"جمعة إبراهيم" خطاط رسم رحلته بعالم الخط العربي الاسلامي فأبدع بصياغة لوحاته خاصة آيات القرآن الكريم التي يكتبها بروحانية خاصة.
مدونة وطن eSyria التقت الخطاط "جمعة إبراهيم" حيث كان معه الحوار التالي:
أرى الخطاط "جمعة إبراهيم" من الأشخاص الذين لهم أعمال جيدة ومشهود بجدارتها وهو يجسد حالة فنية من ناحية الخط العربي الإسلامي على مستوى مدينة "حلب". على صعيد فن الخط العربي فالحمد لله أننا نرى كثيراً من أبناء الجيل الجديد يتابع تعلم فن الخط يدوياً ولاسيما بعد ظهور التقنيات الحاسوبية التي يعتمد عليها الكثيرون
** بدأت علاقتي مع الخط العربي منذ الصبا عندما كنت تلميذاً في المرحلة الابتدائية وقد ظهرت هذه الموهبة بشكل مزدوج مع الرسم، وأذكر عندما كنت بالصف السادس جاءنا مدرس لغة عربية وأراد أن يعرف من هو خطه أفضل فبدأ يُخرج كل طالب ليكتب على السبورة سطراً، وصنف خطي بالمرتبة الأولى، وعندها قال التلاميذ يا أستاذ هذا خطاط، وقال لي كيف ذلك؟ فأجبته بأنني أكتب بعرض الطباشير فكتبت له بعض الكلمات التي نالت إعجابه وقال حينها للتلاميذ إن زميلكم خطاط ولا يحتاج إلى دراسة ووبعدها هذه الكلمة لم تفارقني وأكرمني الله بدراسة هذا الفن الإسلامي وقد درسته دراسة مستفيضة من المدرسين الملازمين لي كـ"محيي الدين باذنجكي" بالإضافة لاستعانتي بأمهات الكتب التاريخية والمستحدثة وإلى الآن أتابع ما قدم من معارض عالمية في "تركيا وإيران والوطن العربي".
** بدأت دراسة الخط العربي عام 1985 بإشراف الأستاذ "محيي الدين باذنجكي" حتى نلت منه الإجازة وهي تعطى من أستاذ لتلميذ بتتالٍ زمني معين.
** أكرمني الله بكتابة الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم بنسخة مصحف الشام حيث كان قياس الصفحة مترين بارتفاع متر واحد، كذلك كتبت الجزء الثاني من القرآن الكريم في ملتقى رمضان بمدينة "دبي" عام 1430 هجري خلال 3 أيام أمام الجمهور وكان الملتقى يجمع 30 خطاطاً من عدة دول.
** خضت العديد من المسابقات لكن أهمها كانت المسابقة الدولية "أرسيكا" في مدينة "اسطنبول التركية" حيث نلتُ الجائزة الأولى في خط الرقعة ومكافأة في خط الثلث.
** برأيي إن المسابقات في الماضي كانت تساهم بتقوية الخطاط وتعطيه إمكانية قوية للكتابة أما اليوم فخلاف ذلك فالخطاط يكتب الحرف ويكرر بواسطة (الكمبيوتر) ويصنع اللوحة صنعاً لا كتابةً فنرى الإخوة الذين نالوا جوائز ليست عندهم إمكانية الكتابة بالشكل المأمول إلا ما ندر.
** أكتب الخطوط بالترتيب الرقعة والديواني والديواني الجلي والتعليق والنسخ والثلث والثلث الجلي والاجازة ولكن أميل إلى خط النسخ خط القرآن الكريم، فباعتقادي أن خط النسخ يحتاج لروحانية، فإن لم تربط نفسك بين السماء والأرض لا يمكن كتابته، فصلته بالسماء قوية ولا يمكن للحاسوب أن يقوم بذلك فكل نقطة منه لها وقع خاص كمثل قارئ القرآن (الفنان) يعيد المقطع مرات ومرات وبكل مرة ترنيمة جديدة كي لا يمل المستمع.
** تعيش اللوحة في خاطري فترة من الزمن ثم أضع عدة أفكار ومن ثم أختار الفكرة المناسبة ولا أجد حرجاً في سماع رأي من أثق بذوقه وإذا ما رأيت في الرأي الآخر الصواب فإني لا أتردد في الأخذ به وأكثر من أخذت برأيه هو أستاذي "محيي الدين باذنجكي".
** للأسف واقع هذا الفن العربي لا يحقق طموح الخطاطين وهذا القول متفق عليه، أما مستوى الخط في "سورية" فهو ممتاز مما يحقق منافسة بين الخطاطين في حصد الجوائز العالمية.
** رسالتي هي تعليم العدد الأكبر من الطلاب حيث افتتحت مكتباً خاصاً لتعليم الخط للطلاب منذ 15 عاماً وحتى الآن علمت أكثر من 1000 طالب منهم من نالوا جوائز عالمية.
"أمين السم" رئيس جمعية الخطاطين في "حلب" قال: «أرى الخطاط "جمعة إبراهيم" من الأشخاص الذين لهم أعمال جيدة ومشهود بجدارتها وهو يجسد حالة فنية من ناحية الخط العربي الإسلامي على مستوى مدينة "حلب".
على صعيد فن الخط العربي فالحمد لله أننا نرى كثيراً من أبناء الجيل الجديد يتابع تعلم فن الخط يدوياً ولاسيما بعد ظهور التقنيات الحاسوبية التي يعتمد عليها الكثيرون».
بدوره "سامر حريري" ماجستير بآداب اللغة العربية تحدث عن أهمية إثراء الخط العربي وتفعيل دوره ثقافياً فقال: «الخط العربي يشكل تراثاً حضارياً كبيراً خاصة بالتاريخ الإسلامي فنرى النقوشات الإسلامية ظاهرة في معظم الآثار الإسلامية خاصة الآيات القرآنية الكريمة ولعل من أهم الأمور التي علينا أن نحافظ عليها هو الإرث الحضاري من ذلك الفن أتمنى على القائمين على الثقافة العربية في "سورية" المحافظة على هذا التراث الثقافي والتشجيع على تنميته سواءً بطرق التعليم للصغار أو الاهتمام بالخطاطين الكبار من أمثال الخطاط " جمعة ابراهيم"».