استطاع الطالب "شكري نبيل جرموكلي" أن يترجم جهوده خلال سنوات الدراسة إلى تفوقٍ علميٍّ ليصبح فيما بعد قدوةً لكل طالبٍ يعشق التميّز، موقع esyria التقى عائلة "جرموكلي" ليتحدث كلٌ عن دوره في تحقيق هذا النجاح، فيقول "شكري": «كان للمرحلة الابتدائية تأثيرٌ ودورٌ كبير في متابعة التفوق حتى الثانوية؛ فالطالب المتميّز عليه رسم خطٍ مستقيم للوصول إلى طموحه في التحصيل العلمي؛ ومن هنا كان دور الأهل ضروريٌ لتعبيد طريق النجاح أمامه عن طريق التوجيه والتحفيز وتوفير المناخ الصحي؛ مثل ما فعل أهلي في المنزل طوال اثنا عشر عاماً من الدراسة».

لكل طالب أسلوبه في تنظيم وقته وتحديد ساعات الدراسة؛ وعن ذلك تحدث "شكري" قائلاً: «منذ بداية العام الدراسي عملتُ على تنظيم وقتي بين الالتزام بالدوام المدرسي وبين ساعات الدراسة التي كانت بين /12-14/ ساعة يومياً قبل بداية الامتحان بثلاثة أشهر، أما قبل الانقطاع عن الدوام المدرسي فكانت /5/ ساعات تقريباً».

حتى لو لم يكن "شكري" حائزاً على هذا التفوق سنكون فخورين به لأنه حقق تفوقاً اجتماعياً بالرغم من صغر سنه وهذا برأيي أعظم تفوق في الحياة

ولأنه أدرك بأن العقل السليم في الجسم السليم لم يتخلَ عن ممارسة هوايته في رياضة بناء الأجسام؛ بل جعلها جزءاً من برنامجه اليومي؛ فيقول: «لم أستطع إلغاء ساعة أو ساعتين مخصصة لممارسة الرياضة بشكلٍ يومي؛ وأيقنتُ بأن الاستمرار في هوايتي هو جزء من طموحي في التفوق؛ كما رأيتُ بأن من الضروري الترفيه عن نفسي والابتعاد عن الكتاب بعض الوقت حتى أعود مجدداً باستيعابٍ ونشاطٍ أفضل».

الطالب "شكري" يتوسط والديه

علامتان فقط حرمتا "شكري" من الاحتفال بالمجموع التام وعن ذلك يختم حديثه: «كان هناك نصحٌ من الأساتذة بشأن مادة اللغة العربية لأن احتمال نيل الطالب للعلامة الكاملة ضئيل؛ لذلك كان تركيزي عليها أكثر من أية مادة حفظية أخرى باعتباري كنتُ ضامناً العلامة الكاملة في المواد العلمية، وبالفعل حقّقتُ المجموع الكامل في كافة المواد باستثناء علامة واحدة في مادة الفيزياء التي كانت الأسهل والأمتع بالنسبة لي وأخرى في التربية الدينية».

المهندس "نبيل جرموكلي" والد الطالب "شكري" تحدث عن دور الأب في متابعة الأبناء قائلاً: «دائماً هناك حالة عدم توازن بشان تربية الأبناء لأن الضغط الأكبر في الغالب يكون على الأم دون الأب بحكم تواجده خارج المنزل؛ ومع ذلك كان هناك نوع من الاتفاق بالنسبة لنا على كيفية ونمط التربية، فمنذ الصغر أدخلنا "شكري" في مجالات تقوي العلاقات الاجتماعية مع الآخرين مثل الانتساب إلى بيوت الرياضة والحفلات الترفيهية في المدارس الأحدية إضافةً للمشاركة في الكورال الكنائسي إلى ما هنالك من أنشطة جعلتُ منه شخصاً اجتماعياً محبوباً من الجميع، وبهذه الخطوة خلقنا منه شخصية متمسّكة وواثقة من نفسها ونتيجة ذلك ترّجم ثقتنا به وبنفسه إلى تميّزٍ علمي جعله متفوقاً على أقرانه بعكس أغلب المتفوقين علمياً والذين تنقصهم العلاقات الاجتماعية ويفضلون الانعزال عن الآخرين». ويضيف: «حتى لو لم يكن "شكري" حائزاً على هذا التفوق سنكون فخورين به لأنه حقق تفوقاً اجتماعياً بالرغم من صغر سنه وهذا برأيي أعظم تفوق في الحياة».

وتابعت عنه الحديث الصيدلانية "غادة شحادة" والدة "شكري" قائلةً: «دور الوالدين يبدأ من التنشئة الأولى لأبنائهم لأنهم مثل عجينة طرية بين أيدي الأهل كيفما نعطيهم من الخبرات يمنحونك ما أعطيتهم؛ وبالنسبة لأسرتنا كان هناك نوعٌ من الألفة والتفاهم بيننا بحيث لا يشعر أحدٌ بسلطة الآخر عليه؛ وهذا الشعور جعلت العلاقة بيننا مبنية على الاحترام وتبادل الآراء في أبسط الأمور، وما ساعد "شكري" على التفوق هي التراكمات الإيجابية التي ترسخت في وجدانه كما أنه تأثر بإخواته الكبار من البنات اللاتي كان لهن نصيبٌ أيضاً في التفوق خلال المرحلة الثانوية». وتضيف: «ما زرعناه في قلوب أبنائنا منذ الصغر لم يكن من أجل تفوقٍ دراسي؛ بل جل ما كنا نتمناه ونشجعهم عليه هو أن يكون للإنسان فائدة على أفراد مجتمعه من خلال عمله الناجح كيفما كان نوع هذا العمل».

وعبر اتصالٍ هاتفي أشاد مُدرس مادة الفيزياء الأستاذ "حبيب يعقوب" بمستوى الطالب "شكري" قائلاً: «إنه من المتميزين حقاً مثله مثل باقي طلابي ممن تابعتُ مستواهم العلمي منذ بداية العام الدراسي؛ لكن ما أفسد فرحتي هو ضياع علامة واحدة في مادة الفيزياء لكنه عوّض عنها بعلاماتٍ تامة في باقي المواد؛ أتمنى له مستقلاً ناجحاً».

ونُذكّر بأن الطالب "شكري جرموكلي" من طلاب ثانوية "العروبة" للمتفوقين بمدينة "القامشلي" حصل على /288/ علامة في الفرع العلمي ليكون من بين العشرة الأوائل على مستوى محافظة "الحسكة".