التيجان هي عنصر تزييني معماري لما فوق الأعمدة، وقد انتشر في "سورية" العديد من أنواع تلك التيجان منها "الكورنثي" نسبة إلى مدينة كورنثة في اليونان و"التوشكاني والأيوني والديوريك".

الباحث الأثري الأستاذ "أحمد غريب" تحدث لموقع eIdleb عن أنواع التيجان الأثرية المكتشفة في المنطقة بالقول: «نلاحظ في المنطقة الشمالية الانتشار الواسع للتيجان الكورنثية التي تميزت بأكثر من عنصر زخرفي، إلا أن الغالب على هذه العناصر الزخرفية هي ورقة "الأرضي شوكي" أو "الأكانتس" باللغة اليونانية، وهذه النبتة ترمز إلى التجدد والخلود لكونها تنبت وتتجدد بشكل مستمر دون سقاية ودون أي رعاية، وعرض في باحة متحف "المعرة" أكثر من نوع من هذه التيجان، حيث ترصد هذه النماذج لتطور فن الزخرفة في "سورية" الشمالية، ولا يخفى على المتابع أن المدن الميتة كانت المرتع الخصب للنحات السوري الذي صب كل عبقريته وإبداعه في هذه العناصر الزخرفية التي كانت تعتبر في عقيدتهم أو طقوسهم الدينية جزءاً من العبادة، وقد انتشرت التيجان الكورنثية بدءاً من القرن الأول الميلادي، مروراً بمراحل العهد الروماني وعبرت هذه العناصر الزخرفية في العهد البيزنطي، إلا أن الملاحظ في العهد البيزنطي في المدن الميتة انتشار التيجان من نوع "الديوريك" وهذا التاج يفتقر للعناصر الزخرفية مقارنة بالتيجان الكورنثية، ونجد في مدينة "الرويحة" الأثرية أكثر من نوع لهذه التيجان الأثرية من النوع "ديوريك"، وفي "سورية" الشمالية وتحديداً في قلعة "سمعان" ابتدع النحات السوري نوعاً من التيجان الكورنثية، وهي عبارة عن ورق "الأكانتس" التي تهب عليه الرياح ونلاحظ الأوراق بشكل مائل وهي رمزية تدل على أن رياح المسيحية تهب على الشرق، وهذه سمة لكنيسة "سمعان العمودي" ومن ثم انتشرت هذه المدرسة النحتية في باقي المدن الميتة، ونلاحظ ضمن كنيسة "دير سنبل" تيجان من هذه النوعية».

نلاحظ في المنطقة الشمالية الانتشار الواسع للتيجان الكورنثية التي تميزت بأكثر من عنصر زخرفي، إلا أن الغالب على هذه العناصر الزخرفية هي ورقة "الأرضي شوكي" أو "الأكانتس" باللغة اليونانية، وهذه النبتة ترمز إلى التجدد والخلود لكونها تنبت وتتجدد بشكل مستمر دون سقاية ودون أي رعاية، وعرض في باحة متحف "المعرة" أكثر من نوع من هذه التيجان، حيث ترصد هذه النماذج لتطور فن الزخرفة في "سورية" الشمالية، ولا يخفى على المتابع أن المدن الميتة كانت المرتع الخصب للنحات السوري الذي صب كل عبقريته وإبداعه في هذه العناصر الزخرفية التي كانت تعتبر في عقيدتهم أو طقوسهم الدينية جزءاً من العبادة، وقد انتشرت التيجان الكورنثية بدءاً من القرن الأول الميلادي، مروراً بمراحل العهد الروماني وعبرت هذه العناصر الزخرفية في العهد البيزنطي، إلا أن الملاحظ في العهد البيزنطي في المدن الميتة انتشار التيجان من نوع "الديوريك" وهذا التاج يفتقر للعناصر الزخرفية مقارنة بالتيجان الكورنثية، ونجد في مدينة "الرويحة" الأثرية أكثر من نوع لهذه التيجان الأثرية من النوع "ديوريك"، وفي "سورية" الشمالية وتحديداً في قلعة "سمعان" ابتدع النحات السوري نوعاً من التيجان الكورنثية، وهي عبارة عن ورق "الأكانتس" التي تهب عليه الرياح ونلاحظ الأوراق بشكل مائل وهي رمزية تدل على أن رياح المسيحية تهب على الشرق، وهذه سمة لكنيسة "سمعان العمودي" ومن ثم انتشرت هذه المدرسة النحتية في باقي المدن الميتة، ونلاحظ ضمن كنيسة "دير سنبل" تيجان من هذه النوعية

