في ظل الظروف المعيشية الصعبة، قام "يزن أبو أرشيد" بإطلاق مبادرة "تدوير الكتب والمحاضرات الجامعية" لتشمل أغلب المحافظات السورية، بهدف تمكين الطلاب غير القادرين على شراء كتب جديدة من الحصول على كتب ومحاضرات لتقديم المنفعة المتبادلة بين الطلاب بمختلف أعمارهم بطريقة سهلة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 كانون الثاني 2020 مؤسس المبادرة "يزن أبو رشيد" طالب هندسة العمارة ليحدثنا عن فكرة المبادرة والهدف منها، فقال: «الفكرة خطرت ببالي عندما طلبت والدتي مني أن أقوم بعرض كتب أخي بكلية الطب ومحاضراته على الإنترنت بهدف منحها لمن بحاجة لها، فأعجبتني الفكرة وقمت بتأسيس مجموعة خاصة على موقع "الفيسبوك" تهدف إلى إعادة التدوير والمحافظة على الكتب والمحاضرات التي يشتريها الطلاب بمبالغ مالية كبيرة بدلاً من رميها دون فائدة، لإمكانية تبادلها أو منحها لمن بحاجة إليها مجاناً، حيث يمكن للأشخاص الراغبين الحصول على ما ينقصهم من كتب ومحاضرات خاصة ممن لا قدرة لديهم على دفع ثمنها، ودعيت إليها أصدقائي طالباً منهم دعوة أصدقائهم ونشر المبادرة على صفحاتهم، وقد لاقت المبادرة قبولاً من الكثيرين الذين أحبوا الفكرة وبادروا لدعمها وخاصة طلاب الجامعة الذين بدؤوا بمشاركة المنشورات، والطلب من كل محتاج لأيّ خدمة التواصل مع صاحب المبادرة، ويتفق معه على مكان التسليم وفق آلية بسيطة دون أي تعقيدات أو رسوم، كما أن المبادرة خيرية لا تعود بأي منفعة مالية لصاحب الكتب التي يريد تدويرها وتقديمها للطلاب بهدف الاستفادة منها والتخفيف من أعباء المصاريف المادية للطلاب الجامعيين».

انطلقت مبادرة "تدوير الكتب والمحاضرات" بتاريخ 8 آب 2019 وما تزال مستمرة، حيث قمنا بتقديم العديد من المبادرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تأمين الكتب والمحاضرات للعديد من الطلاب، وكانت مهمتي قبول انضمام الأعضاء الجدد ومراجعة المنشورات المرسلة سواء كانت طلب أو تبرع، والقيام بنشر المبادرة والمساعدة لتحقيق التواصل مع الآخرين

وأضاف: «إنّ رغبتي بتقديم المساعدة كانت الحافز الأساسي لقيام المبادرة وانتشارها ضمن جامعات "دمشق"، وبعد نجاحها، كان لا بدّ من توسيع النشاط لتشمل المحافظات السورية ودعوة المهتمين للمشاركة بهذا العمل الإنساني، وبالفعل تطبق المبادرة بمعظم الجامعات السورية تقريباً، حيث قمت بفتح باب التطوع بغرض إدارتها تحت اسم مشرف المجموعة، وقمت باختيار شخص واحد من كل كلية في جميع المحافظات ليمثل المبادرة ضمن الجامعة التي يدرس فيها، ويقوم بنشر فكرة التدوير، وبالفعل نشطت المبادرة وساعدت بزيادة عدد الطلاب ضمن المجموعة مع ذكر اسم الكلية والجامعة والمادة والسنة الدراسية، إضافة لوضع عنوان ومكان الاستلام مع ذكر رقم هاتف للتواصل معهم، بهدف تقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من الطلاب الجامعيين».

مؤسس المبادرة "يزن أبو رشيد"

وعن آلية عمل المبادرة يتابع قائلاً: «آلية العمل تعتمد على نشر وكتابة منشور بطريقة (الهاشتاغ) لتسهيل البحث ضمن المجموعة، حيث يكتب الطالب اسم المحافظة، واسم كليته، واسم المقرر الذي يريد التبرع فيه، أو الذي يريد الحصول عليه، ويتم الاتفاق بين الطرفين، وانطلاقاً من روح المبادرة والمساعدة والعمل الإنساني وحب العطاء لم يقتصر ذلك على إعادة تدوير الكتب والمحاضرات بل شملت أيضاً التبرع المادي بتصوير وطباعة المحاضرات لمن لا يملك نقوداً من قبل بعض المكتبات، وبناء على طلب الكثيرين من المشتركين، وبهدف نشر ثقافة القراءة والمطالعة أطلقت مبادرتي الثانية تحت عنوان "شاركنا مكتبتك" لتبادل القصص والروايات التي تعتمد على تبادل رواية مقابل رواية، ويتم تدوير الروايات والقصص بين الراغبين بالقراءة والمطالعة».

"أدهم الناعس" أحد المشرفين على المبادرة بجامعة "حماة" قال: «انطلقت مبادرة "تدوير الكتب والمحاضرات" بتاريخ 8 آب 2019 وما تزال مستمرة، حيث قمنا بتقديم العديد من المبادرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تأمين الكتب والمحاضرات للعديد من الطلاب، وكانت مهمتي قبول انضمام الأعضاء الجدد ومراجعة المنشورات المرسلة سواء كانت طلب أو تبرع، والقيام بنشر المبادرة والمساعدة لتحقيق التواصل مع الآخرين».

"أدهم الناعس" أحد الأعضاء في المبادرة بجامعة "حماه"

أحد المستفيدات من المبادرة "ياسمين طحان" قالت: «تعتبر مبادرة "شاركنا مكتبتك" من المبادرات التي أتاحت الفرصة أمام العديد من محبي القراءة والمطالعة من أن يمارسوا هوايتهم دون التفكير بثمن الكتاب وطريقة الحصول عليه، وهي من المبادرات الشبابية الرائعة، علمت بها من خلال الإنترنت، وحظيت بإعجابي وأصدقائي خصوصاً أنني من القراء النهمين وإمكانياتي المادية محدودة في ظل غلاء الأسعار المتزايد على الكتب والروايات، ووجدت بهذه المبادرة فرصة لتبادل الكتب التي أملكها مع آخرين ممن يمتلكون كتباً جديدة بهدف قراءتها ونشر ثقافة القراءة في المجتمع».