«يعد "تل زيدان" من أهم التلال الأثرية في "الرقة"، ويتوضع على الضفة الشرقية لنهر "البليخ"، أحد أهم روافد نهر "الفرات"، ويبعد نحو /4/ كم، إلى الشرق من مدينة "الرقة"، وقد بدأت البعثة السورية الأمريكية المشتركة عملها في "تل زيدان" بتاريخ (25/7/2009)، وهذا موسمها الثاني الذي تم فيه فتح خمس مربعات في التل, وتم العثور على العديد من اللقى الأثرية الهامة، التي لها دلالة على فترات زمنية تعود إلى الألفين السادس والخامس قبل الميلاد, ودامت أعمال البعثة /25/ يوماً, وسلمت اللقى المكتشفة إلى أمانة المتحف».

ذكر ذلك السيد "محمد سرحان الأحمد"، مدير آثار "الرقة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (19/10/2009)، عن أعمال البعثة السورية الأمريكية المشتركة، وآخر المكتشفات الأثرية في "تل زيدان".

تعود مجموعة اللقى الأثرية المكتشفة في "تل زيدان"، من قبل البعثة الأثرية الأمريكية السورية المشتركة إلى عصري "حلف" و"العبيد"، ويعتبر التل من أكبر التلول الأثرية في المشرق العربي، ومساحته /125/ دونماً، وتتكون طبقاته من مرحلتين فقط، تمثل الأولى حضارة "العبيد"، وسماكتها ستة أمتار من سطح التل، وبعدها تم العثور على حضارة "حلف". وقد تمثلّت المكتشفات باللقى الخزفية، وبعض الأختام، وقطع الفخار، وتشير الدلائل إلى أن موقع التل يؤكد بأنه المدينة السالفة لمدينة "توتول"، كما كانت "توتول" هي المدينة السالفة لمدينة "الرقة"، وهو يؤكد بأن عمر "الرقة" الحضاري يتجاوز /7800/ سنة من الآن

وكان البروفيسور "غيل شتاين"، مدير الجانب الأمريكي في البعثة المشتركة السورية الأمريكية في "تل زيدان"، قد ألقى محاضرة بتاريخ (10/8/2009)، قال فيها: «تعود مجموعة اللقى الأثرية المكتشفة في "تل زيدان"، من قبل البعثة الأثرية الأمريكية السورية المشتركة إلى عصري "حلف" و"العبيد"، ويعتبر التل من أكبر التلول الأثرية في المشرق العربي، ومساحته /125/ دونماً، وتتكون طبقاته من مرحلتين فقط، تمثل الأولى حضارة "العبيد"، وسماكتها ستة أمتار من سطح التل، وبعدها تم العثور على حضارة "حلف".

من أعمال التنقيب الأثري في الموقع

وقد تمثلّت المكتشفات باللقى الخزفية، وبعض الأختام، وقطع الفخار، وتشير الدلائل إلى أن موقع التل يؤكد بأنه المدينة السالفة لمدينة "توتول"، كما كانت "توتول" هي المدينة السالفة لمدينة "الرقة"، وهو يؤكد بأن عمر "الرقة" الحضاري يتجاوز /7800/ سنة من الآن».

وتابع شتاين قائلاً: «ارتبط اسم حضارة "حلف" بالمكتشفات الأثرية التي تمت في موقع "تل حلف"، الواقع في بلدة "رأس العين"، عند منابع نهر "الخابور"، حيث نقب فيه عام /1914/ البارون "أوبنهايم" الألماني الجنسية، وقد كشف عن مجموعة من المساكن، والبيوت الدائرية "ثولوس"، وكذلك تم العثور على خزف وفخار ملون، عليه رسومات هندسية ونباتية، صبغت بالأحمر والبني والأسود.

ومنذ تلك اللحظة أصبح يطلق على كل الفخار بما يسمى فخار "حلف"، وقد سادت هذه الحضارة بدءاً من "نينوى" في العراق، وحتى عمق الغرب السوري، وصولاً إلى شمال غرب الجزيرة العربية، وجزيرة البحرين "دلمون"، وما يميز الجماعة "الحلفية" هو تجارتها المبكرة مع منطقة "الأناضول"، وصولاً إلى المحيط "الهادئ"، وفي عام /5500/ قبل الميلاد جاءت جماعة جديدة، يطلق عليها "العبيد"، نسبة إلى "تل العبيد"، بالقرب من مدينة "أور" في العراق، حيث أزاحوا الجماعة "الحلفية"، وأسسوا حضارة جديدة سميت بحضارة "العبيد"، وقد أنتجت هذه الحضارة نوع من الفخار الملون المتطور».