"منمنمات تاريخية"، أحداث ومصائب شغلتها فترة من فترات تاريخ سورية الحديث، كانت فكرة عن نص للراحل "سعد الله ونوس" كتبه منذ أكثر 25 عام، تصدى له الشاب "مجد شيبان" للإعداد والإخراج كغيره من الذين تصدوا لهذا النص قبله، وليكون ثاني أعمال المهرجان المسرحي الفرعي الجامعي الثاني للعام /2009/م.
موقع eLatakia ومن خلال متابعته للنسخة الثانية للمهرجان المسرحي الفرعي، التقى مخرج العمل الشاب المجتهد "مجد شيبان" والذي قال متحدثاً عن طبيعة نصه الذي عمل عليه اليوم كأول تجربة إخراجية له فقال: «العمل هو بمثابة تحدي صعب كونه نص صعب جداً، ولكن من الممكن أن يخرج العمل بطريقة معينة، وأن تصل أفكاره للمشاهد معبرة تماماً كمنمنمات تاريخية حقيقية وخصوصاً أنها تصلح أكثر لفيلم سينمائي، ولكني حاولت جاهداً أن أوصله إلى المشاهد بطريقة فنية مميزة ومريحة وبسيطة، من خلال تعاملنا مع الإضاءة والديكور الخفيف على خشبة المسرح، واعتماد تفريغ المسرح بالإستعانة بالإضاءة وذلك على الطريقة السينمائية».
النص جداً صعب، والمخرج الشاب "مجد" عمل على تبسيطه بطريقة رائعة وسلسة، ليقدمه لجمهوره بطريقة قريبة من واقعه، وخصوصاً كونه مناقشة حية لإشكالية موجودة إلى الآن ضمن حدود الوطن العربي الممزق
ويضيف "شيبان" متحدثاً عن الفكرة الحقيقية لعمله: «فكرة "منمنمات تاريخية"، هي مسيرة التاريخ العربي بكل محافله وسقوطاته، وإسقاط البعض من مشاهده على واقعنا الحالي البعيد والقريب، وذلك من خلال الإستعانة بسقوط "دمشق" تحت أيدي "التاتار" وخيانة بعض سكان "دمشق" لمدينتهم بغية تحقيق البعض من مآربهم المادية والمصلحية».
الشاب "مجد عثمان" وهو مشارك ضمن جوقة العمل الشابة، حدثنا عن مشاركته بالقول: «العمل وربما بالبعض من شخصياته مثّل وبشكل مباشر بعض الشخصيات المحببة للشعب العربي، والتي دفعت الكثير لأجله، وبالتالي عملت أنا من خلال دوري كقائد للجيش، على تسخيره ليكون ذلك الشخص الخيّر الذي يعيش ضمن مجتمع ذو تقلبات سلوكية ومنطقية مذبذبة، ويرى بأم عينه خيانات ضخمة وكبيرة المستوى من قبل أناس ورؤوس ذات سمعة شعبية طيبة لدى الرعية، ولهذا يعمل على مواجهة هذا السيل الكبير من التسليمات ولكنها أدت في النهاية إلى تسليم دمشق "للتاتار" في وقت لاحق».
وفي حين يحدثنا الشاب "عبد الحميد قاموع" عن دوره بالقول: «دوري كان كأي شخص عربي مغلوب على أمره من خلال تأثير الرأي العام المعادي، والذي تسيطر عليه وسائل قوى الاحتلال والاستعمار في كل زمان ومكان، من أجل بث كل ما هو ممهد لسيطرة هذه القوى على كامل المكان وشعبه، وهذا ما حصل خلال فترة ما قبل سقوط العاصمة "دمشق" بيد "التاتار"».
ويضيف "قاموع" حديثه عن ظروف المهرجان وعملهم على وجه الخصوص بالقول: «كنا متخوفين جداً حتى الربع الساعة الأخيرة قبل بدء العرض، بسبب الإضاءة وردائتها، ولكن ولله الحمد استطعنا أن نصل بالعمل إلى حدود ما سمعناه الآن من المشاهدين الحضور، ومهما قدمنا ومهما كانت النتيجة، فالجميل المثمر دائماً هو مشاركتنا ضمن احتفالية فريدة ورائعة مثل المهرجان الفرعي الذي يعتبر فرصة ذهبية للاحتكاك وإثبات الذات».
أما الشاب "نوار حيدر" والذي أفتى خلال العمل بتسليم "دمشق"، فتحدث عن دوره قائلاً: «دوري كان شخصية إنتهازية، أنانية، تدعى الشيخ "ابن مفلح"، دائماً كان يعمل تحت غطاء الدين في الكثير من تعاملاته ليصل إلى مآربه المادية التي يرجوها، وهو مثال مصغر لما يحصل هذه الأيام ضمن بلداننا العربية ومناختها، ولكن بشكل غير مباشر». الشاب "أحمد البدري" مخرج مشارك بالمهرجان ومخرج العمل الأول، "العميان"، تحدث لنا عن "منمنمات تاريخية" فقال: «النص جداً صعب، والمخرج الشاب "مجد" عمل على تبسيطه بطريقة رائعة وسلسة، ليقدمه لجمهوره بطريقة قريبة من واقعه، وخصوصاً كونه مناقشة حية لإشكالية موجودة إلى الآن ضمن حدود الوطن العربي الممزق».
الشابة "لارا صبيح" حدثتنا عن رأيها بالعمل قائلة: «العمل رائع، ومن النوادر أن تجد عمل تاريخي يشدك، "منمنمات تاريخية" بدا بنكهة جداً بسيطة وشبابية مفهومة لا تصيب بالملل، ولا ننكر وجود القليل من التفاوت بين أداء البعض من شباب العرض وبنفس الوقت تميز المخرج الشاب من خلال تحكمه بمفاتيح العمل».
وختم موقعنا مجموعة الآراء الخاصة بمستوى العمل الثاني بالمهرجان برأي الفنانة المسرحية "رغداء جديد" التي قال لنا: «العمل شابه العديد من الأخطاء، على صعيد الصوت، وبالتالي يتحمل كلا الممثل والمخرج هذا الخطأ، ولا شك بأن نقص الخبرة كان لها دور، ولكن هناك محاولة واضحة لخلق عمل مسرحي وهناك تعب واضح من المخرج والشباب العاملين ضمن العمل، ولكن هي التجربة الأولى، وأظن الثانية ستكون أقل نسبة أخطاء وسوف يعمل المخرج على تفاديها».