دخلت مدونة وطن "eSyria" مجال صناعة المحتوى الرقمي الإعلامي منذ نشأتها قبل نحو 8 سنوات؛ كي تدعم هذا المحتوى على شبكة الإنترنت وفي وسائل الاتصال المختلفة.

مثل هذا التوجه يتطلب متابعة دائمة وتقويماً دورياً لاستكشاف مستويات التقدم، من خلال الإضاءة على نقاط القوة ونقاط الضعف، وبعدها الفرص والتحديات، وهو ما يدفع إلى عقد ورشات عمل تقويمية بين فترة وأخرى.

ورشة العمل التي أقيمت في 30 كانون الثاني 2016، جاءت في هذا الإطار واكتسبت أهميتها من وجود أصحاب المصلحة فيها، بدءاً بإدارة التحرير التي قدمت إضاءات عن آفاق العمل في المدونة، ومن ثم بالمراسلين الذين قدموا تجاربهم الخاصة ومبادراتهم الإبداعية في الوصول إلى المعلومات، ومروراً بالخبرات الإعلامية وخبرات التواصل والخبرات الأكاديمية، وانتهاء بأصحاب المشاريع الاستثمارية في مجال المحتوى الرقمي.

د. راكان رزوق يترأس الجلسة الختامية

اللقاء التفاعلي

أعضاء مجلس إدارة الجمعية يستمعون إلى المقترحات

خلال خمس جلسات متتالية كان التفاعل بين المشاركين في المستوى الأعلى، حيث استطاع المراسلون تقديم نماذج نوعية مميزة تكاملت مع أفكار الخبرات الإعلامية والمعلوماتية المشاركة، ومداخلات رؤساء الجلسات الذين أثروا الورشة بما طرحوه من ملاحظات وآراء.

كل من في الورشة كان حريصاً على اكتشاف الملامح المستقبلية، والمساهمة في وضع اللبنات التأسيسية لانطلاقة جديدة، تأخذ بعين الاعتبار متطلبات الحاضر والمستقبل.

مناقشة التوصيات في الجلسة الختامية

خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات والتوجهات التي تعتمد تكريس نموذج الاكتفاء الذاتي من خلال مشاريع رقمية تستند إلى آلية إعادة إنتاج المواد المنشورة، وكان من أهم التوصيات:

1- تعزيز صناعة المحتوى الرقمي:

خرجت الورشة في هذا المجال بمجموعة من التوصيات التي تؤكد على التنسيق بين الجهات المعنية بالمحتوى الرقمي السوري وإيجاد آليات للتعاون مع هذه الجهات، وإيجاد صيغة علاقة مع الجهات التي تتولى القيام بفعاليات اجتماعية مولدة للمحتوى، وخلق شراكات للمدونة في مجالات التراث اللا مادي والزراعة والثقافة والإعلام، وبناء علاقة بين الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المهتمة بالمحتوى الرقمي، ومدونة وطن، واعتماد آليات عمل لتدقيق المحتوى الرقمي عبر استعمال الأدوات الجديدة مثل التدوين التفاعلي، والتركيز على المحتوى الذي يعتمد المعلومات التدوينية، والتخفيف من حجم مواد الثقافة الشعبية، واعتماد آليات جديدة لجمع المحتوى (المعلومات، والصور التدوينية، والأفلام)، وتطويرها مثل (جولات الفرق الاستكشافية)، وتأمين مستلزمات فرق الاستكشاف وصرف تعويضات للخبراء والمنسقين، وتعزيز المحتوى الذي يخدم الحياة اليومية، والتركيز على الموضوعات التي أخذت أهمية خاصة نتيجة الأزمة (مثل: الاغتراب ـ دور المغتربين ـ العمل التطوعي ـ الإغاثة ـ الشباب ـ الحالات الإنسانية السوري ـ المبادرات المحلية لإعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب)، وتكثيف الاعتماد على الوسائط المتعددة في التدوين وخاصة أفلام الفيديو والصور والتسجيلات الصوتية، وإحداث مركز التدريب والدراسات لصناعة المحتوى الرقمي الإعلامي في المدونة، وإنشاء فرق عمل لإنتاج البرامج والأفلام التدريبية الخاصة بالمحتوى الرقمي الإعلامي، وإحداث service provider يتولى استثمار المحتوى الرقمي في المدونة عن طريق الخلوي داخل "سورية" وفي بلاد الاغتراب، والانتقال بالمدونة إلى منصة للمحتوى الرقمي العربي تتيح المشاركة لكل المهتمين وفق نظام "الويكي" التشاركي.

