من حبه وحضوره المستمر لمباريات فريق مدينته "الاتحاد" الحلبي في ملعب الحمدانية، ولدت الشرارة التي أيقظت حب اللعبة لدى الكابتن "عبد الله بصلحلو"، الذي بدأ ممارسته للعبة في منتخب الثانوية، ومن ثم في فريق جامعة "حلب" خلال دراسته الجامعية في كلية العلوم، وإلى جانب اللعب عُرضت عليه ممارسة التحكيم، فانتسب لأهل الراية وبدأ مسيرة الترفع من درجة إلى أخرى حتى وصل لأعلى المراتب التحكيمية بنيله الشارة الدولية.

بدايات واعدة

موقع مدوّنة وطن "eSyria" التقى الحكم الدولي لكرة القدم "عبد الله بصلحلو" في ملعب السابع من نيسان خلال أحد تمارينه اليومية المعتادة للمحافظة على جاهزيته البدنية فقال: «منذ صغري كنت مولعاً وشغوفاً بلعب الكرة مع أبناء حارتي ورفاقي في المدرسة، وتعلقت بنجومية لاعبي كرة الاتحاد "عمار ريحاوي" و"أنس الصاري"، وتصفيق وإعجاب الجماهير لهما، شكلت فريقاً خلال دراستي بكلية العلوم، وأتبعت ذلك بقيادة فريق جامعة "حلب"، كل ذلك كان يعطيني الخبرة بشجون وخفايا اللعبة أكثر، حتى عرض علي زميلي بالحي الحكم السابق "عبد السلام نعال"، فكرة الانتساب لأجواء التحكيم ووافقت دون تردد وكان ذلك في عام 1999 كحكم درجة ثالثة، وبعد نجاحي بفحوصات الانتساب كلفت بقيادة مباريات دوري الأشبال والناشئين بالمحافظة، وتابعت مشواري بالتحكيم والارتقاء نحو الدرجة الثانية ومعها ارتفع معدل ونوعية المباريات التي كلفت بها».

الكابتن "بصلحلو" أكبر مني، وكثيرة جداً هي المباريات التي شاركت فيها كحكم مساعد وبقيادته، وفيها كنا نتعاون لإنجاح المباريات وتطبيق قانون اللعبة، ويعود ذلك لخبرة وفطنة الكابتن "بصلحلو"، فهو حكم ساحة دولي مميز وناجح فوق البساط الأخضر ويلقى الرضا والقبول من الجميع، وكثيرة هي الحالات الصعبة التي نتعلمها منه على أرض الملعب

ويضيف: «بعد نجاحي وترفيعي للدرجة الأولى، كلفت بقيادة مباراة الافتتاح بدورة الصحفيين في عام 2009، والتي استضافتها مدينة "حلب" على أرض ملعب "الحمدانية" وكانت بين فريقي الاتحاد صاحب الأرض والجمهور و"الكرامة" المدجج بالنجوم، والذي كان يستعد للمشاركة بالبطولة الآسيوية بوقتها، وانتهت تلك المباراة بفوز الاتحاد بهدفين دون رد، ورغم صعوبة وحساسية المباراة قدمت مستوى لائقاً نال استحسان الجميع ونلت على تلك المباراة علامة مرتفعة من مراقب المباراة، وبعد المباراة تلقيت اتصالاً مباشراً من رئيس لجنة الحكام الكابتن "باسل حجار" هنأني فيه على المستوى الذي ظهرت به، وطلب مني الاستعداد لقيادة مباريات الدوري العام، وفوراً كلفني بقيادة مباراة "جبلة" مع "النواعير" ومن ثم مباراة "الجيش" والنواعير"، وهكذا تتالت قياداتي ومشاركاتي لمباريات الدوري ودون انقطاع، وكنت حريصاً خلال تلك المباريات على تلافي وتقليل الأخطاء، حتى أبقي على معدل علامات مرتفع وأحافظ على حظوظي بدخول اسمي في ترشيحات اللائحة الدولية، وأثمرت جهودي فيما خططت وسعيت له بالوصول نحو الصفوف الأمامية».

الحكمان الدوليان محمد قزاز ومعن كيالي

الشارة الدولية

البصلحلو في قيادة أقوى مباريات الدوري السوري

وعن نيل الشارة الدولية التي تعد طموح كل حكم وهي التي توصله لقيادة المباريات المهمة في دوري بلاده والملاعب العربية والدولية، يقول "بصلحلو": «بعد أن حققت كل الشروط الفنية والبدنية التي وضعتها لجنة الحكام الرئيسية تم اعتمادي في موسم 2011 حكماً على اللائحة الدولية وهنا أدركت حجم تضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقي، وما معنى أن أكون في طليعة حكام القطر، ومع نهاية مرحلة الذهاب من الموسم الأول لي على اللائحة الدولية نلت لقب أفضل حكم لمرحلة الذهاب، وكلفت بعدها مباشرة بالذهاب إلى "الأردن" لقيادة مباراة ودية بين منتخبها ومنتحب "اندونسيا"، وتسارعت خطواتي بترشيحي ضمن النخبة الآسيوية، لكن الخلافات وتصفية الحسابات في وقتها بين أعضاء اتحاد كرة القدم أبعدني عن تلك الخطوة».

