بأسلوبه الفكاهي ومفرداته الخاصة؛ استطاع "محمود الحمش" في أقل من سنة، حجز مكانة مميزة بين أوائل "الستاند أب كوميدي" على وسائل التواصل الاجتماعي.

أطلق أول فيديوهاته على موقع "فيسبوك"، وبعد أن حصد شعبية غير متوقعة أنشأ قناته الخاصة على اليوتيوب ليسوّق عبرها أعماله، وعن بداياته ودافعه الأول للانطلاق في هذا المضمار؛ تحدث الكوميديان "محمود الحمش" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الثاني 2016، قائلاً: «السبب الرئيس الذي دفعني إلى تصوير فيديوهاتي ونشرها هو حاجة الشعب السوري في هذه الظروف إلى من يرسم البسمة على وجهه، أو إلى من يتطرق إلى طرح مشكلاته اليومية لكن بأسلوب فكاهي، بعيداً عن الهموم التي يعيشها يومياً، وبعيداً عن أي جانب سياسي أو ديني، وبلغة بسيطة محببة لكل الناس. وبرأيي كانت هذه الأسباب الرئيسة لنجاح حلقاتي المصورة وتحقيقها نسبة مشاهدة عالية.

الناس أذواق، كما توجد شريحة تحبني وتُضحكها أعمالي، يوجد العكس؛ وهذا أمر طبيعي فلا يوجد شخص اجتمع العالم كله على الإعجاب بعمله أو كراهيته بالمطلق

وأغلب أفكار فيديوهاتي مستقاة من مواقف حدثت معي شخصياً، فقمت بكتابة سيناريو خاص لها، واستطعت تصويرها باستوديو صغير صنعته في غرفتي؛ هو عبارة عن كاميرا وستاند، واتخذت من خزانتي خلفية، وأحياناً وخلال التصوير أرتجل بعض الأفكار العفوية مستخدماً فيها مصطلحاتي الخاصة. أما شهرتي فكانت بمحض المصادفة؛ فلم تكن هدفاً لي في البداية، وكل ما حققته كان بمساعدة أهلي وأصدقائي».

محمود الحمش

وعن تطوير عمله والانتقال إلى مراحل أخرى، يضيف: «بعد أن تجاوزت أرقام مشاهدات بعض حلقاتي نصف مليون مشاهدة؛ أسعى حالياً إلى تطوير الفكرة ونقلها إلى التلفاز، إضافة إلى أنني وقعت عقداً مع شركة "King Production" لصاحبها الدكتور "مهند ملك"، وهي شركة راعية للمواهب، واستطاعت أن تثبت لي حقي مع موقع youtube لأتقاضى نسبة مالية معينة على عدد المشاهدات، وهي المسؤولة عن إدارة وتنظيم أعمالي، كما قمت مؤخراً بتصوير فيديو كوميدي تضمن بطريقة ما إعلاناً لإحدى الشركات السورية الخاصة، وهو ما فتح لي باب الإعلانات، ويجري العمل حالياً على أكثر من إعلان، لكن هذه المرة للتلفاز وليس لـ"السوشيال ميديا" فقط».

وعن الصعوبات التي تواجهه في عمله يقول: «بعد انتشاري على نطاق واسع، بدأ المتابعون طلب حلقات أكثر، والصعوبة تكمن بانقطاع الكهرباء الدائم، وانقطاع الإنترنت أحياناً أثناء رفعي للحلقات، وهذا أكثر ما يزعجني».

فراس عناية

ويضيف "الحمش" عن سبب التفاوت الكبير في آراء الناس بأعماله: «الناس أذواق، كما توجد شريحة تحبني وتُضحكها أعمالي، يوجد العكس؛ وهذا أمر طبيعي فلا يوجد شخص اجتمع العالم كله على الإعجاب بعمله أو كراهيته بالمطلق».

يحدثنا "فراس عناية" خبير التسويق، وخصوصاً التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عن موهبة "الحمش" ورأيه الشخصي والمهني في أعماله ونجاحه بالقول: «لا شك أنه يملك موهبة كوميدية قادرة على إضحاكك من اللحظات الأولى، يعتمد فيها مخاطبة جمهوره بلغة الشارع، وأعتقد أنه سبب مباشر في شهرته، كما يعود الفضل الأول لنجاحه السريع افتقارنا لمثل هذه الكوميديا في الوقت الحالي، ووجود "السوشيال ميديا" القادرة على تحقيق انتشار سريع وبمدة قياسية، ولا شك أنه نجح باستخدام "السوشل ميديا" بذكاء لتسويق نفسه وموهبته، أما التحدي الأكبر للمحافظة على هذا النجاح ونسبة المشاهدة العالية؛ فهو أن يخرج وباستمرار بمادة جديدة قادرة على إضحاك الجمهور».

يذكر أن "محمود الحمش" من مواليد "دمشق" 1997، طالب سنة أولى إدارة أعمال بالمعهد العالي لإدارة الأعمال HIBA.