تمكّن من تحقيق حلمه في تعلّم العزف على آلة "العود" على الرغم من الصعوبات المادية، فقام بصناعة آلته من أدوات بسيطة ليتابع شغفه بالتعلّم والعزف، واستمر بالتدرب لصقل مهاراته ليصبح معروفاً، فهو العازف ومهندس الصوت وأستاذ الموسيقا.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 آذار 2019، التقت "محمد الصالح" ليتحدث عن شغفه بتعلم العزف وبداياته الموسيقية، حيث يقول: «كانت الموسيقا بالنسبة لي موهبة متجذرة في حياتي وفكري، فعندما كنت في سن 13 عاماً بدأت سماع نغمات آلة "العود" عبر الراديو، وأصبح لدي حلم بتعلّم العزف عليها، فقمت إحدى المرات بصنع آلة "العود" باستخدام وعاء زيت فارغ (بيدون) وقطع خشبية صغيرة وبضعة مسامير، كنت أضعها على أذني وأصغي إلى نغماتها طوال النهار، بعد مدةٍ قمت بتطوير الآلة بمساعدة أخي الكبير ورفاقه خلال دراستهم في الثانوية الصناعية، فقاموا بنزع ساعد آلة "الربابة" لتحلّ محلّ يد "العود"، ووصلوا بها خيطان من النايلون وأصبحت قابلة للدوزان، في ذلك الوقت كان جارنا عازف عود وعندما شاهد حبي وتعلقي بالموسيقا عرض تعليمي العزف، وقام بإعطائي بعض الدروس، فلاحظ سرعتي في إعادة عزف الأغاني بعده».

في بداية الحرب على "سورية" توقفت عن المشاركة والعزف في الحفلات، من هنا ظهرت فكرة تعليم الموسيقا، فأنا أمتلك خبرة في النوتة، وقمت بإغنائها بالدراسة لمدة 6 أشهر لرفد خبرتي في هذا المجال كي أصبح قادراً على تعليم الموسيقا، فالموسيقا أثرت في حياتي كثيراً وجعلتني شخصاً مختلفاً من نواحٍ عديدة؛ كالتفكير والنضج والتسامح والمحبة؛ لأنها تهذب الروح والأخلاق، كان هدفي نقل هذا الأثر إلى طلابي؛ فأنا أتعامل معهم كأصدقاء نتسامر ونتكلم عما يشغل بالهم لتفريغ طاقاتهم السلبية، وأكرر على مسامعهم أن حضارة الشعوب تقاس بموسيقاها، وعلى العازف أن يكون على قدرٍ من الاحترام لنفسه وللآخرين ليستطيع كسب محبة كل الناس

ويكمل بالقول: «بعد جهد جهيد لضيق الحالة المادية آنذاك استطعت شراء آلة "عود" وتطورت بالعزف أكثر، وبدأت الاختلاط بالعازفين وإقامة الحفلات معهم، وقمت بالانتساب إلى اتحاد "شبيبة الثورة"، وترأست قيادة فرقة "حمص" الموسيقية، كنت أعزف مع أفراد عائلتي وأقاربي وساعد ذلك كثيراً بتطور الجميع وصقل مهاراتهم، بعدها عملت مع العديد من المطربين الشعبيين، منهم: "فؤاد غازي"، و"صالح رمضان"، وكنت أميل إلى العزف الطربي من النوع الثقيل، فلقبتُ بـ"مطرب الطرب"، وبدأت مشاركاتي بالحفلات تتزايد لتصبح على مستوى محافظة "حمص" وريفها، ثم "طرطوس" والعديد من المحافظات الأخرى. ظهرت تجهيزات الصوت آنذاك، فقمت في عام 1985 بافتتاح محل للتسجيلات وتدربت لأصبح مهندساً للصوت في الحفلات التي كنت خلالها أقوم بصقل صوتي والغناء ضمنها، واستمريت بتطوير أجهزتي حتى ظهور"المونتاربو"».

ماجد الديوب

أما عن تعليمه للموسيقا لجميع الأعمار ودفعهم لحبها عن طريق شغفهم، فتحدث بالقول: «في بداية الحرب على "سورية" توقفت عن المشاركة والعزف في الحفلات، من هنا ظهرت فكرة تعليم الموسيقا، فأنا أمتلك خبرة في النوتة، وقمت بإغنائها بالدراسة لمدة 6 أشهر لرفد خبرتي في هذا المجال كي أصبح قادراً على تعليم الموسيقا، فالموسيقا أثرت في حياتي كثيراً وجعلتني شخصاً مختلفاً من نواحٍ عديدة؛ كالتفكير والنضج والتسامح والمحبة؛ لأنها تهذب الروح والأخلاق، كان هدفي نقل هذا الأثر إلى طلابي؛ فأنا أتعامل معهم كأصدقاء نتسامر ونتكلم عما يشغل بالهم لتفريغ طاقاتهم السلبية، وأكرر على مسامعهم أن حضارة الشعوب تقاس بموسيقاها، وعلى العازف أن يكون على قدرٍ من الاحترام لنفسه وللآخرين ليستطيع كسب محبة كل الناس».

"ماجد الديوب" صديق "محمد الصالح" منذ الطفولة، واكب جميع مراحله بالعزف وتعليم الموسيقا، تحدث عنه قائلاً: «يتميز "محمد" بأنه إنسان عصامي، مرَّ بمرحلة صعبة جداً في طفولته، فعمل بالعديد من الأعمال الحرة ليستطيع تعلم العزف على "العود"، وكان يقيم العديد من الحفلات بأجور زهيدة آنذاك، وعانى مشكلة صحية لا تساعدهُ على السهر والتعب، إلا أنه كان مستمراً بالتدرب والتعلم؛ ففي سن 16 عاماً كان قد أصبح معروفاً على مستوى محافظة "حمص" وريفها، وبدأ العزف مع مطربين شعبيين كان منهم "أسعد ليلى" و"علي ديوب"، الذي كان عازفاً مميزاً يجيد العزف على العديد من الآلات، منها: "الكمان، العود، البزق، القانون". خلال الحرب على "سورية" تأثر جانب الفن والحفلات كثيراً فاتجه نحو التعليم، واستطاع تعليم النوتة للعديد من المطربين المعروفين محلياً وعربياً، إضافة إلى أنه مرهف السمع وصاحب ذوق رفيع، ولديه قدر كبير من الاحترام لنفسه وللفن، وهو يطمح إلى جعل أحد أولاده خلفاً له في هذا المجال، فقام بتعليمهم جميعاً العزف، فعائلة "الصالح" فنية بامتياز؛ خرج منها ما يقارب 50 مطرباً وعازفاً، إضافة إلى امتلاك بعضهم مراكز لتعليم الموسيقا».

بقي أن نذكر، أن "محمد الصالح" من مواليد محافظة "حمص" عام 1958، متزوج ولديه ثلاثة أولاد.