لم يعفِ نفسه من المسؤولية تجاه التراجع الذي تشهده اللغة العربية بين أوساط الشباب، لذا راح "عبود سعدو" يحصر مواطن الخلل أمام الحضور، ويسرد لهم بعض ما قام به، ويدعوهم ليقوموا بواجباتهم تجاه لغتهم الأم.

مدونة وطن "eSyria" كانت حاضرةً في اليوم ما قبل الأخير من أسبوع الاحتفالية باللغة العربية؛ الذي أقيم في المركز الثقافي بتاريخ 26 شباط 2015، والتقت "سعدو" ليتحدث عن دور المدرس تجاه اللغة، فقال: «نحن ملزمون كمدرسين أن نبتكر حلولاً جديدة وناجعة للارتقاء بالواقع اللغوي عند الأجيال المثقفة، فلا يكفي أن نحثّ الطالب أو المهتم على المطالعة لينهل من علوم اللغة ويثري معارفه منها، بل علينا أن نقوم بعدة خطوات يكون لها الأثر المرجو، إذ إن الأساليب المتبعة في التدريس باتت لا تجدي نفعاً، ويتضح ذلك من خلال اتساع الفجوة بين اللغة والناس عاماً بعد عام، لذا يجب على الجميع وفي مقدمتهم مدرسي اللغة العربية أن ينهضوا بمهامهم، ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه تاريخهم، لأن الإنسان العادي قد يجهل عظمة هذه اللغة وقوتها، بينما تنكشف هذه الصفات أمام العارفين بها والمتقنين لقواعدها وفنونها».

أن هذا الأسبوع الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العالمي أثبت نجاحاً كبيراً على صعيد إقامة الندوات والمحاضرات، لكن ما يحز في النفس أن الجمهور هو ذاته في جميع الأنشطة، علماً أننا سعينا لأن يكون الجمهور متنوعاً، يطغى عليه الحضور الشبابي، لكن يمكن أن نعد هذه الأنشطة تجربة ناجحة سنبني عليها في اللقاءات الجديدة، وسنستفيد مما عايشناه خلال هذا الأسبوع، لنجدد اللقاءات في المرات القادمة ولكن بوتيرة مختلفة

يتابع: «لكي يصل الدارس أو المهتم إلى حقيقة اللغة العربية، يجب أن يخضع لقوانينها وشروطها، وهذا لا يبدر إلا عن المحب لها أو الذي يخشى عليها من الضياع، وقد تبين أن اتباع أسلوب الشرط في تعليم اللغة آتى أُكله، فالترغيب والترهيب لتعلم اللغة قد يحث الكثيرين على الغوص فيها ليكسبوا العطايا والمزايا، في حين سيلحق بهم المتخلفون في حال تعرضوا للتلويح بالعقاب، والمقصود هنا عواقب إهمال اللغة العربية، مشيراً إلى أن العرب يمتلكون رصيداً لغوياً قل نظيره في العالم، وقد قام السابقون بما لم نستطع نحن القيام به، إذ ضمت الأمة كبار علماء اللغة، حتى قيل إن أول من بدأ علماً وأنهاه هو "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، الذي وضع علم العروض، ولأن اللغة متطورة وغير جامدة فقد جاء من بعده من أضاف إليها، ومما أضيف إلى كمال اللغة "الموشحات الأندلسية" و"شعر التفعيلة"، وهذا الأخير تجاوز البحور الستة عشر في النظم، وهذا يعني أن الأمة العربية ولاّدة للعقول المبدعة».

ممدوح عماش وغسان عجيل

ويختم: «نحن نعيش اليوم فوضى لغوية كبيرة ناتجة عن إهمالنا وتقصيرنا، حتى إن كل من يتابع اللغة العربية اليوم يجد فيها أغلاطاً كثيرة، بعضها غير مقبولٍ البتة، وبعضها الآخر فصيح لكن يوجد ما هو أفصح منه، ومنه نرى أغلاطاً لا يمكن التأخر في معالجتها، لأنها تشوه اللغة وتسيء استخدامها، ويجب على الباحثين أن يجدوا سبلاً لتصويبها بأسرع وقتٍ ممكن، ومنها ما يتطلب وقتاً طويلاً لتصويبه في أذهان الناس، وهذا يتطلب سعياً مدروساً وتدريجياً للتخلص منها، وإحلال الكلمات الصحيحة مكانها؛ لذا على الجميع أن يتكاتفوا لينهضوا باللغة العربية التي تستحق منا كل الاهتمام».

بدوره أوضح الموجه التربوي "ممدوح عماش": «أن هذه المحاضرات والندوات النوعية التي تعطى تساهم في إثراء ثقافة المهتمين، لكن نوعيتها قد تحجب الفائدة عمن هم في بداية الطريق، والأجيال الشابة هم أكثر من يحتاج إلى بداية صحيحة، لذا على الجميع أن يعمموا ثقافة الندوات والمحاضرات، لكي تتعدى حدود المراكز الثقافية وتصل إلى أغلب الناس، فهذه النشاطات على كثرة فائدتها إلا أن نتائجها قد تكون محصورة وضيقة، لذا يجب العمل على صياغة برامج توعوية تبدأ مع المتلقي من المراحل الأولى، ثم تقوده إلى مثل هذه المحاضرات النوعية».

جانب من الحضور

وبيّن معاون مدير الثقافة "عبد الرحمن السيد": «أن هذا الأسبوع الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العالمي أثبت نجاحاً كبيراً على صعيد إقامة الندوات والمحاضرات، لكن ما يحز في النفس أن الجمهور هو ذاته في جميع الأنشطة، علماً أننا سعينا لأن يكون الجمهور متنوعاً، يطغى عليه الحضور الشبابي، لكن يمكن أن نعد هذه الأنشطة تجربة ناجحة سنبني عليها في اللقاءات الجديدة، وسنستفيد مما عايشناه خلال هذا الأسبوع، لنجدد اللقاءات في المرات القادمة ولكن بوتيرة مختلفة».

مراسل المدونة أثناء النشاط