تفتّحتْ براعمُ إبداعه وتميّزهِ منذ سنواته الأولى، وبصوتهِ الطّفوليّ صدحَ بالأغاني والعتابا، ليبهرَ كلَّ من حوله، وعندما كَبُرَ زاد عشقه للفنّ واختار الموسيقا طريقاً، فأبدعَ على آلة العود، وحصدَ العديدَ من الجوائز على مستوى "سورية"، ولكي يساهمَ في نشرِ الموسيقا بشكلٍ تربويّ ومدروس عملَ كمدرّبٍ في دورات التأهيل التربوي ثم قائدٍ لفرقة نقابة المعلمين في "حمص"، وشكل فرقة "السّلام".

كان لمدوّنةِ وطن"eSyria" وقفةٌ مع الفنان "وسام مشرقي" بتاريخ 14 تشرين الأول 2019، ليتناول بداية مسيرته، قائلاً: «كنت في سنّ الخامسة من عمري عندما بدأتُ بغناء المواويل والعتابا للفنان "فؤاد غازي" التي حفظتها جميعاً عن ظهر قلب، وكنت أكبر ويكبر حلمي وتتطور موهبتي، فشاركت بالعديد من المهرجانات في المرحلة الإبتدائية، ودائماً كنت أحرز المركز الأول على مستوى مدينة "حمص" في الغناء، ومن شدة عشقي لآلة العود وتأثري بها كنت أتخيّلُ وجودها معي دائماً، ومن ثمّ قمتُ بصناعة عودٍ جميلْ بأدواتٍ بسيطة تحاكي طفولتي، حتى وصلت للصف الثاني الثانوي، حيث قام أحد أقاربي بشراء عود لي من "حلب"، فحصلت عليه صباحاً وكنت مساءً أعزف "الدلعونة" على وتر واحد، وبعد حصولي على الثانوية العامة اختمرت موهبتي وأصبح هدفي واضحاً، فذهبت باتجاه معهد إعداد المدرسين اختصاص موسيقا عام 1995، فتخرجت من المعهد وعُيّنتُ كمدرّس في "دمشق"».

كنت في سنّ الخامسة من عمري عندما بدأتُ بغناء المواويل والعتابا للفنان "فؤاد غازي" التي حفظتها جميعاً عن ظهر قلب، وكنت أكبر ويكبر حلمي وتتطور موهبتي، فشاركت بالعديد من المهرجانات في المرحلة الإبتدائية، ودائماً كنت أحرز المركز الأول على مستوى مدينة "حمص" في الغناء، ومن شدة عشقي لآلة العود وتأثري بها كنت أتخيّلُ وجودها معي دائماً، ومن ثمّ قمتُ بصناعة عودٍ جميلْ بأدواتٍ بسيطة تحاكي طفولتي، حتى وصلت للصف الثاني الثانوي، حيث قام أحد أقاربي بشراء عود لي من "حلب"، فحصلت عليه صباحاً وكنت مساءً أعزف "الدلعونة" على وتر واحد، وبعد حصولي على الثانوية العامة اختمرت موهبتي وأصبح هدفي واضحاً، فذهبت باتجاه معهد إعداد المدرسين اختصاص موسيقا عام 1995، فتخرجت من المعهد وعُيّنتُ كمدرّس في "دمشق"

وتناول مشاركاته ومسيرته المهنية، قائلاً: «بدأت الدعوات تأتيني للقيام بأمسيات موسيقية، وكان أولها عام 2000 بأمسية موسيقية عزف منفرد على العود في جامعة "دمشق"، ثم تلاها أمسية عزف منفرد غناء في مدينة "طرطوس"، ثم انتقل مقرُ عملي إلى معهد إعداد المدرسين في "حمص"، والتحقت بدبلوم التأهيل التربوي عام 2003، وتخرجت لأُعيّنَ مدرّساً بالدورة نفسها، ثم دعتني نقابة المعلمين في "حمص" لتشكيل فرقة، فقمت بتشكيل فرقة تضم مدرسي موسيقا من كافة المحافظات، إضافة لطلاب المعهد وكلية التربية الموسيقية ومدرسيها، قدمنا عرضنا الأول على مسرح "الزهراوي" عام 2006، وكان عدد أعضاء الفرقة حينها 53 شخصاً على المسرح، وتتالت الأمسيات بكنائس "حمص" مثل "أم الزنار والسلام"، ودعينا للمشاركة بمهرجان "حلب" الحادي عشر عام 2009 على مستوى "سورية" يتنافس فيه عدد من الموسيقيين السوريين، حيث يخرج ممثلين عن الموسيقيين في كافة المحافظات، عزف إفرادي وغناء جماعي وعزف جماعي، وقمنا بتشكيل فرقة لهذه الغاية بقيادتي، فحصدنا كافة الجوائز الأولى على مستوى "سورية"، وحصلت على المركز الأول بالعزف على العود، وحصلت الفرقة على الجوائز الأولى بآلة الأكورديون، وبالغناء الإفرادي والجماعي والإيقاع.

