شارك في باكورة أعمال المسرح القومي، وانطلق إلى الشاشة الصغيرة من "حمام القيشاني"، وقدم أدواراً لشخصيات تاريخية واجتماعية كانت كافية لضمان وجوده على الساحة الفنية.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 25/3/2013 الفنان "وسيم طاهر غانم" وأجرت معه الحوار التالي:

الفنان "وسيم" من الممثلين المجتهدين الذين يتعبون على أنفسهم كثيراً في قراءة الدور الخاص بهم، ليرى أين هو من الشخصية، وليرى كيف يمكن أن يتناسب مع المنظور العام للشخصية، إضافة إلى أنه يحاول مجاورة المخرج في جميع التفاصيل الخاصة بالعمل والشخصية ليتمكن من الدخول في خضمها. وهو قادر على التلوين بالشخصيات التي يجسدها بما يتناسب مع عمره وقادر على فهم وقراءة ما بين السطور فتظهر بحس صادق خلال تجسيدها

  • بداية كيف تقرأ الفن بالعموم، وكيف كانت انطلاقتك الفنية؟
  • ضمن عمل "قمر بني هاشم"

    ** في البداية كان الفن عبارة عن طقس من طقوس العبادة، وخاصة منه التمثيل إن كان عند الرومان أو اليونانيين، حتى إن المشاهد الدرامية تمثلت في البدايات برقصات بجلود الماعز وغير ذلك، وبالعودة حالياً في الذاكرة إلى البدايات أتذكر أننا كنا نستجدي الحضور، وكنا نقدم العديد من أغراضنا المنزلية لزوم اكتمال الديكور المسرحي، وهذا كان هاجساً حقيقياً لاستمراريته وتطوره، وهذه كانت قراءة حقيقية للفن.

    كنت وحيد أسرتي وهذا ولد لدي الرغبة بالظهور ما جعلني أبدأ بالأعمال الفنية البسيطة في المسرح الشبيبي حيث قدمت العديد من الأدوار ومنها تقليد الشخصيات، وفي الثمانينيات من القرن الماضي قدمت أعمالاً مسرحية على "مسرح طرطوس"، وفي المسرح القومي، ومن ثم مثلت في العمل التلفزيوني "حمام القيشاني"، وهنا كانت الانطلاقة الحقيقية في مجال الدراما، وكان دوري فيه في الجزء الأول ضابطاً فرنسياً يتكلم اللغة الفرنسية، وأعتقد أني قدمته بإتقان شديد حسب شهادات المحيطين بي، واكتمل دوري بالمشاركة بالجزء الثاني حيث جسدت شخصية "نزير"، وأعتقد أيضاً أني قدمته بنجاح لما حملته من نكهة خاصة ارتبطت بتلك الأيام.

    ضمن أحد أعماله التاريخية

  • هل الثقافة بالأعمال الدرامية ضرورة ملحة للنجاح؟
  • ** الممثل وبعيداً عن أي قيمة معيارية كشهادة أو غيرها يجب أن يكون ملماً بجوانب كثيرة من الحياة الثقافية لأن الثقافة ضرورية جداً للنجاح، فهو لن يكون قادراً على تقديم أي شيء دون أن يملك أساساً صلباً، والحمد لله أن هذا الأساس كان متوافراً وبشكل جيد في شخصيتي العملية، لذلك أنا مصنف في نقابة الفنانين فنان أول /أ/ وهذا له مدلولات فنية.

    الفنان "وسيم غانم"

  • ماذا يعني لك تقديم دور جديد؟
  • ** بشكل عام لم يعرض عليّ دور درامي أو سينمائي إلا وقبلته، فالحياة فرصة عملية ويجب الخوض فيها، والممثل بشكل عام عبارة عن جعبة يجب عليه جمع كل شيء فيها لتكون مدخراً له في المستقبل، فمهما كان الدور صغيراً حسب رأيي فإنه من الواجب على كل ممثل وليس أنا فقط أن نستفيد من طاقات المخرج الجديد والكادر الجديد والتقنيات الجيدة والقامات الفنية والاغتناء من تجربتهم، لأن كلاً منهم يملك مدخراً من الخبرة والسمعة والتجربة الجيدة.

  • حين تقدم أدواراً لشخصيات وقامات اجتماعية وسياسية وتاريخية هامة، فكيف تعمل لتقمص هذه الشخصية؟
  • ** لكل شخص بصمة خاصة في حياته الاجتماعية، وعلى الممثل المقبل على تقديم شخصية درامية أو مسرحية أو سينمائية إدراك هذه البصمة ليوصل إحساسها ويجددها في ذاكرة المشاهد، فأنا مثلاً قدمت دور "تشرشل" وهذا الرجل له شخصيته الخاصة الفريدة والمميزة، وأنا بالعموم أشبهه من حيث المظهر، وخلال تقديم الدور طلب مني تقديم الدور باللغة الانكليزية رغم أني أتقن اللغة الفرنسية، وقد تطلب ذلك جهداً مضاعفاً بالنسبة لي لتجسيد هذه الشخصية كما لو أنها تعيش في الواقع، فبحثت عن كل المعلومات الصغيرة والكبيرة لهذه الشخصية، وقد تبين لي أنه كان يعاني في لفظ حرف "الراء" وهذا شيء أساسي في شخصيته إضافة إلى حركة خاصة بيده عرف بها، فعرفت كيف يمكن الاقتراب من تجسيد هذه الشخصية، وهكذا كان.

  • قدمت الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، ولكل منها المهارة والموهبة الفكرية الخاصة بها، فكيف عملت على النجاح فيها؟
  • ** كل ما ذكرت ينطلق من خانة الإحساس، فالممثل الجيد كالسلك الجيد في ناقليته للكهرباء، وهذا ينطبق على الاحساس وجودة ناقلية الممثل للإحساس بالشخصية بالنسبة للجمهور، أي الممثل الجيد هو الإنسان الحساس والشفاف القادر على إخراج ما بداخله إلى الخارج عن طريق الموهبة والقدرة على فعل ذلك.

  • هل لصفاتك الشخصية العامة التي تملكها دور في اختيارك لتقديم شخصيات سياسية أو تاريخية معينة؟
  • ** الشكل الخارجي للممثل يوظف في تقديم أدوار معينة بالعموم، إلا أنه ليس كل شيء بالنسبة لقدراته ومهاراته، فأنا مثلاً أشعر بأني مازلت أملك الكثير لتقديمه خارج نطاق شخصيتي العامة.

    المخرج "عصام موسى" قال: «الفنان "وسيم" من الممثلين المجتهدين الذين يتعبون على أنفسهم كثيراً في قراءة الدور الخاص بهم، ليرى أين هو من الشخصية، وليرى كيف يمكن أن يتناسب مع المنظور العام للشخصية، إضافة إلى أنه يحاول مجاورة المخرج في جميع التفاصيل الخاصة بالعمل والشخصية ليتمكن من الدخول في خضمها. وهو قادر على التلوين بالشخصيات التي يجسدها بما يتناسب مع عمره وقادر على فهم وقراءة ما بين السطور فتظهر بحس صادق خلال تجسيدها».

    يشار إلى أن الفنان "وسيم طاهر غانم" من مواليد مدينة "صافيتا" عام /1962/، وفي حصيلته العديد من الأعمال الدرامية منها "حمام القيشاني"، و"باب الحارة" بجزئيه الثاني والثالث، و"خالد ابن الوليد"، وبعض الأعمال السينمائية أهمها "المتبقي" و"صندوق الدنيا" و"أولاد العم".