يرسم الفنان "مصطفى أحمد إدريس" لوحته بأسلوب خاص؛ مستعرضاً فيها مهارته التقنية واعتماده على الحبر ليميز اللونين الأسود والأبيض، وتالياً يعطي تفاصيل ما يكمنه هذان اللونان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 شباط 2016، الفنان "مصطفى أحمد إدريس"؛ الذي حدثنا عن فنه وموهبته بالقول: «نشأت في بيئة تهوى الفن، فأخي عازف على آلة "التشيللو"، وأختي عازفة كمان، وأنا -على الرغم من أنني أعزف على الغيتار- كنت أطمح أن أتابع بالموسيقا، إلا أن الرسم أخذني إلى عالمه الخاص وجعلني أتعمق فيه، وبصراحة موهبة الرسم كانت واضحة لدي منذ الطفولة، وهنا جاء الدور الأكبر لأهلي، حيث لاحظوا اهتمامي ولا سيما أنني كنت أرسم على أي شيء أمامي، حينها سجلوني في دورة تدريبية بمرسم للفنانة "رانيا كعكرلي" استطعت من خلاله الاطلاع على مجالات جديدة بالنسبة لي وتطوير مهاراتي في رسم (البورتريه)».

شاهدت أعماله بورشة عمل، يحب رسم "البورتريه"، ويحاول من خلال لوحاته الدخول إلى عالم الشخصية التي يرسمها، فشخوصه تتسم بالتعبير القوي، خطوطه قوية ومعبرة

وعن الأسلوب الذي يتخذه في لوحاته يقول: «اخترت تقنية الحبر في الرسم لأنها تعد من أجرأ التقنيات برأيي، ومن خلالها أستطيع إظهار التباين الكبير بين اللونين الأسود والأبيض، فهو يضيف إحساساً عميقاً إلى العمل الفني أكثر من الألوان الأخرى، ومن خلال تقنية الحبر التي استخدمتها في رسوماتي حاولت أن أعطي إحساساً بالأمل وأغير الفكرة السلبية المرتبطة باللون الأسود الذي اعتمدته، وبرأيي اللون أحد أدوات الفن كالفرشاة التي ترسم الخطوط والأشكال، لأن اللون يرسم الإحساس ويعبر عن مدلولات نفسية يشعر بها الفنان أو يريد أن يشعر المتلقي بها».

إحدى رسوماته على الجدار

ويرى "إدريس" أن للمعارض الجماعية أهميتها، قائلاً: «المشاركة في معارض أو ورشات عمل تتيح للفنان التعرف إلى أساليب جديدة، وتوسع آفاقه الفنية وتعرف الناس به وبأعماله، وتساهم أيضاً بفتح حوار مشترك بين الفنانين من جهة وبين الجمهور المتلقي من جهة أخرى».

وعن الرسالة التي يريد إيصالها من خلال رسوماته يقول: «ما من رسالة محددة، يمكن القول إن الفن بوجه عام هو انطباع الفنان عن بيئته المحيطة وإيمانه بموهبته وقدرته على العطاء، ويمكن أن يتحول الفن إلى إبداع عندما يكون صادقاً من القلب من دون تفكير مادي أو إرضاء لغيره، وهو تعبير عن مكنوناتنا وإحساسنا بالأشياء أياً كانت».

في معرض أسلوب رمادي

وعن الحالة التي يعيشها الفنان ليستطيع إنجاز عمله، يقول: «يتعلق الفن بشخصية الفنان؛ فهو يعيش حالة الفن كلها بكل أحاسيسه، فأنا في أي لحظة أشعر بأنني أستطيع أن أقوم برسم أي شيء أراه أمامي وهي حالة طبيعية، وما أذكره أن أول "بورتريه" أنجزته عندما كنت في المرحلة الثانوية، وكان لوجه فتاة أعجبت بها في تلك المرحلة، وعندما رأته مدرّسة الرسم شجعتني على تطوير موهبتي وضرورة صقلها بالدراسة الأكاديمية، ودخلت كلية الفنون الجميلة لأن الموهبة والدراسة مرتبطتان إحداهما بالأخرى، والدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة وتضعها في مسارها الصحيح من خلال التعرف إلى الأسس التي تقوم عليها المدارس الفنية المختلفة».

عنه قال الفنان التشكيلي "عدنان حميدة": «هو شاب موهوب طلبت من أصدقائه أن أتعرف إليه بعدما شاهدت صوراً لبعض لوحاته وأعماله، وأحببت أن ينضم إلى رواد مرسمي الموهوبين، لديه لمسة ريشة جريئة وخط بالقلم مملوء بالعاطفة والانفعال الجميل، فهو يعرف كيف يتعامل مع مواده بطريقة صحيحة وله شخصيته المتميزة».

إحدى رسوماته بالحبر

"محمد العلبي" فنان تشكيلي، قال: «شاهدت أعماله بورشة عمل، يحب رسم "البورتريه"، ويحاول من خلال لوحاته الدخول إلى عالم الشخصية التي يرسمها، فشخوصه تتسم بالتعبير القوي، خطوطه قوية ومعبرة».

يشار إلى أن الفنان "مصطفى إدريس" من مواليد "جبلة" 1994، وقد شارك بعدة معارض، منها: معرض بعنوان: "أنو هيك"، ومعرض آخر بجامعة "دمشق" بعنوان: "الانتساب إلى الوطن"، ومعرض لتكريم الفنانين بعنوان: "وجوه وحكايا"، إضافة إلى معرض أقيم بقاعة "رضا سعيد - جامعة دمشق"، ومعرض في المركز الثقافي "العربي - أبو رمانة" بعنوان: "أسلوب رمادي"، كما شارك بورشة عمل بـ"دار الأوبرا" عام 2015.