قبل شهر من انتهاء خدمته الإلزامية أختار الشهيد "هفال طاهر أيوب" أن يروي بدمائه تراب سورية، متيقناً أن روحه التي أعطاها فداء للوطن وحمايته من العابثين والمخربين، ستعانق أرواح الطاهرين والصالحين في جنان الله الواسعة.

في قريته "علوانكي شيخي" بمنطقة "المالكية" في محافظة "الحسكة" زف أبناء القرية والقرى المحيطة بالزغاريد والورود والأرز والهتاف بحياة الوطن وقائده شهيدهم بمشاعر الفخر والاعتزاز، وقد شاركتهم السماء بأمطارها الغزيرة، وكأنما أرادت أن تودع الشهيد بدموعها.

لقد كنت على اتصال دائم بولدي "هفال"، وكان دائماً يطمئنني على أحواله، وكان بأشد الشوق للعودة إلى قريته بعد أن بقي له شهر واحد على انتهاء خدمته الإلزامية، ولكن إرادة الله كانت أقوى منا جميعاً، وقد أحبه الله فاختاره إلى جواره

eHasakeh حضر جنازة الشهيد "هفال طاهرأيوب" في قريته وعاد لكم باللقاءات التالية.

الشهيد"هفال طاهرايوب"

بدايتنا كانت مع السيد "محمد زكي طاهر أيوب" والد الشهيد الذي قال: «تلقيت نبأ استشهاد ابني "هفال" عن طريق رئيس بلدية "المصطفاوية"، وللوهلة الأولى أصبت بالصدمة ولكنني ما لبثت أن استجمعت قواي وتقبلت الأمر بكل رحابة صدر، لأنني إنسان مؤمن أن الله سبحانه وتعالى قد اختاره إلى جواره بعد أن أدى واجبه في حماية بلده بكل شرف وكرامة».

ويضيف "أيوب": «لقد كنت على اتصال دائم بولدي "هفال"، وكان دائماً يطمئنني على أحواله، وكان بأشد الشوق للعودة إلى قريته بعد أن بقي له شهر واحد على انتهاء خدمته الإلزامية، ولكن إرادة الله كانت أقوى منا جميعاً، وقد أحبه الله فاختاره إلى جواره».

والد الشهيد مع قائد كتيبته

ويتابع "أيوب": «الحمد لله على كل شيء، واليوم أنا لا أدفن ابني بل أزفه شهيداً قدم روحه كي نحيا من بعده، وكل هؤلاء الذين قدموا من "المالكية" وقراها من مختلف الطوائف والمذاهب هم أكبر رد على من يحاول زرع الفتنة بين أبناء شعبنا، وجميعنا فداء لوطننا سورية، وأنا أعزي كل أسر شهداء سورية راجياً من الله ألا تذهب دماؤهم هدراً».

عم الشهيد "حسن طاهر أيوب" يقول: «لقد اختار "هفال" الشهادة وسعى إليها، فقد أخبرني قائد كتيبته أن "هفال" لم يكن ضمن من أوكلت إليهم مهمة الذهاب إلى "درعا" ولكنه أصر بكل إلحاح على الذهاب رغم رفض طلبه، ولكنه اختار أن يلقى ربه بكل سعادة وشجاعة، ونحن نفتخر أننا نقدمه قرباناً لهذا الوطن، ونعتز أن قريتنا عبر "هفال" قد روت أرض الوطن بالدم الغالي، وكأكراد نفتخر بانتمائنا إلى هذا البلد العزيز ودماؤنا فداء لأمنه واستقراره».

عم الشهيد

"بهزاد عباس أحمد" القادم من قرية المصطفاوية المجاورة يقول: «إن بلدنا الغالي يتعرض لمحاولات لتخريبه ونشر الفتنة بين أبنائه، ولكننا متيقظون لكل ما يحصل، وانظر حولك تجد في المقبرة المسيحي بجانب العربي والكردي وكلهم يد واحدة ضد كل من يستهدف أمننا واستقرارنا، وشهيدنا "هفال" نفتخر انه قدم روحه مستكملاً مسيرة من سبقوه من أبناء أكراد سورية الشجعان في سبيل عزة الوطن».

الأستاذ "فريد بيطار" الذي قدم مع وفد من أبناء "المالكية" ممثلاً "الأسرة الأزخينية" قال: «"هفال" هو شهيد سورية من أقصاها إلى أقصاها، وليس بالغريب على إخوتنا الأكراد أن يقدموا الشهداء في سبيل الوطن، ونحن ندرك أن ما نمر به من لحظات عصيبة سيجتازها أبناء سورية بوعيهم وتلاحمهم، وستفشل كل المؤامرات لأن سورية قوية بشعبها وقيادتها، ونحن اليوم لم نأت لنعزي أسرة "هفال"، بل أتينا لنكون بجانب أهله ونتقبل العزاء به لأننا نعتبر "هفال" ابننا جميعاً».

الجدير ذكره أن الشهيد "هفال طاهر أيوب" استشهد يوم الخميس 28 نيسان 2011 أثناء أدائه لواجبه الوطني، وقد شيع جثمانه الطاهر يوم السبت 30 نيسان بموكب مهيب إلى مثواه الأخير في قرية "الطليعة"، وهو عازب من مواليد عام 1991 وله أخ واحد وسبع أخوات.