كثيرة هي المواقع الأثرية الممتدة في سهول وجبال محافظة"طرطوس" والتي تعود إلى حقبٍ تاريخيةٍ مختلفة تظهر تعاقب الحضارات من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية .
وقد أثمرت أعمال التنقيب الموسمي التي قام بها كادر العمل في دائرة آثار "طرطوس" العام"2009" عن عدد من المكتشفات منها في قلعة "الكهف" الواقعة في منطقة "الشيخ بدر" و تبعد عنها حوالي " 15"كيلو متر شمالاً .
بعض الكسر الفخارية والزجاجية كما عثر على آنية فخارية تعود إلى الفترة الإسلامية
وتعتبر القلعة من القلاع الإسلامية المعروفة ضمن القلاع السورية وتقوم على هضبة صخرية مطلة على وادٍ سحيق تأخذ شكلاً طولانياً مساحتها "43396 " متر مربع اتخذها "سنان الراشد الدين" مركزاً له عام "1171" ميلادي.
«القلعة متهدمة ويلاحظ فيها بقايا سور يحيط بها وثلاثة أبراج متهدمة من الشرق والغرب والجنوب إلا أن القلعة الأساسية محفورة بالصخر توالت عليها أحداث كثيرة وهي تحمل صفة حراجية» هذا ما أخبرنا به المهندس"مروان حسن" رئيس دائرة آثار طرطوس خلال لقائنا به بتاريخ "16/9/2009" .
مواسم تنقيب سابقة كشفت عن كثير من معالم القلعة وعنها يقول:«قامت دائرة آثار "طرطوس" بعدة مواسم تنقيب سابقة أسفرت عن كشف الكثير من المعالم "الحمام" و "الجامع" و"الدرج" الواصل بين البوابات "الثانية" و"الثالثة" و"الرابعة" ومجموعة من الأقبية المبنية من الحجارة الغشيمة إضافة لبعض الآبار وقنوات تصريف المياه حيث تم تنظيف ما أمكن من الأعشاب التي تغطي المكان» .
أما أعمال التنقيب في العام"2009" فقد شملت على فتح سبرين على طرف سطح القلعة من الجهة الجنوبية حدثنا عنهما:«بدأ السبر "الأول" بأبعاد"10 × 5 " م ظهر فيه جدار يتجه شرق غرب ، وهو غير منتهٍ من الجهة الشرقية يبلغ طوله" 520"سنتيمتر وعرضه "70" سنتيمتر وارتفاعه "50 "سنتيمتر ».
«وهذا الجدار مبني من حجارة مقصوصة ويتخلله بوابة في ثلثه الأخير من الجهة الشرقية أبعادها "93 × 68" سنتيمتر ثم يتقاطع هذا الجدار مع جدار آخر يتجه شمال جنوب ويستند من الجهة الجنوبية على السور الرئيسي للقلعة وطوله "620" سنتيمتر وعرضه "86" سنتيمتر وارتفاع "69" سنتيمتر ويشكلان غرفتين ذات أرضية كلسية بيضاء».
وتابع:«يوجد في القسم الغربي من السبر جدار على استقامة الجدار الذي يتجه شرق غرب ، يتخلله بوابة يتم الدخول منها إلى غرفة صغيرة يشكل سور القلعة جدارها الجنوبي يتخلله مرمى سهام أبعاده " 63 ×150"سنتيمتر».
«كما لوحظ في الجدران قواعد حجرية مبنية من الطينة الكلسية البيضاء مما يرجح احتمال أن تكون أسقف الغرب أسقف قوسية».
«أما السبر الثاني فأبعاده " 5 × 5 " سنتيمتر في وسطه جدار وهو امتداد للجدار الموجود في السبر الأول ، في بداية هذا الجدار من الجهة الشرقية يوجد بوابة تؤدي إلى غرفة خدمية ملتصقة بالسور» .
أسفرت أعمال التنقيب العام"2009" عن بعض اللقى الأثرية وهي:« بعض الكسر الفخارية والزجاجية كما عثر على آنية فخارية تعود إلى الفترة الإسلامية».