ويتابع الأستاذ "أحمد غريب": «الريف الشرقي لمدينة "المعرة" يعتبر من الكتلة البازلتية، حيث يفصل الطريق الدولي "حلب دمشق" الحد الفاصل بين الكتلة الكلسية في الجهة الغربية، والكتلة البازلتية في الجهة الشرقية، وقد انتشرت العديد من القرى الأثرية في هذه الكتلة البازلتية مثل "كراتين كبير وتل الكرامة وتل درعي" وغيرها من المدن الأثرية التي شهدت حضارة هامة سايرت حضارة المدن الميتة في الكتلة الكلسية، طبعاً النحات أيضا كان له إبداعاته في الكتلة البازلتية، حيث نلاحظ في متحف "المعرة" نماذج مختلفة لهذه التيجان، منها الكورنثي لورق "الأكانتس" ونلاحظ الدقة والمهارة في نحت الحجر البازلتي، لكونها حجراً صلباً وتصعب صنعته وتشكيله لكونها تحمل أكسيد الحديد، إلا أن هذا لم يكن عائقاً أمام النحات السوري الذي صنع تلك الحضارة، ولكن معظم زخارف التيجان البازلتية كانت بسيطة لكونها كما ذكرنا حجارة قاسية مقارنة مع الحجر الكلسي، والزخارف كانت تقتصر على الشكل العام للتاج إما أن يكون جزءاً اسطوانياً أو مربعاً وإما بشكل كورنثي إلا أنه قليل الزخارف قياساً بالتيجان الكلسية، وقد وثق النّحات عدة كلمات باللغة اليونانية على عدة تيجان توثق إما اسم النّحات أو اسم المنطقة، وإن زخرفة التيجان البازلتية كانت تعتمد على أمرين: التجريد من جهة والشكل الخارجي من جهة أخرى، وربما سبب ذلك قساوة حجر البازلت وصعوبة زخرفته وتشكيله، وهذه التيجان كانت بالأصل تزين المعابد والكنائس، فعندما يضع القاعدة ووضع التيجان فوق الأعمدة هو عملية تزينية ولتوصيل الحمولات من الأقواس المدببة أو المقنطرة إلى الأعمدة، فهو واسطة عقد لنقل الحمولات من الأقواس إلى الأعمدة، وهناك أيضاً الدور الزخرفي التزييني في الأبنية الرومانية والكنسية، وكان النّحات يعتمد على أصول محددة عند نحت التاج، أي إن لهذه التيجان مدارس فنية يلتزم بها الفنان، فلدينا في متحف "المعرة" أكثر من تاج من نفس المدرسة الكورنثية التي تقوم على ورق "الأكانتس" وورق "سعف النخيل"، والنخل ذو دلالة طقسية في العهد البيزنطي، بقي أن نذكر بأنه يوجد في متحف "المعرة" حوالي 110 تيجان أثرية من أنواع مختلفة».

تاج كورنثي من الحجر الكلسي القرن الثاني الميلادي

ويقول المؤرخ "فايز قوصرة": «هناك اختلاف في التيجان الأثرية من حيث الحجم والزخارف بين مناطق محافظة "إدلب"، ففي منطقة جبل "باريشا" نلاحظ أن تيجان الأعمدة الأثرية ضخمة كما في معبد "باقرحا" وفي "سيجبة"، ولعل ذلك يعود إلى وجود مقالع الحجر الكلسي، وقد كانت تلك التيجان الضخمة تعبيراً عن القوة والجمال، أما تيجان الكتلة البازلتية فقد كانت أصغر حجماً وبزخارف أقل، وذلك بسبب قساوة الحجر البازلتي، وكانت تيجان الأعمدة التي ترتكز عليها قناطر الكنائس ومذبح الكنيسة كانت في أغلبها بزخارف كورنثية، واقتصرت تلك الزخارف على نبات "الأكانتس" لكونه النبات الأشهر في المنطقة، وتاج العمود يكون مربع الشكل أما العمود فيكون إما مربعاً أو اسطوانياً، والتيجان الموجودة في حمام "سرجيلا" كان لها تأثير على زخرفة التيجان حتى العصر الوسيط كما هو الحال في حمام "البارة" المكتشف مؤخراً والذي يعود إلى العصر الوسيط، وكانت الأعمدة ذات التيجان تتصدر أروقة البيوت والدارات، كما في "دير لوزة" في "جبل الزاوية" وفي "كوكنايا" في "جبل باريشا"، وكانت تقوم أمام الخانات والمقاهي عواميد بتيجان "أيونية أو توسكانية"، ومن خلال دراستي للمدن المنسية لاحظت أن دارات رجالات الدولة وأغنياء المدينة تميزت بتيجانها الضخمة وغناها بالزخارف، على عكس تيجان بيوت العامة التي اتسمت بصغر حجمها وبساطة زخارفها، وأول من اهتم بزخارف آثارنا الرحالة والباحث الفرنسي "دوفوغويه" الذي زار المنطقة عامي 1861 و1862 م، حيث قدم رسوماً توضيحية لهذه الزخارف بالمقارنة بينها كما في رسومه عن تيجان وعواميد "بترسا ومجليا وسرجيلا والبارة"، إلى جانب الباحثة الفرنسية "إليز نقاش" التي اهتمت بشكل خاص بالنقوش وتفسيراتها، وأنا تتلمذت على يدها وتابعت هذه المهمة، وبما يخص هذا الموضوع هناك نقطة مهمة يجب ذكرها وهي أنه من خلال هذه النقوش والزخارف يمكن تحديد تاريخ المباني التي لا يوجد فيها كتابة تدل على تاريخها، فالمباني التي تحوي زخارف كثيفة تعود للقرنين الخامس والسادس الميلاديين، حيث شهدت المنطقة نهضة وتنافساً واهتماماً بالزخارف خلال هذين القرنين».

تاج من حجر البازلت نوع أيوني عليه زخرفة بسيطة بشكل لفافات
تاج كورنثي بزخرفة على شكل أوراق مائلة