في عزفها المنفرد في فضاء الفن حاولت الفنانة "أماني نصر" تقديم أعمالها من خلال مشاركات جماعية وفردية في مشروعها الذي اعتمدت فيه على دراسة الواقع كما تراه من خلال التجريد.

الفنان التشكيلي "أكرم رافع نصر" الذي تابع موهبتها وقيمها، قال عنها: «هي من الأشخاص الموهوبين، وقد تعرفت عليها عن قرب ولمست تطلعات وطموح رسمت طريقه منذ الطفولة عندما ساهمت في معارض أطفال وتميزت، ووجهتها لزيارة مراسم لكبار الفنانين واستفادت من تجاربهم لتكون شخصية فنية خاصة، وعالجت في تجربتها في النحت المواضيع الإنسانية بروح الفنان المجتهد المصمم على النجاح. ولديها نلمس فهماً للفن كحالة إبداعية وصياغة رؤية توظيفية جمالية، فهي تمتلك ذاكرة بصرية دعمتها في مشروعها الفني المعتمد على إعادة صياغة الواقع الإنساني كما تراه وتتخيله، ولأن الفن غايته الجمالية ترتقي بالتفاعل البصري وتخلق حواراً يحدث عن رسالة فنية تتطور وفق جهدها الكبير وعملها المتواصل، لتكون متابعة للمراجع الفنية وباحثة أخذت ترسم ملامح شخصية خاصة وأثرت بها تجارب سابقة تعمقت بها من خلال الدراسة، وأخذت طابعاً خاصاً بها ميزها ووصّف تجربتها الشابة بميزة التطور والنجاح».

هي من الأشخاص الموهوبين، وقد تعرفت عليها عن قرب ولمست تطلعات وطموح رسمت طريقه منذ الطفولة عندما ساهمت في معارض أطفال وتميزت، ووجهتها لزيارة مراسم لكبار الفنانين واستفادت من تجاربهم لتكون شخصية فنية خاصة، وعالجت في تجربتها في النحت المواضيع الإنسانية بروح الفنان المجتهد المصمم على النجاح. ولديها نلمس فهماً للفن كحالة إبداعية وصياغة رؤية توظيفية جمالية، فهي تمتلك ذاكرة بصرية دعمتها في مشروعها الفني المعتمد على إعادة صياغة الواقع الإنساني كما تراه وتتخيله، ولأن الفن غايته الجمالية ترتقي بالتفاعل البصري وتخلق حواراً يحدث عن رسالة فنية تتطور وفق جهدها الكبير وعملها المتواصل، لتكون متابعة للمراجع الفنية وباحثة أخذت ترسم ملامح شخصية خاصة وأثرت بها تجارب سابقة تعمقت بها من خلال الدراسة، وأخذت طابعاً خاصاً بها ميزها ووصّف تجربتها الشابة بميزة التطور والنجاح

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 15 حزيران 2014، لإلقاء الضوء على تجربتها، فكان الحوار التالي:

الفنان التشكيلي أكرم رافع نصر

  • بين دراسة الفنون وفروع أخرى حسمت الظروف خيارك، فهل تحدثينا عن هذه المرحلة؟
  • ** كنت قريبةً جداً من الفن وتدريباته وكان له اهتمام خاص منذ الصغر، ولم أخطط يوماً لأكون طالبة في كلية الفنون وجعلت الفن هواية، لكن بعد الشهادة الثانوية كان للعلامات دور في هذا الخيار وبدل الإعادة تقدمت للكلية بناء على ما امتلكت من موهبة، ونصيحة الأهل ومن الفنان "أكرم رافع نصر" الذي شجعني للتقدم، هذه الخطوة قدمت لي فرصة كبيرة لا أنكر أنني تماهيت معها للنهاية، بحالة تختلف عن رؤيتي السابقة للفن كهواية، وبعد التخرج شعرت بأهمية ما درست والمرحلة التي أنجزتها التي صقلت موهبتي وأدخلتني في فضاءات جديدة، بات فيها الفن مرتكزاً ومحوراً أساسياً لعملي ومشاريعي الحياتية والعملية.

