استضاف المركز الثقافي العربي بمدينة "نبل" يوم 25/4/2011 مجموعة من الشعراء المحليين من منطقة "إعزاز" وبلدة "نبل" وذلك ضمن ملتقى نيسان الشعري الثاني حيث قدم المشاركون فيه باقة جميلة من قصائدهم الوطنية والوجدانية والغزلية.

موقع eAleppo أجرى عدداً من اللقاءات مع المشاركين من الشعراء سألهم خلالها عن أهمية هذا الملتقى وأجوائه والبداية كانت مع الشاعر "يحيى محي الدين" وهو من مدينة "نبل" وقد حدثنا قائلاً: «يقام هذا الملتقى في ظرف حساس تمر به سورية الحبيبة على قلوبنا وأعتقد أن مثل هذه المساهمات تضخ الأمل والمحبة في شرايين الحياة لعلها تكون طرقاً للتواصل وغصناً للحوار وبالتالي نساهم بقدر المستطاع من خلال الأدب والشعر في رفد المرحلة بإبداعات ترتقي إلى مستوى المرحلة وظروفها الحساسة.

بالنسبة لمشاركتي في الملتقى فأنا أشارك فيه بقصيدتين هما: و"مثلي رجالك" وهي تتحدث عن سورية طبعاً و"ظل الأعالي" وتتحدث عن اللحمة الوطنية في سورية وذلك برؤية أدبية وشاعرية

طبعاً يقع على المثقف عبأ كبير وواجبه هو أن يساهم مساهمة فعالة في توضيح صورة ما يجري بشفافية من خلال رؤيته لما يجري في بلدنا الحبيب الذي يتعرض اليوم لهجمة ومؤامرة دنيئة بسبب موقعها الريادي في الخط القومي العربي واحتضانها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها، ولهذا فالمثقف له قراءة تضيء للآخرين هذه الحقائق».

الشاعر يحيى محي الدين

وأضاف: «بالنسبة لمشاركتي في الملتقى فأنا أشارك فيه بقصيدتين هما: و"مثلي رجالك" وهي تتحدث عن سورية طبعاً و"ظل الأعالي" وتتحدث عن اللحمة الوطنية في سورية وذلك برؤية أدبية وشاعرية».

ومن قصيدته "ظل الأعالي" اخترنا:

الدكتور والشاعر عادل المصري

وهذي البلاد رؤى للأعالي / تثير بصبح الرضاب / شهيقي / وتشرب من مهجتي وظلالي / تنادم حلمي / بمطلع أمسيةٍ / صاغها من بريق الهوى / غرّتين هلالي / وتغفو على شرفتي قامةً / من زمان الصبا / داعبتها سفوح الدلال / وترمي إليّ بعوسجها / كل بوحٍ / فاسكت عن قلقٍ / وأرمّم ذات حنين خيالي/.

الشاعر "طه حسين الرحل" وهو من مدينة "نبل" قال: «أهمية الملتقى بشكل عام تكمن في مساهمته في تفعيل وتنشيط الحالة الأدبية والثقافية في البلد وفي هذا الظرف الذي تمر به سورية تزداد أهمية وفعالية هذا الملتقى في دعم اللحمة الوطنية في هذا البلد الذي نتمنى له كل خير.

الشاعر حمزة حنبلاس

أشارك في ملتقى نيسان الشعري الثاني من خلال عدة قصائد متنوعة وقصيرة تتضمن قصائد وطنية ووجدانية يحتاجها المواطن والشباب والمثقف في كل زمان».

ومن قصائده القصيرة اخترنا:

على باب الحياة تمر طيفاً / نهرول خلفها ولها نصلي / وتمنحنا رحيقاً من لماها / فتأسرنا وتسكرنا وتبلي/.

وأيضاً: على باب الحياة رأيت أفعى /تحاصرنا وتلقف ما نقول / أكلّ حديثنا إفك وزور؟/ وحول وهاد نزوتنا نصول/.

الشاعر الدكتور "عادل المصري" مشارك من مدينة "إعزاز" تحدث لنا بالقول: «أولاً أنا يسعدني ويشرفني أن أشارك في هذا الملتقى وفي هذه المرحلة الحساسة حيث يتكالب فيها الأشرار والذين يريدون أن يركعوا هذا الوطن، ولكن الوطن شامخ شموخ جباله وأبنائه وتصميمهم على النصر.

أشارك في الملتقى بقصيدتين: الأولى هي "صحوة المجد" وتتحدث عن انتصار إخوتنا في جنوب لبنان ومساهمة سورية الرائعة في احتضان عائلات إخوتنا من الجنوب ومساعدتهم باعتبار أنّ بلدنا هو شعلة للعالم العربي والحاضن الأساسي للمقاومة الوطنية في لبنان، والقصيدة الثانية بعنوان "ليلى في مملكة السين" ومضمونها قومي ووطني وتتحدث عن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها وطننا سورية ونهجها الوطني والقومي في هذه المرحلة من قبل دول وحكام ووسائل إعلام مغرضة».

وحول أهمية الملتقى قال: «للملتقى أهمية كبيرة حيث يساهم في توطيد روابط الإخوة بين كافة شرائح الشعب إضافة إلى إننا نلتقي فيه بالعديد من الأقلام الواعدة التي تبشر بمستقبل مشرق في التواصل الثقافي الشعري في منطقة "إعزاز"، وبهذه المناسبة أود توجيه جزيل الشكر إلى المركز الثقافي العربي في مدينة "نبل" ممثلاً برئيسها الأستاذ "حسين حرك" الذي يساهم مساهمات رائعة في تيسير وتوفير العينات الجميلة والحضور الجميل لإنجاح مثل هذه الملتقيات».

