قرية أثرية تقع ضمن مجموعة "القرى المنسية" شمال غرب "حلب"، وتضم مجموعة خرائب لدور سكنية تعود بمجملها إلى العصر الروماني، حافظ الكثير منها على شكله العام حتى اليوم...

للتعرف على موقع "رفادة" الأثري مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 أيار 2014 في مدينة "عفرين" المجاورة للموقع السيد "محمد أبو بشار" (73 عاماً)، وعنها يقول: «تنتمي قرية "رفادة" إلى مجموعة الآثار والمواقع التاريخية في جبلي "سمعان"، و"حلقة" اللذين يمتدان من قرية "كفرجنة" في "عفرين" شمالاً وينتهيان في سهول "إدلب" الشمالية التي تسمى بـ "المدن المنسية" أو "المدن الميتة"، وتقع على قمة أحد تلال "جبل سمعان" ويوجد في هذا الموقع خرائب أثرية متنوعة الأشكال يتبين أنها لدور سكنية وفيلات تتميز بنظامها العمراني القائم على مبدأ الطوابق ووجود مراحيض فيها كدليل على اهتمام السكان قبل نحو 1500 عام بالنظافة العامة والشخصية، كما يوجد في الموقع برج عال بعدة طوابق وفي كل طابق غرفتان، إضافة إلى مدافن منقورة في الصخر وصهاريج لجمع مياه الأمطار وتخزينها».

"رفادة" بالسريانية تعني "القبان" أو "الزاحف" أو "السائل"، ولا يُعرف سبب تسمية القرية بهذا الاسم

ويتابع: «يمكن للزوار الوصول إلى موقع "رفادة" الأثري عبر طريق واحد وهو معبد وغير إسفلتي قادم من الجهة الجنوبية عبر كنيسة "ست الروم" الشهيرة، هذا الطريق الذي يتفرع عن طريق إسفلتي يصل إلى موقع "زرزيتا" الأثري وهو قادم من الطريق العام بين "دارة عزة" – "قلعة سمعان"، علماً أن المسافة بين كنيسة "ست الروم" والموقع تبلغ 1.5كم تقريباً».

برج الحراسة في الموقع

ويضيف: «لهذا الموقع أهمية ثقافية وسياحية كبيرة لكونه يضم ضمن خرائبه المتبقية إلى اليوم آثاراً متميزة تفيد الباحثين والسياح وعموم الزائرين، ولكن اللافت للنظر أنه على الرغم من أهمية الموقع وقدمه فإنه لا يضم كنيسة».

أما الباحث الأثري المهندس "عبد الله حجار" فيتحدث عن تاريخ قرية "رفادة"، ويقول: «هي قرية مهجورة منذ قرون مؤلفة بكاملها من بقايا دور سكن خاصة، دون أن يوجد فيها حوانيت أو أبنية عامة أو كنيسة، كما يوجد فيها برج واحد للمراقبة، ومعظم دورها من النوع المحافظ عليه بشكل جيد بما في ذلك أروقتها المطلة على الباحة الداخلية بأعمدتها ذات الطبقتين والعائدة في أغلبها إلى القرن السادس الميلادي، وتوجد كتابة في الطرف الأيسر لقطعة حجر مزخرفة ربما كانت جزءاً من نجفة باب أو رأس ركيزة واقعة في كوم ركام شمال أحد المنازل، وذلك على بعد 45م جنوب شرقي الأعمدة في وسط القرية، وارتفاع الحجر ذي الكتابة 52سم وطوله الباقي 67سم وبداية الأسطر الثلاثة موجودة بالكامل، هذه الكتابة مؤرخة في السنة 122 الموافقة للسنة 73 - 74 للميلاد، وتعدّ هذه القطعة الحجرية أقدم قطعة لبناء مؤرخ في شمال "سورية" بكامله، أما الكتابة التي تليها في القدم فموجودة على حجرة "البريج" ومؤرخة من العام 82م على جدار معبد "الشيخ بركات"».

لقطة من الموقع

ويضيف "حجار": «مازالت أرضية الطبقة الثانية لإحدى الفيلات تحتفظ بمرحاض بارز إلى الخارج بفوهة أرضيته التي كان يقابلها في الأرض الحفرة الفنية، وهناك في إحدى الدور السكنية برجان يحصران بينهما رواقاً -ذا أعمدة على طبقتين- يقابل باحة البناء الداخلية، أما برج الحراسة الواقع في الربع الجنوبي لخرائب القرية فقد بقي من جداره الغربي ثلاث طبقات بكاملها، وجزء من الطبقة العلوية، وحزام الكتابة الذي كان يفصل بين الطبقة الأرضية والطبقة الأولى، أما الفراغ الداخلي للبرج فمقسوم إلى غرفتين كبرى وصغرى».

وحول اسم الموقع يقول: «"رفادة" بالسريانية تعني "القبان" أو "الزاحف" أو "السائل"، ولا يُعرف سبب تسمية القرية بهذا الاسم».