تتميز الصحراء السورية باحتوائها على الكثير من الحيوانات والنباتات الطبيعية منها ما هو معروف ومنها ما يزال مجهول الهوية، ومنطقة "جيرود" كواحدة من مدن سيف الصحراء ونظراً لتفردها في تضاريسها الطبيعية، احتوت على العديد من النباتات والحيوانات البرية وكأنها محمية حية في الطبيعة.
وللتعرف أكثر على طبيعة الحياة البرية في منطقة "القلمون" الأدنى التقينا "خالد دحدوح" باحث جغرافي في طبيعة المنطقة وأشكال الحياة البرية فيها: «يتواجد في منطقة "جيرود" ثلاث مناطق جغرافية نباتية رئيسية "متوسطية" من نباتاتها "البطم الفلسطيني والسماق والشنان"، ويشاهد في جبل الشمالي أشجار اللوز البري أما فوق أكمات جيرود الطينية التلالية العالية المغطاة بطبقة من الرمل يكثر مجتمع الفرقد، وتنتشر حول مملحة وتعوس جيرود نباتات / الخرينبة - النجيل الإصبعي - العكرش - الأس - المرار - القنطريون - الطرفاء - العاقول - السوس / ويتراوح طول جذر كل من نبات العاقول والطرفاء والسوس بين 10 – 16 م».
يتواجد في المنطقة عدد من النباتات الطبية مثل العناب الذي يمتاز بمذاقه ونوعه المفضل لدى الناس إلى جانب فوائده الصحية الكثيرة، ويعتبر مرعى جيداً للإبل، كما تتواجد بعض أنواع الفطور المفيدة والسامة، أما إلى الشمال من منطقة "التعوس" وحتى "القريتين" ينتشر نبات الرغل، وكان التعوس سابقاً يعتبر غابة استوائية لكثافة حقول نبات المسل فيه
ومن الانواع النباتية المميزة في "جيرود" ذكر لنا "دحدود": «يتواجد في المنطقة عدد من النباتات الطبية مثل العناب الذي يمتاز بمذاقه ونوعه المفضل لدى الناس إلى جانب فوائده الصحية الكثيرة، ويعتبر مرعى جيداً للإبل، كما تتواجد بعض أنواع الفطور المفيدة والسامة، أما إلى الشمال من منطقة "التعوس" وحتى "القريتين" ينتشر نبات الرغل، وكان التعوس سابقاً يعتبر غابة استوائية لكثافة حقول نبات المسل فيه».
وينتشر نبات "الشنان" بكثرة وكذلك "القيصوم وشقائق النعمان" ويتواجد "الشوفان البري" على جوانب الطرقات.
لكن الطبيعة الجيولوجية لمنطقة "جيرود" من تواجد بحيرة وبقعة رملية وبجوارها تلال جبلية وفي مقابلها جبل "القلمون"، جعلها مزرعة واسعة تحوي العديد من الحيوانات المختلفة قال عنها المهندس "طالب طالب": «تنتشر الحيوانات العشبية والقارضة مثل الأرانب البرية ولونها أغبر رمادي، كما يوجد "اليربوع" أو "الجربوع" ويسمى أيضاً "أبو شرابة"، لانتهاء ذيله الطويل بخصلة من الشعر أشبه بالريشة ويقارب حجمه حجم العصفور الدوري يغلب عليه اللون الرمادي الأصفر أو المرقش أو اللون الناصع البياض قوائمه الخلفية طويلة والأمامية قصيرة جداً ينتقل بقفزات سريعة، وهذا الحيوان الصغير يصطاد ويأكل كغيره من الحيوانات الأخرى من قبل الصيادين وخاصة في "جيرود" ويباع لدول الخليج لاستخدامه في عمليات القنيص أي صيد الطيور الحرة، وبين الفترة والأخرى تظهر الحيوانات اللاحمة أهمها الذئاب والضباع، لكن صيدها من قبل الأهالي جعلها معرضة للانقراض».
هذه هي الطبيعة على الأرض لكن إذا نظرنا إلى السماء نرى أشكالاً وألواناً عديدة من الطيور الأصيلة أو المهاجرة، وهو ما حدثنا به الباحث "خالد دحدوح": «يوجد النحل البري في "التعوس" بكثرة ويتخذ من التلال الرملية المتماسكة مسكناً له، أما
الطيور فهي إما مستوطنة مثل "الوروار والقنبرة والحباري والهدهد والحجل" الذي ينتشر في المناطق الوعرة وسفوح الجبل، وبالنسبة إلى الطيور الزائرة ففي الربيع يزور المنطقة "السنونو والخطاف"، وفي الشتاء تزورها أسراب العصافير من نوع "الزرعي والزرزور"، وتطل الصقور والطيور الجارحة في الخريف أشهرها "الشاهين السيبيري والباشق والحدأة" وتوجد "البوم" بأنواعها البيضاء والسمراء والأذناء، لكن أكثرها السمراء التي تفترس الجرذان والفئران، وفي فصل الصيف يحط طائر "اللقلق" رحاله في مملحة "جيرود" والمسمى شعبياً /الغرنوق/ لكي يرتاح من عناء السفر ثم يعود ويكمل طريقه، إلا أن المملحة وجه شؤم على طائر المالك الحزين فكل من يحط بها يكون في اليوم التالي على مائدة أحد الصيادين».
هذه هي طبيعة منطقة "جيرود" غريبة بتضاريسها وتضم كنوزاً من النباتات والحيوانات.. وهي تستحق أن تكون محمية طبيعية وطنية تعيد التنوع الحيوي المأمول في بيئتها.