ومن قصيدته "ليلى في مملكة السين" اخترنا:

ليلى يئستُ وغمُّ اليأس خلاّس / ليلي بئيسٌ وما في الصبح إيناسُ

وأفردتني حظوظي في متاهتها / الهمُّ والنّحس والأمراض جُلاّسُ

تعاورتني على الأيام سطوتها / كأنما هي دون السعد حُرّاسُ

خمسٌ مررن من الأعوام حالكةٌ / تجهّم الحظّ فيها والتوى الرّاسُ

كأنها محنةُ سيقت على مهلٍ / يسوسها حاذقٌ بالنحس دسّاسُ.

الشاعر "رياض نشاب" وهو من "نبل" قال: «أنا أشارك في هذا الملتقى من خلال قصائد محكية /زجلية/ لأنني أجدها الأقرب إلى القلب، فهي تتميز بكلماتها البسيطة ومعانيها العميقة.

الملتقى له أهمية كبيرة بالنسبة للمشاركين حيث يتبادلون المعارف والخبرات ويطلعون على تجارب بعضهم وكذلك بالنسبة للحضور من متذوقي الشعر والمهتمين بالأدب الذين يمنحهم الملتقى فرصة للاطلاع على ما هو جديد في مجال الشعر، ولكن لدي ملاحظة حول الملتقى وتتعلق بتوقيته حيث يقام في الساعة الواحدة ظهراً وهو وقت دوام رسمي فلو انه أقيم في بعد الدوام في الساعة السادسة أو السابعة مساء كان باستطاعة زملائنا الكثر من حضوره».

ومن إحدى قصائده الزجلية /المحكية/ اخترنا:

شو منتذكر تا نتذكر / مَيْ وفَيْ وخبز وسكر

وولاد زغار بحارتنا / نلعب وتطول لعبتنا

وينده فينا خيّ الأسمر / وشو منتذكر تا نتذكر

وبعدُن خبزات التنور / رغيف مسمسم مع الفطور

أوعى تجقمر يا زكور / شوية زيت شوية زعتر

/و شو منتذكر تا نتذكر/.

الشاعر "حمزة حنبلاس" وهو من "نبل" قال: «في كل عام يقيم المركز الثقافي العربي في "نبل" ملتقى نيسان الشعري بمناسبة أعياد هذا الشهر المبارك.

في مدينة "نبل" هناك العديد من الشعراء الذين يشاركون في هذا الملتقى وبشكل دوري حيث يلتقون فيه من خلال قصائدهم وإبداعاتهم الجديدة للتواصل مع جمهورهم.

الملتقى مهم ولكن توقيت إقامة الملتقى برأيي غير مناسب، ومع ذلك فالملتقى يفيد كثيراً وخاصة بالنسبة لجيل الشباب من خلال القصائد التي تلقى فيه حيث يزيدهم معرفة واطلاعاً ومحبة.

أشارك في الملتقى بأربعة قصائد أولها حول الأحداث التي يشهدها بلدنا وقصيدتين من ديوان شعري مطبوع لي وقصيدة ألقيها لأول مرة وهي من الشعر المقفى».

ومن قصيدته "وداع" اخترنا:

لا الأهل أهلي ولا الدار داري / وخلف الدموع ودعت أزهاري

قلبي في الهوى ثكلٌ جريحٌ / ألوذ باليراع علّه يعود تذكاري

روحي بحارٌ تكسرت مرافئها / فأين اللقُى فساحة الحلم مداري؟

هذا أنا على الأوراق منسكب / علّكم تقرأون سطور الشوق ضمن أشعاري.

وأخيراً حدثنا الشاعر الشاب "عمار زم" وهو من مدينة "نبل" بالقول: «جئت إلى المركز اليوم من ضمن الحضور ولم أكن من المشاركين الأساسيين ولكني دُعيت للمشاركة في الملتقى كضيف شرف حيث ألقيت قصيدة حول مدينتي العزيزة على قلبي "نبل" التي اعشقها.

بما أن بلدنا يمر بهذه الظروف الحساسة فإن الملتقى يساهم في إيصال الصورة الحقيقية للمؤامرة التي تحاك ضد بلدنا للإخوة المواطنين، والمطلوب من الشعراء في هذه المرحلة هو أن يتابعوا الأحداث ويحللوها ويدققوها ويقدموها للناس والمواطنين شعراً وقصائداً».

ومن قصيدته "نبل" اخترنا:

على الهضاب في يومٍ / مشيت الدرب في عجل

فبانت فسحةٌ سمراء / كثوبٍ رُشّ بالحلل

تلالٌ تعتلي كالشمس / ومملكةٌ على جبل

ثمارٌ أينعت ومضا / على أوراقها أملي

والزيتون في كرمٍ / شلالٌ من الخصل

إلى لمعان بيدرها / يغيب البدر في خجل

حجارتها أثارت بي / حنين الوجه للقبل

عرفت بأنها نبل / نور الله في المقل.

يُذكر أن ملتقى نيسان الشعري الثاني شارك فيه كل من الشعراء: الدكتور "عادل المصري" من مدينة "إعزاز" والشعراء "طه الرحل" و"يحيى محي الدين" و"حمزة حنبلاس" و"رياض نشاب" و"عمار زم" من مدينة "نبل".