"معلولا" ذلك الجبل الصخري مازال محتفظاً بالكثير من الذكريات تتحدث عن الصليب والعيد، حيث للاحتفال أجواء خاصة هناك في عيد "الصليب".

موقع "eDamscous" زار بلدة "معلولا" في "ريف دمشق" ليتعرف على الطقوس الخاصة لهذه الذكرى عيد رفع الصليب الكريم.

العثور على الصليب الكريم سبب فرحاً عظيماً عند القديسة "هيلانة" وابنها الملك "قسطنطين" عندها صعد البطرك "مكاريوس" بطرك "أوروشليم" على منبر كبير امام جموع المسيحيين ورفع الصليب للمرة الأولى بيديه وكان ذلك في عام 326م وقد حصل الرفع الثاني للصليب المقدس عام 628 م عندما عاد الامبراطور "هرقل" منتصراً على الفرس بعدما استولوا على "فلسطين" ونقلوا الصليب إلى بلادهم

يحدثنا السيد "سامي سنجر" وهو من سكان "معلولا" فيقول: «يوجد في "معلولا" جبلان صخريان الأول يسمى جبل "الروم" والثاني يسمى جبل "الكاثوليك" يقوم الشباب في بلدة "معلولا" بإشعال النيران على قمم الجبلين وهذه النار تشتعل من خلال قطع أخشاب كبيرة أو إطارات سيارات يجمعها أهالي "معلولا" على مدار العام وهذه النار ترمز إلى النار التي أوقدها جنود الملك "قسطنطين الكبير" من "القدس" إلى "القسطنطينية" على قمم الجبال بالتتالي، ذلك عندما وجدوا الصليب المقدس في "أوروشليم" "بفلسطين" حسب التقليد الكنسي».

وسط الاحتفالات

"معلولا" قرية صغيرة تقع على سفوح "جبال القلمون" يأتي الزوار إليها من مختلف أنحاء العالم لشهرتها بطبيعتها الصخرية وبيوتها القديمة بالاضافة إلى تاريخها الطويل كما أنها تشتهر بمزاراتها التي واكبت الحضارات البشرية على مر العصور بأديارها وكنائسها ومعابدها بالاضافة إلى فج معلولا المشهور.

تتابع معنا إحدى الراهبات في دير القديسة "تقلا" لتروي لنا قصة رفع الصليب الكريم لتقول: «بعد انتصار الملك "قسطنطين الكبير" بقوة الصليب على "مكسينديوس" الذي كان يضطهد المسيحيين بشدة ظهرت له إشارة الصليب في السماء وهي تشكل أحرف عبارة "بهذا تغلب" بعدها تماماً تقبل الايمان المسيحي هو وأمه القديسة "هيلانة" بعد هذا ذهبت القديسة "هيلانة" إلى "القدس" بحثاً عن الصليب الكريم لنيل البركة منه فتجده في مكان "الجلجلة" حيث تم صلب الرب "يسوع المسيح" وكان الصليب مغطى بهيكل وثني كان قد بني فوقه».

علم الوطن يرفرف على جبل معلولا

تتابع معنا الراهبة لتضيف: «العثور على الصليب الكريم سبب فرحاً عظيماً عند القديسة "هيلانة" وابنها الملك "قسطنطين" عندها صعد البطرك "مكاريوس" بطرك "أوروشليم" على منبر كبير امام جموع المسيحيين ورفع الصليب للمرة الأولى بيديه وكان ذلك في عام 326م وقد حصل الرفع الثاني للصليب المقدس عام 628 م عندما عاد الامبراطور "هرقل" منتصراً على الفرس بعدما استولوا على "فلسطين" ونقلوا الصليب إلى بلادهم».

تسير في "معلولا" فترى بين بيوتها أزقة ضيقة جداً وأدراجاً تصل البيوت القديمة ببعضها بعضاً وسرعان ما تشعر بجمال التواصل بين الناس وهم يتكلمون لغة "المسيح" اللغة الآرامية تفرح بتقاليدهم الشعبية والاحتفلات بمناسباتهم على طريقتهم الخاصة.

في عيد الصليب

يتابع معنا السيد "الياس الصوري" وهو قادم من "دمشق" إلى "معلولا" ليشارك بهذه المناسبة الدينية فيقول: «عيد رفع الصليب الكريم هو استمرار لما تقوله الرواية الشعبية في "معلولا" بأن جبل "معلولا" كان أحد الجبال التي اشعلها جنود الملك "قسطنطين" إشارة منهم لنقل خبر المكان الذي تم العثور فيه على الصليب المقدس وتم ذلك في الرابع عشر من شهر إيلول، هنا في "معلولا" توقد النيران فوق قمة الجبلين بهذا التاريخ من كل عام، طبيعة الاحتفال هنا تبدأ بين أهالي "معلولا" قبل المناسبة بثلاثة أيام فيقومون بتحضير الاطعمة والنبيذ المصنوع محلياً بمهارة كذلك نقل الاطارات والاخشاب إلى قمم الجبال العالية حيث تبدأ المناسبة بإقامة صلوات في الكنائس خاصة بهذه المناسبة الدينية الكريمة ثم يذهب الكهنة والمطارنة بعراضة شعبية إلى قمة الجبال ليشعلوا النار هناك حيث يبدأ الرقص والغناء مع حلقات الدبكة الجبلية عادة يأتي الكثير من القرى والأماكن المحيطة بمعلولا ليشاركوا بهذا الاحتفال الكريم والملاحظ في هذه السنة قدوم عدد كبير من الاخوة العراقيين إلى "معلولا" ليفرحوا بمشاركتهم في هذا التقليد الشعبي والقداس الالهي لتخليد ذكرى رفع الصليب المقدس فهي ذكرى تمس المعلوليين لاستمرارهم في إحياء هذه المناسبة التي حافظوا على تقاليدها من آبائهم وأجدادهم».