شهدت محافظة "طرطوس" خلال فترات تاريخية سابقة، حركة تعليمية تمثلت ببناء مدارس تضم مختلف المراحل والفئات العمرية، وعلى الرغم من أن بعض هذه المدارس قد أغلق، إلا أن بعضها لا يزال يمثل حتى يومنا هذا صرحاً تعليمياً وتاريخياً مهماً.

توصيف

في حديثه لمدونة وطن يوضح الأستاذ "مضر كنعان" المختص بتاريخ المشرق العربي الحديث والمعاصر، أنه وخلال فترة الحكم العثماني كانت محافظة "طرطوس بحدودها الإدارية الحالية مؤلفة من ثلاث مناطق هي: منطقةُ "المرقب" وتتبع لواء "اللاذقية"، وحدودها الجنوبية نهر "الخوابي"، ومنطقةُ "طرطوس" ومنطقةُ "صافيتا" اللتان تتبعان للواء "طرابلس الشام".

وقد افتتح في قضاء المرقب خلال فترة الحكم العثماني تحديداً في العام 1892 عدداً من المدارس في كل من "العنازة، حصين البحر، بحنين، الحطانية، بانياس، القدموس، بلوزة، الخريبة، تعنيتا، قلعة الخوابي"، حيث افتتحها متصرف لواء "اللاذقية" آنذاك "ضياء بك"، ضمن مشروع أُطلق عليه تسمية "المآثر الحميدية" نسبة للسلطان العثماني "عبد الحميد الثاني"، وفي العام نفسه افتتحت في منطقة "المرقب" مدرسة "رشدية"، (والمدارس الرشدية تعادل في يومنا هذا مدارس المرحلة الإعدادية)، أما في منطقة "طرطوس" فقد افتتحت في العام 1890 مدرسة ابتدائية.

مدرسة الدريكيش في أربعينيات القرن الماضي

وفيما يخص مدارس البعثات الأجنبية في تلك الفترة يبين "كنعان" أن البعثة الأميركية كانت قد افتتحت مدرسة ابتدائية للذكور والإناث في برج "صافيتا" عام 1883، وفي قرية "بيت شباط" التابعة لمنطقة "صافيتا" تم افتتاح مدرسة ابتدائية عام 1892، وأخرى في قرية "عين البارد" التي تتبع لـ"صافيتا" أيضاً عام 1893، ولا توجد أية إحصاءات عن الكتاتيب في هذه المناطق خلال الفترة العثمانية، ولا حتى عن المدارس الأهلية الخاصة التي كانت تعنى بأمور الدين واللغة.

بالأرقام

حسب إحصائية من أرشيف مديرية معارف محافظة "اللاذقية" عام 1937 فقد ضمت المحافظة عدداً من المدارس الابتدائية والأولية، فقد بلغ عدد المدارس الابتدائية في قضاء "بانياس" /8/ مدارس ابتدائية (ذكور)، ومدرسة ابتدائية واحدة (إناث)، و/7/ مدارس أولية (ذكور). أما منطقة "طرطوس" فقد ضمت /11/ مدرسة ابتدائية (ذكور)، و/3/ مدارس ابتدائية (إناث)، بالإضافة إلى مدرسة أولية واحدة فقط (إناث). وقد ضمت منطقة "صافيتا" خلال هذه الفترة /15/ مدرسة ابتدائية (ذكور)، ومدرستين ابتدائيتين (إناث)، بالإضافة إلى /8/ مدارس أولية (ذكور)، و/3/ مدارس أولية (إناث).

روضة القدس المستولى عليها (مدرسة اللاييك سابقاً)

وبالنسبة للمدارس الرسمية والأهلية أيضاً عام 1937، فقد ضم قضاء "بانياس" /9/ مدارس رسمية، ومدرسة أهلية واحدة، ومدرسة أجنبية واحدة كذلك، في حين ضم قضاء "طرطوس" /14/ مدرسة رسمية، ومدرسة أجنبية واحدة، كذلك ضم قضاء "صافيتا" /17/ مدرسة رسمية، ومدرسة أهلية واحدة، و/10/ مدارس أجنبية.

كذلك ضمت المحافظة عدداً من المدارس الثانوية منها مدرسة "القرير" ومدرسة الراهبات ومدرسة الكرمليات وكلية "بانياس" الوطنية والكلية العلمانية الفرنسية في "طرطوس".

وفيما يخص الكتاتيب خلال فترة الاحتلال الفرنسي، فقد ضمت منطقة "بانياس" /4/ كتاتيب بلغ عدد تلاميذها /86/ تلميذاً، في حين ضمت منطقة "طرطوس" كتّابا واحداً ضم /18/ تلميذاً.

أما في العام 1938 فقد جاء توزع المدارس في المحافظة كالتالي: قضاء "طرطوس" ضم مدارس في كل من "الحميدية، حصين البحر، القمصية، قلعة الخوابي، الشيخ سعد، الخريبات، متن عرنوق، أرواد، السودا، عقر زيتي". أما في قضاء "صافيتا" فقد توزعت المدارس في كل من "صافيتا، بدادا، بيت شباط، بيت الشيخ يونس، الدريكيش، حمين، جنينة رسلان، كفرون بدرة، كفرون زريق، المشتى، اليازدية، ضهر بشير، راس الخشوفة، كفر طلش".

كذلك ضم قضاء "بانياس" مدارس في كل من "بانياس، بزاق، البساتين، ضهر صفرا، العنازة، القدموس، المرقب، برمانة المشايخ، قرقفتي، بارمايا، العصيبة، المرانة".

وفيما يخص المدارس الأجنبية التي ضمتها محافظة "طرطوس" عام 1938 فشملت مدرسة "القرير" الابتدائية، ومدارس اليسوعيين في كل من "جنينة رسلان والكفرون وكفر طلش"، والكلية العلمانية الفرنسية في "طرطوس"، ومدارس راهبات القلب المقدس في "الكفرون وصافيتا وطرطوس".

أما المدارس الخاصة المحلية فقد ضمت مدارس الروم الأرثوذوكس في "دير مار جرجوس ومشتى عازار "، ومدارس الأرمن في "طرطوس"، وكلية "بانياس" (ثانوي وابتدائي)، والمدارس المارونية (مدرسة راهبات بانياس).

على القيد

عبر فترات تاريخية سابقة ضمت محافظة "طرطوس" عدداً من المدارس سواء تلك التي تعود إلى الفترة العثمانية، أو التي تم افتتاحها خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وقد تم إغلاق عدد من المدارس، لكن بعضها لا يزال يقدم خدماته التعليمية وهي منتشرة في أرجاء المحافظة بعد أن تم استملاكها من قبل الدولة بحسب رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية تربية "طرطوس" الأستاذ "نضال ميهوب"، والذي بيّن أن من أمثلة المدارس التي ما تزال في الخدمة بعد استملاكها من قبل الدولة مدرسة "اللاييك" والتي تشغل مكانها حالياً روضة "القدس" حيث تم ترخيصها في العام 1953، ومدرسة الراهبات في منطقة "الخريبة" وتشغل مكانها الآن روضة "المحبة" حيث تم استملاكها وترخيصها في العام 1972.

يذكر أن اللقاءات أجريت بتاريخ 16 آب 2022.