مجموعة من كبار السن يجدون راحتهم على جنباتها، وللأطفال أيضاً مسرحٌ للعب والمرح، كما للفتيات والنساء حصّتهن فيه».

البئر الأثرية بالقرب من التل

الباحث في التاريخ "عمر إسماعيل" من سكان قرية "عين ديوار" قدّم تفاصيل تاريخيّة عن "تل مشكا" من خلال حديثه التالي: «يعدُّ من المناطق الأثرية، لكن يظهر للعيان أنّ معالمه غير واضحة بشكل جيد بسبب عوامل الزمن والطبيعة وبعض الأعمال الإنشائية الحديثة، كإنشاء بعض الطرق ومدها عبر هذه المواقع، ويظهر من خلال رصدنا بدقة لـ"تل مشكا" بقايا التل ذات التربة السوداء الممزوجة بالرماد، وحوله بقايا أطلال بناء، فبعض الروايات تؤكد وتقول بأنه كان تجمعاً سكنياً، اندثر مع مرور السنين، كما اندثرت عشرات القرى في منطقتنا وغيرها من المناطق، و إحدى أهم مزايا التل رغم اندثار التجمع السكني، وجود نبع ماء عذب، فإحدى الروايات تقول كان أهالي التجمع يشربون منه».

يضيف الباحث "عمر" عن التل: «هناك أيضاً بئر ماء، مياهها عذبة، تمّ ترميمها عدّة مرات، والبئر ما تزال مملوءةً بالمياه العذبة تستخدم لسقي الخضروات وبعض المحاصيل الأخرى، خاصة وأن المنطقة مشهورة بزراعة مختلف أنواع المحاصيل الشتوية والصيفيّة، وكذلك الأمر بالنسبة لزراعة مختلف أنواع الخضار، كل ما ذكرناه عن التل، كان سبباً ليكون نقطة لاستقطاب الأهالي من شتى المناطق».

جمال المنطقة