رصدت الطالبة "فاطمة عمراني" واقع الشباب السوري المتمسك ببلده في ظل سنوات الأزمة التي يمر بها بلدنا "سورية"؛ من خلال الفيلم التسجيلي الذي حمل عنوان: "جذور"، حيث قدمته كمشروع تخرّج في كلية الإعلام بجامعة "دمشق"، محققة درجة الشرف 95%.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 تشرين الأول 2016، الطالبة "فاطمة عمراني" في كلية الإعلام، قسم إذاعة وتلفزيون، لتحدثنا عن مشروع تخرجها بالقول: «مشروع تخرجي هو نتاج عمل السنوات الدراسية الأربع، حيث استخدمت فيه التقنيات التي تعلمتها خلال سنوات دراستي كالتصوير والمونتاج والإخراج، إضافة إلى الدراسات النظرية التي دعمت مشروعي، وحاولت تطبيقها بإعداد فيلم تسجيلي حمل عنوان: "جذور"، الذي استوحيت فكرته من مجتمعنا الحي، ليصور واقع الشباب الباقين الذين تعرضوا للعديد من الضغوطات نتيجة سنوات الأزمة التي يمرّ بها بلدنا، فيقدم لنا موضوعاته بدقة وواقعية، ويكون موجهاً إلى نوعية معينة من الأفراد ويحمل لها رسالة خاصة، وهو من الأفلام السينمائية غير الروائية الذي يعتمد التحليل الدقيق بتفسير الحقائق المادية للواقع.

عندما عرضت "فاطمة" فكرة الفيلم عليّ نالت إعجابي لكونها فكرة جديدة ومهمة، وقد تم طرحها من خلال الفيلم بطريقة فنية مبتكرة، فبدأنا التحضير له، وقد زودتني بالسيناريو والصور ومقاطع الفيديو التي قامت بتصويرها، وعند الإعداد، كانت اللقطات منوعة وواقعية مأخوذة من الواقع مع موسيقا واقعية تتناسب مع مضمون الفيلم، أضف إلى ذلك، فقد استطاعت "فاطمة" خلال مدة قصيرة من الزمن إيصال فكرة الفيلم بطريقة سلسة ومنطقية؛ وهذا ساهم في وصول الفكرة الصحيحة إلى شريحة واسعة من الشباب الجامعي

وتكمن أهمية الفيلم في ضرورة لفت انتباه الشباب عموماً والشباب الجامعي بوجه خاص إلى سلبيات ومخاطر الهجرة واللجوء، إضافة إلى أهمية دورهم الكبير في إعادة إعمار "سورية"؛ باعتبارهم العنصر المهم والرئيس لبنائها وازدهارها، من خلال عرض تجارب وآراء مختلفة للشباب الباقين في البلد الذين عبروا بكل صدق وشفافية عن أسباب بقائهم وتمسكهم بالوطن، إضافة إلى بحث تعريفي سلط الضوء على سلبيات الهجرة ومخاطرها على الشباب بوجه خاص وعلى المجتمع السوري بوجه عام، أضف إلى المواد المحفوظة والموسيقا التصويرية التي تعبر عن الجوانب الإنسانية، وقد استغرق مني المشروع عدة أشهر من العمل المتواصل».

بوستر المشروع

وتضيف: «تميز مشروعي بطرحه فكرة جديدة لامست الواقع السوري بكل تفاصيله، وقد رغبت من خلال فكرة الفيلم طرح قضية مهمة تمسّ المجتمع بكل أبعاده الإنسانية والاجتماعية والفكرية، حيث أجريت عدداً من المقابلات مع عينات مختلفة من الشباب الجامعي، وطرحت عليهم العديد من الأسئلة التي وضحت أسباب رفضهم الهجرة واللجوء وتمسكهم بالوطن، أضف إلى أن المصور و"المونتير" "ماهر الجلحوم"، كان المسؤول عن إنتاج الفيلم، حيث قام باختيار اللقطات والفيديوهات وترتيبها بطريقة مناسبة مكنتني من توظيف اللقطات والموسيقا التي تخدم فكرة الفيلم، مع الانتقال الانسيابي بين المشاهد الذي ساهم بإنجاح الفيلم، وكانت أهداف الفيلم توعية الجيل الحالي بسلبيات الهجرة في محاولة من الدول الغربية لاستغلال طاقاتهم الإبداعية، وإيصال رسالة مفادها أن كل إنسان طموح لديه القدرة أن يحقق كل ما يصبو إليه ضمن البلد؛ فالإنسان هو الذي يخلق الفرص وليس المكان».

ومن خلال التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع المصور و"المونيتير" "ماهر الحلجوم"، عبّر عن إعجابه بالفكرة وتحمسه لها منذ البداية، وقال: «عندما عرضت "فاطمة" فكرة الفيلم عليّ نالت إعجابي لكونها فكرة جديدة ومهمة، وقد تم طرحها من خلال الفيلم بطريقة فنية مبتكرة، فبدأنا التحضير له، وقد زودتني بالسيناريو والصور ومقاطع الفيديو التي قامت بتصويرها، وعند الإعداد، كانت اللقطات منوعة وواقعية مأخوذة من الواقع مع موسيقا واقعية تتناسب مع مضمون الفيلم، أضف إلى ذلك، فقد استطاعت "فاطمة" خلال مدة قصيرة من الزمن إيصال فكرة الفيلم بطريقة سلسة ومنطقية؛ وهذا ساهم في وصول الفكرة الصحيحة إلى شريحة واسعة من الشباب الجامعي».

رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون ريم عبود

وفي لقاء مع الدكتورة "ريم عبود" رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة "دمشق"، اختصاصية إعداد برامج تلفزيونية، والمشرفة على المشروع، تقول: «يعدّ المشروع من المشاريع المميزة من حيث أهمية فكرته سواء في الظروف الراهنة أو حتى أهميتها وانعكاساتها في المستقبل، وخصوصاً أن للإعلام مسؤولية تكمن في مدى قدرته على مواجهة المشكلات والمساعدة على التغلب عليها في المجالات المختلفة، وله دور في التأثير بالجمهور بكافة فئاته، أضف إلى أن "فاطمة" من الطالبات المجدات اللواتي اتصفن بالجدية والمثابرة، والإصرار على معرفة كل ما هو جديد؛ فقد وظفت ما تعلمته خلال سنوات دراستها بطريقة علمية مبتكرة من خلال إعداد فيلم يحمل عنوان: "جذور"؛ مكنتها من الحصول على درجة 95%، وهي درجة ممتازة ضمن مشاريع التخرج في الكلية، وخصوصاً أنه سلّط الضوء على ظاهرة تعرض لها المجتمع السوري».

الجدير بالذكر، أن الطالبة "فاطمة عمراني" من مواليد "دمشق"، عام 1995.