2- اعتماد طرائق جديدة للوصول إلى المحتوى الرقمي:

أكدت الورشة على تطوير طرائق الوصول إلى المحتوى والتجول ضمنه، واستثمار الروابط في الموضوعات، والعمل على بناء روابط علائقية بين المواد، وتطوير موضوع التصفح الموجّه (Profiling)، وإدارة نسخ المواد المنشورة على وسائط مختلفة، وتطوير نظام النشر الإلكتروني بما يتوافق مع المعايير العالمية الجديدة، مثل: Web 3.0 للوصول إلى تصفح أفضل وإدارة سهلة لعمليات التحرير، وتطوير طرائق تصنيف المواد وربطها أفقياً وعمودياً، وربط الموقع مع منصات التواصل الاجتماعي.

3- تدعيم هيكلية المشروع:

دعت الورشة إلى تحديث الهيكلية الإدارية والفنية والصحفية في المدونة بما ينسجم مع المعطيات الجديدة، وتطوير الاتفاقيات مع الجهات التي يمكنها الاستفادة من المحتوى الرقمي، واستعمال الأدوات الحديثة في تأمين الدعم المالي للمشروع، (مثل: الإعلانات الموجهة ـ وإعادة إنتاج المواد لوسائط إعلامية كالخلوي...)، وتطوير مستوى دورات التدريب المستمر التي تقيمها المدونة بما يخدم العاملين فيها، وإقامة ورشات عمل للتعريف بمحتوى المدونة، والمشاركة في إقامة معارض ومهرجانات تستقي مواضيعها من المواد التي تطرحها المدونة (معرض اللجاة ـ معرض الزراعات الاستوائية ـ مهرجان الطقوس والعادات)، وإنشاء مركز خاص للتسويق والترويج يُعنى بالاستفادة المادية من محتوى المدونة بما يؤمن عائداً مادياً، وتأمين استضافة خارجية للمدونة كرديف للموقع الأساسي في مزود الخدمة، وتأمين نسخة احتياطية متجددة لقواعد المعطيات؛ حيث توضع في مكان جغرافي مختلف، وتفعيل المواقع الرديفة (المفكرة الثقافية، مدونة الموسيقا، موقع الكتاب، موقع أفكار وأعمال)، واعتماد مراسل في كل محافظة لقاء تعويض ثابت، وزيادة عدد المواد التي تنشرها المدونة بما ينسجم مع المتطلبات الجديدة، وتأمين مصور محترف لكل محافظة.

4- إجراءات سريعة:

من أهم متطلبات العمل التي أكد عليها المراسلون ومجموعة التحرير كان السعي إلى إنشاء قسم تقني يتولى مهام الإدارة التقنية للمدونة، وإنشاء مخدم خاص بالصور، وتأمين خط 3G لكل مراسل بسعة كافية لتلبية متطلبات العمل، وإيجاد صيغة (عن طريق الجمعية) لتأمين شراء "لابتوب" وكاميرا لكل مراسل بالتقسيط، وصرف تعويضات مواصلات للمراسلين خلال نقلهم الأخبار ونشرها بتكليفات في المناطق البعيدة، ودفع تعويضات انتقال للمراسلين في المهمات البعيدة جغرافياً، ودفع تعويض اتصالات هاتفية للمراسلين، وصرف مكافآت كتعويض لنهاية الخدمة، ودفع تعويضات الحوادث التي تصادف المراسل أثناء أداء عمله.

نتائج مميزة خرجت بها ورشة العمل، ولعل في هذه النتائج ما يرسم ملامح مرحلة متقدمة في حياة مدونة وطن، سواء من حيث البنية التنظيمية أم من حيث مستوى الإنتاج في مجال صناعة المحتوى الرقمي، وهو ما بدأت المدونة السعي إليه فور الانتهاء من أعمال الورشة، عبر لقاءات مع الشركاء الجدد.