كثيراً ما نسمع بأسماء قرى صينية أخذت شهرتها الواسعة من خلال صناعاتها التي أخذت أسماء تلك القرى، ولكن أن تكون قرية معرشورين القابعة شرقي معرة النعمان بأربعة كيلومترات بهذا المستوى من السمعة الصناعية.

حتى صارت تعرف على مستوى القطر بل، وفي كثير من الدول المجاورة كالعراق وتركيا ولبنان كونها القرية الصناعية، والتي تكاد تكون الوحيدة للعديد من الصناعات على مستوى القطر كالإسفنج والحصر البلاستيكية والسجاد والليف الصناعي بأنواعه عدا عن تجارة الأدوات المنزلية المزدهرة، لذلك تعتبر القرية وكأنها شركة واحدة، وسوق يقصده التجار من مختلف المحافظات السورية إضافة إلى التجار القادمين من أقطار عربية وأجنبية لشحن بضائعهم من صناعات هذه القرية.

موقع eIdleb التقى السيد عبد الجواد مصطفى (صاحب معمل لصناعة الحصر البلاستيكية) الذي قال: "لديّ ستة عمال يعملون بالتناوب بحيث يستمر العمل أربعة وعشرين ساعة متواصلة على مدار الأسبوع، وأما عن الإنتاج فهو يصل إلى ما يقارب (350) متر يومياً من حصر البلاستيك".

وذكر المواد الأولية المستعملة في هذه الصناعة قائلاً: هي عبارة عن حبيبات (بولي بربلين) يتم تحويلها إلى قش بلاستيكي مفرغ من الهواء عن طريق الصهر مع إضافة الأصبغة الملونة، ومن ثم يتم إدخال هذا القش مع الخيوط في ماكينة النسيج المصنوعة محلياً في مدينة حلب، والتي تحول هذا القش إلى حصر بلاستيكية.

*سألناه كم عدد معامل الحصر في القرية؟

" يوجد أكثر من خمسين معملاً لصناعة الحصر، وأيضاً هناك معمل لتصنيع الإسفنج، وعشرات المقصّات للإسفنج بقياسات مختلفة، وحوالي عشرين معملاً لتصنيع (الليف وجلايات الألمنيوم)".

*هل تكفي اليد العاملة في القرية لتشغيل هذا الكم من المعامل؟

" بالطبع لا تكفي، حيث يتم جلب العديد منهم من قرى مجاورة للعمل في معامل القرية".

*أبو النور العامل عند مصطفى قال: " إنه أب لأربعة أولاد ويتقاضى حوالي خمسة عشر ألف ليرة سورية شهرياً، مؤكداً رضاه عن العمل لأنه غير متعب عموماً، وهولا يعاني من أية صعوبات أو مشاكل".

أما الشاب محمد الذي يعمل هو الآخر في نفس المعمل فقد ذكر أنّ ما يتقاضاه من الآجر يعتبر جيداً مقارنة مع الجهد المبذول، وعبر عن رضاه هو الآخر عن العمل، ولكن السخط والتذمر كان واضحاً عند صاحب المعمل حين سألته عن أسعار المواد الأولية هذه الأيام فذكر أنها مرتبطة بالنفط وتقلبات أسعاره، وارتفاعها الكبير أدى إلى غلاء المنتج مما انعكس سلباً على حركة البيع والشراء في السوق الداخلية، لذلك يتم الاعتماد على الأسواق الخارجية التي لها أهمية كبيرة كونها تساهم بشكل رئيسي بتصريف صناعات هذه القرية.