يعد سهل "جبلة"من أكبر السهول في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وأغناها بالآثار والتلال الأثرية الهامة مثل تل "تويني" الذي يقع شمال شرق مدينة "جبلة" والذي يعتبر نموذجاً من نماذج الحياة الحضارية والبشرية في عصر سورية القديمة.

موقعelatakia وبتاريخ 29/3/2009 التقى المهندس"ابراهيم خيربك"رئيس دائرة "آثار جبلة" وقدم لنا قراءة تفصيلية عن تاريخ التطور الحضاري لتل "تويني" الأثري حيث قال: «يقع التل شمال شرق مدينة "جبلة" على بعد (1700 م) ويأخذ التل شكل مثلث تقريباً، ويمر نهر"الرميلة" بمحاذاة التل من جهة الشمال ويقع وسط سهل خصب على بعد (500 م) من شاطىء البحر وكان قديماً على علاقة مباشرة مع مدينة "جبلة" التي كانت قد أسست في العصر الفينيقي».

القلادة والختم الملكي قد تم العثور عليهما في مبنى يرجح أن يكون معبداً دينياً يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وتتألف القلادة حسب أقوال "ابراهيم خير بك" من عدة حبات من الخرز الفينيقي ونوع من الحجر يتوسطها ختم إمبراطوري من حجر الكوارتز

أما عن أعمال التنقيب في التل قال "خير بك": «بدأت أعمال التنقيب في التل منذ عام (1999م) من قبل بعثة سورية بلجيكية مشتركة وما زالت مستمرة حتى الآن، وقد أسفرت أعمال التنقيب على وجود سوية أثرية هامة تعود لعصر الحديد الثاني وهي عبارة عن بناء مبني من الحجارة الغشيمة وأطلق على البناء اسم "البيت الكبير" وقد تم تحديد استخدام بعض الغرف مثل غرفة تحضير الطعام وغرفة تخزين، كما عثر في إحدى الغرف على عدد كبير من كؤوس الخمر متقنة الصنع، ويدل ذلك على أن المنزل لشخص ذو أهمية كبيرة».

ابراهيم خير بك

لم تتوقف أعمال التنقيب في تل"تويني" عن البحث والدراسة طوال هذه السنين وحتى وقتنا الحالي وقال "ابراهيم خير بك": «تم العثور على سوية تعود لعصر البرونز الحديث، وسوية تعود لعصر البرونز المتوسط وفي هذه السوية تم العثور على مدفن جماعي يعود تاريخه إلى (1800 ق .م )، وعثر في المدفن على مجموعة أباريق وصحون فخارية وبعض المشابك البرونزية بالإضافة إلى دمية للربّة "عشتار" مصنوعة من الفريت».

أما السيد "مسعود بديوي" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "جبلة" قال لموقعنا».

حوضان يعودان لمعصرة خمر مع ارضية من الفسيفساء تعود للعصر البرونزي

أظهرت أعمال التنقيب في تل "تويني" في الكشف عن سويات أثرية تعود من الألف الثالث إلى الألف الأول قبل الميلاد، وقد أكدت الأسبار في هذا الموقع عن بدء الاستيطان منذ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وتؤكد مجموعة العناصر المعمارية واللقى الأثرية التي تم الكشف عنها في هذا التل وجود مدينة مزدهرة تقع على الحدود الجنوبية لمملكة أوغاريت خلال الألف الثاني والأول قبل الميلاد، بالإضافة نشاط تجاري واسع مع قبرص ومصر وكريت واليونان».

في موقع تل "تويني" الأثري تم اكتشاف عقد قلادة وختم امبراطوري, وقال المهندس "ابراهيم خير بك" أن «القلادة والختم الملكي قد تم العثور عليهما في مبنى يرجح أن يكون معبداً دينياً يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وتتألف القلادة حسب أقوال "ابراهيم خير بك" من عدة حبات من الخرز الفينيقي ونوع من الحجر يتوسطها ختم إمبراطوري من حجر الكوارتز».

وزنة بشكل أسد تعود لعصر البرونز الحديث الثاني

أما عن توقعات نتائج أعمال التنقيب لتل "تويني" في المستقبل قال "خير بك" : «يعتبر التل من المواقع الهامة في سهل "جبلة" وقد أعطت نتائج هذا التل وجود سوية أثرية هامة تعود لعصر الحديد الثالث والثاني وربما تعطي نتائج هذا التل في المستقبل فكرة واضحة عن سوية عصر الحديد في الساحل السوري، كما أن السوية الهامة التي تم الكشف عنها والتي تعود لعصر البرونز الحديث ربما نستطيع في المستقبل وفقها أن نحدد اسم هذه المدينة علما أن مدينة "جبلة" التي تعود لعصر البرونز الحديث المذكورة في وثائق أوغاريت مكانها غير محدد تماما بعد».