"جبعدين" قرية سورية تحيط بها الجبال من كل صوب، وتنتشر فيها بعض الآثار والكهوف التي تثبت أن الإنسان القديم سكنها وحفر منازله في صخور جبالها، وتتميز أيضاً بمحافظة أهلها على التحدث بالآرامية "لغة السيد المسيح" إحدى لغات سورية القديمة، هذا ماكتشفناه خلال زيارتنا لهذه القرية السياحية.

موقع "eSyria" بتاريخ 1/11/2009 وخلال زيارته إلى بلدة "جبعدين الأثرية والسياحية التقى بالأستاذ "خالد نجم" محاسب قرية "جبعدين" ومكلف برئاسة المركز الثقافي العربي منذ تأسيسه عام 1997ليحدثنا عن البلدة ونشاطات المركز : «تقع "جبعدين في منطقة "القلمون" الأوسط وتتربع في أحضان جبل "سنير"، وللتسمية أكثر من رواية فإحداها تقول أن أشخاصاً متعبدين أقاموا في هذا المكان وسكنوا الكهوف والمغاور الصخرية على مقربة من عين الماء في وسط القرية والتي كانوا يدعونها "جب" فاشتهر المكان بهم وأخذ تسميته بـ "جب عابدين"‏، يربو عدد سكانها على ستة آلاف نسمة، يتكلمون اللغة الآرامية السريانية».‏

عملت ومن خلال الخطة الثقافية الربعية المقررة للمراكز الثقافية وبمرونة معقولة أن ألبي الاحتياجات الثقافية والمعرفية والنفسية والعلمية للشرائح آنفة الذكر، فاستضفت محاضرين مختلفين الأمراض السارية، والبيئة، والأدب والشعر، والفلك، والزراعة بشقيها النباتي والحيواني

يكمل "نجم": «سكنها الإنسان القديم البدائي في الكهوف والمغاور المحفورة في الصخور هي من صنع يدي ذلك الإنسان، لكن الأدوات التي كان يستخدمها فقدت وأتلفت بعبث العابثين دون إدراك لأهميتها الأثرية والتاريخية كما أنها تعتبر توأماً لبلدة "معلولا" وفيها نفس المعالم والخصائص التي تشير إلى ذلك فاللغة الآرامية والعادات والتقاليد والتاريخ والقدم والكهوف والمغاور هي العامل المشترك لتاريخ واحد موغل في القدم».‏

ثقافي جبعدين

يتابع: «تقع "جبعدين" خلف الجدار الصخري المرتفع بأحضانه وبين تلاله التي تحيط بها من كل صوب، وتعتبر هذه التلال والجدار الصخري، الحصن المنيع الذي يحميها من هجمات الأعداء والطامعين وتسهل الدفاع عنها، ترتفع فوق سطح البحر 1500م واكتشف فيها عدد من الأديرة، دير في وسطها، ودير في شمالها يسمى "دير العاصي"، وقد زالت معالمها بأيدي العابثين الذين لا خبرة لهم في القيمة الأثرية والتاريخية لهذه المعابد، يضاف إلى ذلك عدم الرعاية والاهتمام من الجهات المسؤولة، واكتشفت فيها مدافن أثرية تعود للعهد البيزنطي».‏

"جبعدين" هذه المنطقة السياحية المعروفة عنها يكمل "نجم": «تمتاز بمدخلها الوحيد ويطلق عليه اسم "الفج" وهو شرخ من الجدار الصخري بعرض عدة أمتار توسع وتحسن ليستوعب دخول السيارات الكبيرة والبرادات الطويلة التي يمتلكها بعض السكان، من ناحية توفير الخدمات في هذه البلدة فقد توفر لسكانها معظم الخدمات من كهرباء، مياه، صرف صحي، مستوصف، بناء بلدية، مدارس ومركز ثقافي، ويقع في أراضيها مشروع مياه الذي يروي كل من "جبعدين، معلولا، عين التينة والتواني"، وقريباً سيصبح المشروع لقريتي "جبعدين" و"التواني" لتخصيص "عين التينة" و"معلولا" بمشروع آخر».‏

مدخل البلدة

عن عدد السكان يقول: «يبلغ عدد سكانها 10000 نسمة، ‏و تعتبر من القرى السياحية الهامة في جبال "القلمون" في سورية، وتبحث الوسائل والخدمات التي تخدم وتستهوي السياح والزوار لتكون "جبعدين" واحدة من المصايف بجوها وطبيعتها الجميلة، إضافة لأهميتها التاريخية‏, كما لدينا مدرستين ابتدائية ومدرسة إعدادية وثانوية, يتعلم طلاب "جبعدين" حتى الثانوية فيها ثم يلتحقون إما بثانوية "القطيفة" أو ثانويات "دمشق", نسبة المثقفين في القرية حوالي 80%».

عن المركز الثقافي في "جبعدين" ورواده يقول "نجم": «رواد المركز في "جبعدين" معظمهم من المثقفين, أساتذة المدارس وأعضاء قيادة الفرقة وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء المنظمات الشعبية, إضافة إلى بعض الأهالي من المثقفين, توجد لقاءات دورية في المركز ويحضرها أصدقاء المركز، أما عن الخطة الربعية أو الدورية للمركز فلدينا على المدى القريب، لدينا 13 محاضرة مع لجنة ثقافية وحلقة بحث, ففي الشهرالواحد نقدم محاضرتين مع لجنة ثقافية وحلقة بحث ويحضرها الأهالي المثقفين, أما خطتنا على المدى البعيد فنتمنى أن نقدم أنشطة كثيرة, فنحن لانملك سوى غرفة ضمن البلدية وقاعة في المركز, وهذه القاعة نستخدمها للاجتماعات الحزبية لمجلس القرية وللمركز الثقافي, وهو بحاجة لبناء مستقل، خاصة أنه لدينا رغبة كبيرة بإقامة نشاطات ومحاضرات عديدة، فعندما يكون هنالك بناء خاص بنا نستطيع أن نوسع نشاطاتنا وأن نؤسس فرق مسرحية وموسيقية قادرة على تطوير الناحية الثقافية في المنطقة».

كادر بأبعاد تاريخية

يتابع: «الفئة المستهدفة بالأنشطة التي نقيمها هم الطلبة، وذلك لتأسيس جيل مثقف واعي للقضايا القومية, ونستهدف أيضاً المرأة لأنها تمثل نصف المجتمع, فأنشطتنا محدودة بحكم أننا في قرية وبعيدين عن المدينة, نتعاون مع أهالي القرية في تحقيق نشاطات عدة، آمل أن أقوم بواجبي الثقافي المميز وأن أقدم كافة خبراتي لتطوير المركز نحو الأفضل، كما أتمنى من الجهات المعنية تأمين مبنى خاص لنا لمتابعة نشاطاتنا فيه».

ينهي الأستاذ "خالد نجم" حديثه معنا بقوله: «عملت ومن خلال الخطة الثقافية الربعية المقررة للمراكز الثقافية وبمرونة معقولة أن ألبي الاحتياجات الثقافية والمعرفية والنفسية والعلمية للشرائح آنفة الذكر، فاستضفت محاضرين مختلفين الأمراض السارية، والبيئة، والأدب والشعر، والفلك، والزراعة بشقيها النباتي والحيواني».