موجه الموسيقا وصديق مشرقي سمير حمدان

وفي عام 2010 بعد عودتنا إلى مدينة "حمص"، كلفتني نقابة المعلمين في "حمص" بتشكيل فرقة، فقدمنا أول حفلة في "الكندي"، كانت الفرقة مقتصرة على قطاع التربية من مدرسي الموسيقا وغيرهم، فتوقفت عن العمل خلال الأزمة ولحنت العديد من الألحان الوطنية والعاطفية وأغانٍ تخصُّ الشهيد، ثم كنت عضواً بلجنة تأليف المناهج لمادة الموسيقا في عام 2018، وكان لي مشاركة بنشيد الشهيد وحصلت على المركز الأول كملحن، وكانت مشاركتي في المنهاج في الصف الثاني والخامس والثامن، حيث كان دوري فاعلاً بالتنسيق للصف الخامس، وقد كانت أجمل تجربة عشتها ثم عدت لأتبوأ موقع رئيس قسم الموسيقا في معهد إعداد المدرسين في "حمص"».

وتحدث عن تجربته بتشكيل فرقة "السلام"، قائلاً: «شكلت فرقة "السلام" في عام 2018، التابعة لمعهد إعداد المدرّسين في "حمص"، المؤلفة من 30 مدرساً ومدرسة من معهد إعداد المدرسين، وتتميز الأعمال التي تقدمها الفرقة بكلمات قصائدها والألحان الجديدة، حتى القصائد العاطفية جديدة وتتميز بقالبها الخاص وغرابة الكلمة، وهي وليدة الأزمة مثل قصيدة "إئذنلي بالرحيل" التي يعتقد من يسمعها أنها عاطفية مع أنها موجهه للشهيد الحي هي كلمات "سمير حمدان"، وقصيدة "سليمى" وهي عاطفية من كلماتي وألحاني، وهي قصيدة صوفية، أما قصيدة "السلام" فهي من كلمات الشاعر "صالح الهواري" التي كلفتني وزارة التربية بتلحينها، لوضعها في المنهاج، والعمل الذي قدمته الفرقة مشغول بقالب جديد، وقد قمت بإضافة آلات غربية مثل البيانو، وقد أدخلنا آلة جديدة اسمها الباصون لا يوجد سوى اثنين في "سورية" يعزفون على هذه الآلة وأحدهم من أعضاء الفرقة، نقدم بطرح مختلف عما قدم سابقاً».

مشرقي وحمدان في القاعة الصفية في معهد إعداد المدرسين

وتناول تجربة "مشرقي" الموجّهٍ الاختصاصيٍّ لمادة التربية الموسيقيّة في مديريّة التربية في مدينةِ "حمص" "سمير حمدان" قائلاً: «من خلالِ عملي تعرّفتُ على الأستاذ "وسام المشرقي" كمدرّسٍ في معهد إعداد المدرّسين، ولفتَ نظري مدى الالتزام والمهنيّة العالية التي يتمتّعُ بها، بالإضافةِ لمحبّةِ واحترامِ زملائهِ وطلّابهِ لهُ، وبعدَ فترةٍ من الزمنْ نشأتْ بيننا علاقةٌ شخصيّة خارجَ إطارِ العملْ، تعرفّتُ منْ خلالها على موهبتهِ الرائعة في مجالِ التّلحينْ، فلحّنَ قصيدةً لي بعنوانْ "التقينا غرباء"، ومن ثمّ قصيدة "إِئذني لي بالرحيل"، ثمّ تتالتْ الأعمالُ بيننا، وإنّ ما يميّز "مشرقي" هو ثقافتهُ الموسيقيّة العالية وموهبتهُ المميّزة، بالإضافةِ للجانبِ الأخلاقيِّ وتفانيهِ في عملهِ، لذلك تمّ اختياره ليكونَ في لجنةِ تأليفِ المناهج في وزارةِ التربية، كما تمّ تكليفه بقيادةِ فرقة نقابة المعلمين، ولاحقاً تمّ انتخابهُ كرئيسٍ لقسمِ الموسيقا في معهد إعدادِ المدرّسينْ، كما أنّهُ قامَ الآن بتشكيل فرقة "السلام" التي حملتْ على عاتقها تقديمَ الفنِّ الراقي، حيثُ كُرّمتْ هذهِ الفرقة من قبلْ مديريّة التربية في "حمص" ونالتْ محبّةَ واحترامَ الوسطَ الفنّي والجماهيريّ في المحافظة. أمّا بالنسبةِ لي فإنّي أتوقّعُ لفرقةِ "السلامْ" النّجاح والتألّق لأنّ المحبّة والأخلاقْ والموهبةْ هي الرابطُ والدافعُ لعملها، وفي نهايةِ حديثي لابدَّ منْ القولْ بأنّنا في بلدنا الحبيب "سورية" في أمسِّ الحاجةِ لأشخاصٍ يتمتّعونَ بالموهبةِ والإخلاصِ والوطنيّةِ الصادقةِ منْ أمثالِ "وسام المشرقي"».

يذكر أنّ "وسام المشرقي" من مواليد "حمص" عام 1978.

وسام مشرقي أثناء حفلة لفرقة السلام على مسرح دار الثقافة بحمص