خيار السفر

مع بدء عام 2012 ونظراً لظروف الحرب التي مرت، تغير شكل الدوري وأصبح على شكل مجموعات واقتصر التحكيم على مباريات محدودة، وهنا يقول الكابتن "بصلحلو": «تواصلت مع شقيقي المقيم في "جورجيا" وأرسلت له سيرتي الرياضية والتحكيمية للبحث عن عقد احترافي، وأجابني بالموافقة، وقمت بعرض صيغة العقد على الاتحاد العربي السوري وأخذ الموافقة عليه، مع استعدادي للحضور إلى بلدي وعلى نفقتي الخاصة كلما تطلبت الحاجة، واستمر عقدي مع الاتحاد الجورجي حتى مطلع عام 2018، وفي كل موسم كنت أحرص على الحضور والمشاركة بتحكيم عدد محدود من مباريات الدوري، ثم أعود إلى "جورجيا" لإتمام بنود العقد الموقع بيننا، وخلال تلك المدة التي قضيتها هناك قمت بتحكيم 282 مباراة، منها ثمان وأربعون بالدوري الممتاز كحكم ساحة وأهمها نصف نهائي كأس "جورجيا"، والمشاركة في دورة الصداقة الدولية للفرق الأوروبية الناشئة وكانت بمشاركة أقوى الأندية الأوربية».

البصلحلو أثناء قيادة مباريات الدوري الجورجي

العودة لضجيج الدوري

بعد عودته من "جورجيا" عاد الكابتن "بصلحلو" لمتابعة التحكيم في الدوري بدءاً من موسم 2019، ويقول: «شاركت بتحكيم مباريات مهمة مثل نهائي السوبر بين فريقي "الوحدة" و"تشرين"، ونهائي كأس الجمهورية بين "الوحدة" و"المجد"في الموسم الأول، و"الجيش" و"الشرطة" في الموسم اللاحق، إضافة لمباريات الدوري الممتاز، حتى وصلت للرقم مئة وواحد وستين مباراة في سجلي المحلي.. وأعتز وأفتخر بتكليفي ولمدة ثلاثة مواسم متتالية بقيادة أهم مباريات الدوري بين فريقي "تشرين" و"الجيش"، وخلال رحلة أربعة وعشرين عاماً في أجواء التحكيم اكتسبت المعرفة والخبرة والدراية من جميع الزملاء الذين سبقوني في هذا المجال وهم كثر، وقدوتي الذي تعلمت وحفظت منه الكثير الكابتن الحكم الدولي السابق "محمد كوسا"، وأعدّه أنموذجاً ناجحاً، وطموحي هو الارتقاء وتطوير التحكيم السوري بالمحافل العربية والآسيوية، حيث لدينا نخبة الحكام الذين لهم باع وبصمة فوق الملاعب يشهد لها الجميع».

شهادات تحكيمية

الحكم الدولي المتقاعد "معن كيالي" (65) عاماً قال: «الحكم الدولي "عبد الله بصلحلو" صاحب ابتسامة وأناقة وكاريزما على أرض الملعب، لم يأخذ فرصته بالتحكيم بالملاعب العربية والآسيوية نتيجة الظروف، وهو موفق جداً بقيادته لأغلب المباريات، يتمتع بلياقة بدنية عالية وحسن تطبيق مواد قانون اللعبة، وهو عامل إيجابي بنجاح المباريات التي يكلف بها، ويتعامل مع اللاعبين والمدربين والجمهور بهدوء وروية ما أكسبه احترام الجميع».

بينما يقول الحكم الدولي العامل "محمد قزاز" (37) عاماً: «الكابتن "بصلحلو" أكبر مني، وكثيرة جداً هي المباريات التي شاركت فيها كحكم مساعد وبقيادته، وفيها كنا نتعاون لإنجاح المباريات وتطبيق قانون اللعبة، ويعود ذلك لخبرة وفطنة الكابتن "بصلحلو"، فهو حكم ساحة دولي مميز وناجح فوق البساط الأخضر ويلقى الرضا والقبول من الجميع، وكثيرة هي الحالات الصعبة التي نتعلمها منه على أرض الملعب».

بقي أن نذكر أن الكابتن "بصلحلو" له من العمر 46 عاماً يحمل إجازة بالعلوم، شغل في العامين الماضيين مهام رئيس لجنة الحكام الفرعية وعضو باللجنة الفنية بمدينة "حلب" سابقاً.

تمت اللقاءات وإجراء التصوير في ملعب السابع من نيسان بتاريخ الرابع عشر من شهر آذار لعام 2022.