    أماني نصر أثناء العمل

  • كنت ميالة إلى التجريد وحافظت على هذا التوجه، فلماذا التجريد رغم حداثة تجربتك؟
  • ** قبل الكلية درست من خلال دورات في المركز الثقافي الرسم وتوسعت بشكل شخصي في تجربتي الخاصة، لكن ومن خلال الكلية فإن دراسة الواقعية كانت الخطوة الأولى لأي فنان، ومن خلال المشاريع وأعمالي الخاصة اتجهت إلى التجريد، حيث الخروج عن الواقع وتقديم صيغ تعبيرية بما لدينا من خامات يمكن تصميمها وفق رؤية الفنان وما تقود إليه الأفكار، وكنت في كل مجسم أو تكوين أنقل حالة إنسانية تفيض بما اختزنت من وجع وحزن وحتى فرح وبهجة، لتقدم للناظر توصيفاً لبعض مشاعري وتأثري المستمر بالعلاقات الإنسانية وتجلياتها الملموسة على حياتنا.

    آخر أعمالها المنجزة

  • تحولت إلى فكرة التكوينات، فهل تحدثينا عن ذلك؟
  • ** من خلال الوجوه المحورة بخامات مختلفة تعلمت التعامل مع الكتلة والفراغ، فللوجه تعابير تختلف وفق إنسانية التكوين واختلاف الأحجام والتجسيد، وقد حرصت على تطبيق عدة تجارب لأنها فكرة غنية، وفي كل تجربة كنت أضيف خطوة لمعرفة سابقة وهيأت نفسي للاستفادة منها والانتقال إلى مرحلة التكوينات التي شعرتها الأقرب إلى رؤيتي وتعاملي الجلي مع التجريد، حيث انتقلت من الوجوه إلى تكوينات طبيعية إنسانية اختلفت وفق الفكرة. وكانت مرحلة مثمرة عالجت فيها عن قرب خيار التجريد ومدى قدرتي على المضي بهذه التجربة، التي طبعت في ذاكرتي مراحلها التي تستوعب كثيراً من التفاصيل القابلة للتطور، والبحث بشكل منفصل يعزز التجربة ويطعمها بأفكار جديدة ومواضيع أكثر خصوصية وقدرة على التعبير.

  • أنتجت أعمالاً وفق طريقة اللوحة النافرة، فهل كانت تجربة وحيدة؟
  • ** كانت حصيلة لعدة تجارب للالتزام بمقتضيات مشروع التخرج لم تبتعد بي كثيراً وبقيت ضمن عمل التجريد؛ حيث أنجزتها على عدة مراحل ولمست صعوبة هذا العمل الذي التصقت به أكثر، بالتالي هذا العمل بقي وثيقة لتجربة ممتعة رغم صعوبتها، وكانت لنا معاناة حقيقية بما يرتبط بتوافر الخامات بفعل ظروف الأزمة، كنا ننجز جزءاً من الأعمال بالصلصال وخامة البوليستر والجبصين، وعملت على ما تطلبت من دراسة للخروج بفكرة تتوافق مع رؤيتي، ومع هذا فأنا أعتز بها خاصة أنني شاركت بها، وبعدد من الأعمال في معارض جماعية لاقت القبول واستحسان الجمهور، وفي كل مرة يدور حوار يحملها فكرة وأستخلص منها مشاريع جديدة.

  • تكوينات ومزج مع الطبيعة كانت أحد أعمالك التي تعتبرينها وفية للتجريد البحت؛ كتل وحركة بالفراغ وخامة الخشب، حدثينا هنا؟
  • ** هذا العمل حاولت فيه الخروج من نوع الخامة واقتربت لاستخدام خامة إضافية تدعم فكرتي التي اتجهت بي إلى التجريد البحت باستخدام للكتلة وحركتها بالفراغ وتفاعلها مع خامة الخشب، والغاية من ذلك تنتمي إلى فكرة البحث المطلق عن الوجود؛ ففي كل مرة نراه فيها يمدنا بإحساس مغاير تماماً عن المرات السابقة، وهو بشكل أو بآخر قريب من الطبيعة لكوني استخدمت جذع شجرة زيتون كقاعدة له عكست كنه الفكرة وما أردت التعبير عنه من خلال هذا التكوين، الذي يعني لي الكثير وهو من أقرب الأعمال إلى روحي، وهو مع مجموعة من التكوينات استخدمت فيها خامة الحديد والتنويعات من المواد والألوان، وحملت تجربتي رؤى جديدة أعمل على تعميقها؛ فهذا هو عالمي وهذه هي الحالة التي أرغب في الاستمرار بها لتصل لوقع روحي وتفاعلي المستمر مع الفن.

    الجدير بالذكر، أن الفنانة "أماني نصر" من مواليد "نجران" خريجة كلية الفنون الجميلة، لها عدد من المشاركات الجماعية الناجحة والفردية التي أظهرت أسلوبها الفني الخاص كتجربة شابة.