هو ذلك الطفل اليتيم الذي شاكسته الحياة كثيراً وقست عليه، لكن ما تعرض له لم يزد عقله إلا حكمة وحنكة، ووجد في المسرح منفذاً مناسباً ومنبراً فصيحاً للتعبير عما يختلجه من أحاسيس مرهفة لمعالجة قضايا المجتمع والوطن.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 تشرين الثاني 2018، التقت المخرج "عصام كحلة" ليتحدث عن بداياته، فقال: «البدايات كانت في المرحلة الابتدائية في منظمة "طلائع البعث"، واستمرت طوال المرحلة من خلال مشاركتي في المسرح واللوحات المسرحية كممثل، توقفت عن المشاركة كممثل في المرحلة الإعدادية؛ حيث بدأت في الأعمال الفنية، وشاركت في العديد من المعارض من خلال الرسم والأشغال اليدوية، وقمت بتصميم الديكورات والأعمال المسرحية، منها: "غيمة مطر، الملك الشجاع، المتمردة"، ومن هنا عدت إلى خشبة المسرح».

حزت كتاب شكر من منظمة "بصمة شباب سورية"، وفريق "خطوة"، وشهادة من وزارة المصالحة الوطنية لمساهمتي في تنظيم المشاركة في معرض "الحمام الأثري"، وبطاقة شكر من وزارة الثقافة ثلاث مرات متتالية، وكتاب درع تذكاري من جمعية "العاديات" ثلاث مرات، وعدة شهادات من مؤسسة "الآغا خان"، واتحاد "شبيبة الثورة"، ومنظمة "الهلال الأحمر"

ويتابع عن بداياته في الإخراج المسرحي: «في عام 2004 حضرت عدة دورات عن طريق اتحاد "شبيبة الثورة" في "حماة"، وقمت بعدة معسكرات في المسرح من خلال رابطة الشبيبة، وكانت لي مشاركات عديدة في دورات تابعة لمعاهد خاصة للعمل المسرحي، مثل "تياترو". بدأت العمل المسرحي في مسرح الطفل، حيث تفرغت لإنشاء جيل مسرحي في المدرسة التطبيقية من خلال المنشط المسرحي، وخرجت دفعات متميزة على مستوى القطر في مجال المسرح، وكانت لدي مشاركات عديدة في مسرح الطفل من خلال المنابر الإبداعية، كما عملت في مجال السيكودراما لعلاج الحالات والاضطرابات النفسية من خلال المسرح، واستقطبت العديد من الشباب اليافعين لتدريبهم لإعداد ممثل، وأسست فرقة بلغ عددها 15 ممثلاً من الشباب اليافعين، و10 من الكبار، وأول عمل قمت بإخراجه للكبار عام 2009 في يوم اليتيم العربي كان بعنوان: "ما إلك أب إلك رب" من تأليف الكاتبة "هناء سيف الدين الياس"، وتم تقدمة ريع هذا العمل لمصلحة الأطفال الأيتام، حيث كرست معظم أعمالي لخدمة الأيتام من خلال الريع المادي».

المخرج عصام يقوم بدور الرجل الحكواتي

أما عن مشاركاته في المسرح، فأضاف: «شاركت في مهرجان "محمد الماغوط" مع فرقة "كور الزهور" المسرحية، حيث كنت عضواً في اللجنة الفنية للمهرجانات، وكرمت من قبل هذه الفرقة عدة مرات، كما حصلت على عدة شهادات تكريم من قبل مديرية الثقافة والجمعيات الأهلية لأنني قدمت أعمالاً متنوعة في مسرح الطفل والكبار، منها: مسرحية "الطوفان"، "التراث في مهب الريح" للكبار، و"حديقة الألوان"، "منطق الطير"، "صوت الضمير" وغيرها للصغار، ومعظم هذه الأعمال عرضت في المركز الثقافي والحدائق العامة والروضات والمدارس والجمعيات الأهلية والمراكز التعليمية».

أسس فرقة مسرحية أخرى مع مجموعة من الفنانين، وانطلق نحو عوالم خصبة، حيث قال: «في عام 2015 أسميت الفرقة المسرحية "أوركاجينا" منطلقاً برسالة مسرحية إلى الطريق الذي يسلكه "أوركاجينا"؛ وهو أول ثائر ومصلح اجتماعي دافع عن حقوق الإنسان، وأول من أطلق كلمة الحرية بكلمة "أمارجي" عبر التاريخ، وتسلم الحكم في مدينة "الحبش" السومرية في "العراق"، حيث أنصف المرأة والفقراء وأبعد رجال الحكم وتسلطهم على الحكم، من هنا أدركت أن المسرح حياتي؛ لأن المسرح فن الحياة، ولا حياة من دونه، حيث أستحضر القول الذي نسب إلى "نابليون بونابرت": (أعطني مسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً). والآن نحضّر لعمل مسرحي جديد بعنوان: "الطبيب والمهندس" من إعدادي وإخراجي».

الفرقة المسرحية

أما عن الجوائز التي حصل عليها، فيضيف: «حزت كتاب شكر من منظمة "بصمة شباب سورية"، وفريق "خطوة"، وشهادة من وزارة المصالحة الوطنية لمساهمتي في تنظيم المشاركة في معرض "الحمام الأثري"، وبطاقة شكر من وزارة الثقافة ثلاث مرات متتالية، وكتاب درع تذكاري من جمعية "العاديات" ثلاث مرات، وعدة شهادات من مؤسسة "الآغا خان"، واتحاد "شبيبة الثورة"، ومنظمة "الهلال الأحمر"».

"أديب ديوب" أحد المنتسبين إلى الفرقة المسرحية، يحدثنا عن رؤيته للمسرحي "كحلة"، ويقول: «انتسبت إلى فرقة "أوركاجينا" عام 2015، وشاركت بعمل مسرحي بعنوان: "الطوفان" من إعداد وإخراج "عصام كحلة"، اكتسبت من خلالها تقنيات مسرحية وأدوات ساعدت في تطوير أدائي المسرحي.

من التدريبات

"عصام كحلة" كان يضع موهبتي على الطريق الصحيح، وأخرج ما بداخلي لكي أقدمه للناس، ووضع الفرقة في المكان المناسب، وهو يساهم في بناء فكر مسرحي جميل صادق، ويجعلنا ندرك ما هو المسرح الحقيقي».

أما "علي عدرة" عضو في الفرقة المسرحية، فيقول: «أسّست الفرقة بعد عرض مسرحية "الطوفان" من إعداد وإخراج "عصام كحلة" التي لاقت صدى رائعاً وإقبالاً جماهيرياً مميزاً، وكان لي مشاركة فيها بدور أعطاني المزيد من التعلق والمشاركة في فعاليات الفرقة. تتكون هذه الفرقة من عشرين شخصاً بين ممثلين وفنيين، نتابع نشاطاتنا ووجودنا في مختلف الفعاليات، ونحضّر لأكثر من عمل مسرحي، وأظنّ أن "كحلة" أوجد مكاناً مميزاً للمسرح في المحافظة».

يذكر، أن "عصام كحلة" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1986، خريج جامعة "البعث"، كلية التربية، قسم الإرشاد النفسي.