لا أحد ينكر على أكياس النايلون فضلها لجهة خدمتنا بالتغليف المريح والمفيد منذ منتصف السبعينيات وحتى يومنا هذا، ولا لجهة استيعاب النفايات والمخلفات المنزلية العضوية منها وغيرها، إلا أن هذه الأكياس النايلونية تفني البيئة ولا تفنى وتخلف

أضراراً بيئية بالغة وجسيمة، تعود على الإنسان والحيوان والنبات وحتى على التراب.

فما حقيقة هذه الأكياس السهلة الاستخدام المفيدة والمضرة في نفس الوقت، التي تتسبب في موت عدد كبير من الحيوانات البرية والبحرية نتيجة ابتلاعها وعدم قدرة المعدة على هضمها وبالتالي تؤدي الى انسداد الأمعاء واختناق الحيوان وموته وحتى خنق الشعب المرجانية في البحر؟

اكياس النايلون العنيدة

أما النبات فهي تقلل من عملية تبادل الغازات عندها بشكل كبير إذا وجد الى جانبها ضيف بلاستيكي ثقيل الظل والدم، ويكفي المرور بجانب أي مكب للنفايات لمعرفة ضخامة المشكلة ولا شيء يمنع هذه الأكياس الخفيفة من القيام بجولة على الحقول والأشجار والبساتين المجاورة الى جانب احد المكبات, الامر الذي يؤثر ويضر بسلامة وصحة الإنسان ويضر بالبيئة.

وبسؤال معظم البلديات في المنطقة يأتيك الجواب مباشرة لا يوجد محطة معالجة للنفايات في القنيطرة فما الحل؟

ومن الحلول التي يقترحها البعض هو حرق النفايات يوميا وحصر المكب وتجميع النفايات في مكان صغير وبشكل أسبوعي، واللجوء الى عمليات الردم والطمر للبقايا غير المحترقة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يكفي الحرق للقضاء على النفايات وتخليص الإنسان والحيوان والبيئة من الضرر الناجم عن ذلك؟ والجواب بالتأكيد لا...

ولكن التجارب أثبتت صمود البلاستيك تحت التراب وعدم تحلله وفنائه وذوبانه بالتربة على الرغم من النعومة التي يظهر بها.

وهنا لا بد من الإسراع ببناء محطة لمعالجة النفايات العضوية والصلبة في القنيطرة، وبالتالي التخلص من مناظر أكوام النايلون والقمامة وغيرها المنتشر اغلبها على جانبي الطرقات العامة، والتي من المقرر البدء فيها مطلع العام الحالي ولكن لا شيء يدل على قرب التنفيذ.

ويبقى السؤال: ما البديل؟

الحل البديل يمكن أن يكون باستخدام أكياس من القماش كما يفعل ذلك الكثير من الدول المتقدمة حيث سحبت أكياس النايلون من السوق سواء من خلال إصدار تشريعات تمنع الشركات الصناعية من إنتاج النايلون غير القابل للتحلل، أو سواها من القوانين.

وتعتبر أكياس القماش أفضل وسيلة ناجحة ومحببة للطبيعة نظرا لسهولة تحللها بالتربة نتيجة توالي الايام والفصول واختلاف الرطوبة ودرجة الحرارة وتباينها من وقت لآخر الامر الذي يجعل تحلل أكياس القماش أسهل بكثير من أكياس النايلون نتيجة العوامل الجوية، كما أن لا شيء يمنع من العودة الى أيام زمان عندما كانت العائلات والأسر تحضر معها أكياسها الخاصة المصنوعة من القماش الى المتاجر لتملأها وتعود بها الى المنزل دون منّة من أكياس النايلون ومصائبها الجمة على الإنسان والتي تفني البيئة ولا تفنى.